الأربعاء 27 نوفمبر 2024 الموافق لـ 25 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

زيجات الانترنت أصبحت تنافس الارتباط التقليدي


فتيات مغامرات يتحدين العادات بحثا عن توأم  روح افتراضــي
هربا من العنوسة و براثن الزواج التقليدي، تلجأ الكثير من النساء إلى الوسائط الإلكترونية، عسى أن تجد حظها و نصفها الآخر في انتظارها بين قائمة معارفها الافتراضيين الكثر، وسط تداول الكثير من الجزائريات عبر صفحاتهن بمواقع التواصل الاجتماعي، نتائج دراسات حديثة تؤكد أن زواج الأشخاص المتعارفين عبر الشبكة العنكبوتية، قد يطول أكثر من الزيجات العادية ،و هو ما حاولنا معرفة مدى صحته من خلال التحدث مع عدد من المغامرات اللائي ارتبطن بفضل هذه الشبكة.
في البداية ظننا أن من نجحن في إيجاد عريس من العالم الافتراضي، اعتمدن على المواقع الخاصة بالزواج، لكن أكثر الحالات التي تحدثنا إليها، أكدن بأنهن لم يثقن أبدا في مثل هذه الخدمات الالكترونية و إنما اعتمدن على فايسبوك و تويتر في توطيد علاقتهن من أشخاص شعرن باهتمامهم و جديتهم في تكوين علاقة أسرية محترمة، مثلما ذكرت شبيلة 29سنة التي أنهت مؤخرا دراسة في قسم اللغة الفرنسية و سافرت للإقامة بكندا مع زوج جزائري مقيم بالخارج، تعرّفت عليه عبر الواب، لكن مراسيم الخطبة و الزواج تمت جميعها بين الأهل بالجزائر بحضور عائلته القاطنة بأم البواقي.
شبيلة التي أسرت إلينا خلال دردشة على فايسبوك، بأنها في البداية كانت متخوّفة من المغامرة، لكنها بعد رؤيتها لزوجها المستقبلي، شعرت بالثقة، لأنه كان صريحا معها منذ البداية و طلب منها التحري عنه و عن أسرته بأم البواقي، قبل الموافقة على عرضه، و هو ما فعلته بمساعدة شقيقها، و تم لقاء العائلتين و جرت ترتيبات العرس في فترة وجيزة، و سافرت عام 2012 إلى كندا، و هي اليوم أم لبنت و تعيش اليوم بمنطقة تعرف بـ «لايك لويز» بكندا، أين تبعها شقيقها و زوجته و أطفاله.
شبيلة اعترفت أن الخطوة لم تكن سهلة، لكنها استحقت المجازفة مثلما قالت، مؤكدة بأن صديقتها المقرّبة اقتدت بها، بمساعدة منها و من زوجها الذي عرّفها على صديقه المنحدر من أصول مغربية ، غير أن تجربتهما لم تكتمل و توّقفت في بدايتها لأسباب، لها علاقة بالتقاليد و العادات.
 سندس صاحبة الـ 25 ربيعا، اعترفت من جهتها بأن الزواج لم يكن هدفها في بداية تعارفها على سامي ابن العاصمة المقيم بفرنسا، و إنما البحث عن فرصة لمتابعة دراساتها العليا بالخارج، و التمتع بالحرية التي طالما حلمت بها من قبل، و التي خلقت لها الكثير من المشاكل، داخل عائلتها المحافظة، فما كان أمامها مثلما قالت سوى تجريب حظها من خلال علاقة افتراضية، عملت المستحيل لجعلها حقيقية، في أقل من سنتين، حيث تقدّم الشاب لخطبتها رغم معارضة والدته لتخليه عن عادات العائلة، و حققت أمنيتها، لكن علاقتها بزوجها توطدت أكثر بعد اجتماعهما تحت سقف واحد، مثلما سردت سندس التي أكدت عدم استعدادها لخسارة أسرتها الجديدة، لما رأته من وفاء و مسؤولية في شخص زوجها الذي اعتبرته في البداية مجرّد جسر للوصول إلى أحلامها.
و في صفحة «جزائريات» عبر فايسبوك ناقشت مجموعة من المبحرات قضية زيجات الوسائط الالكترونية، حيث تساءلت إحداهن ظهرت تحت اسم مستعار باللغة الفرنسية «أميرة العاصمة» (برانسيس دالجي)، قائلة «إذا كانت زيجات تقوم على علاقة جدية واقعية و بوجود شهود، غير مضمونة، فكيف لتعارف افتراضي أن يتحوّل إلى رباط متين»، إشارة إلى عدم تصديقها أو اقتناعها بما يقال حول نجاعة التعارف الالكتروني.

النفسانية رجاء بن حبيلس:
لولا العنوسة ما غامرت المرأة في علاقات افتراضية

و ترى المختصة النفسانية رجاء بن حبيلس، أن تزايد لجوء الفتيات إلى الإنترنت، لأجل البحث عن زوج مستقبلي، يرجع إلى خوفهن من العنوسة من جهة و بحثهن عن مواصفات جديدة في زوج لم يعدن متأكدات من وجوده بمحيطهن القريب، موضحة بأن ارتفاع نسبة العنوسة، جعل كل الحلول ممكنة، بما فيها كثرة العلاقات و التعارف الالكتروني بغرض البحث و انتقاء زوج مناسب اقتصاديا و اجتماعيا، كما أن فتيات اليوم عزفن عن الزيجات التقليدية لعدم تقبلهن الوقوف كالمتفرج، في حين يتم تحديد مصيرهن من قبل الآخرين، دون مراعاة رغباتهن و طموحاتهن.
و ذكرت المختصة عوامل أخرى كالتأثر بوسائل الإعلام و الفضائيات و تزايد استقلالية المرأة، معتبرة الزيجات العصرية القائمة على وسائل التعارف الحديثة، طريقة كغيرها من طرق التعارف، من شأنها وضع حد للكثير من مشاكل الزواج التقليدي، لكنها في ذات الوقت حذرت من الوقوع ضحايا أو لقمة سهلة لأشخاص متمرسين، احترفوا الاحتيال باستعمال الشبكة العنكبوتية، و أوقعوا الكثير من النساء في مشاكل خطيرة لها علاقة بالقضايا الأخلاقية.  
و من جهتها أشارت النفسانية نادية غمراني إلى المشاكل العائلية التي تعد من أهم الدوافع التي تحفز الفتيات على إيجاد طريقة للتخلّص من الدوامة التي يعيشونها مع الأولياء أو الإخوة، حيث لم تعد الفتاة تنتظر حظها في الزواج، بل تسعى لتحقيقه على طريقتها، معلّقة بأن فتيات اليوم لا تنقصهن الجرأة في توظيف كل الطرق لإرضاء أنفسهن، لكن المغامرة، قد تكون لها عواقب وخيمة، تساهم في تعقيد مشاكل بعضهن.
و علّقت مردفة، بأنه رغم نتائج الدراسات المتداولة بين مجربات طريقة التعارف عبر الواب أو الراغبات في تجريبها، و الباعثة على التفاؤل لتأكيدها بأن الأزواج الذين التقوا عبر الانترنت، أكثر سعادة من غيرهم، فإن هذه الوسيلة الالكترونية تبقى في نظرها ليست الطريقة المثلى لبدء علاقة رومانسية، و لابد الحذر منها أو دعمها بلقاءات متكررة قبل الإقدام على قبول عرض الزواج و تأسيس أسرة، خاصة إذا تعلّق الأمر بأزواج من بلدين مختلفين.
مريم ب

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com