حلاقون يواجهون مشاكل مع أولياء رفضوا تسريحات أبنائهم الغريبة
تسببت تسريحات الشعر الغريبة التي أخذت في الانتشار في أوساط الشباب، تأثرا بما ينشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي و الفضائيات، في مشاكل لحلاقين لبوا طلبات شباب انساقوا وراء الموضة ضد رغبات و رضا أولياءهم.
و قد أكد عدد من الحلاقين مواجهتهم للكثير من المواقف الغريبة مع أولياء مراهقين و أولاد زاروا صالوناتهم من أجل تسريحة اختاروها بمحض إرادتهم، و من تلك المواقف التي سردها بعض الحلاقين بقسنطينة، تلك التي عاشها أحد مصففي الشعر الذي يعد صالونه وجهة للشباب حتى من خارج حيه ، لشهرته بإتقان آخر تقليعات الموضة فيما يتعلّق بتسريحات الشعر الرجالية، حيث أكد محدثنا تكرّر اصطدامه مع أولياء قص أبناؤهم تسريحات اعتبرها بعضهم غريبة، و وصفها البعض الآخر بالخطيرة و المهددة لتقاليد المجتمع، مضيفا بأن أغلبهم يحملونه مسؤولية ذالك، بانصياعه وراء رغبات أبنائهم، متهمين إياه بتعمده فعل ذلك طلبا للربح على حساب قيم المجتمع، باعتبار هذا النوع من التسريحات يكلّف أكثر من التسريحات العادية.
هذا الرفض الاجتماعي جعله يرفض طلبات المراهقين، و ذلك بالتحجج بعدم إتقانه لمثل هذه التسريحات، بعد أن قص شعر أحد زبائنه على الصفر تحت تهديد ولي غاضب، جاءه صباحا رفقة ابن منزعج، و لم يكتف الولي بذلك بل أسمعه كلاما جارحا، متهما إياه بنشر السلوكات الغريبة و الدخيلة على المجتمع، و التي ساهمت بشكل كبير في إفساد سلوك الشباب وجعلتهم لا يعبئون كثيرا بقيمه.
و ذكر حلاق آخر، بأن أحد زبائنه طلب منه تسريحة أكثر رواجا بين هواة كرة القدم و الرياضة عموما، تسريحة تحمل شعار إحدى الأحذية الرياضية، ففعل، لكنه رفض أن تلبية طلبه الثاني المتمثل في قص شعر إحدى حاجبيه، محاولا نصحه بأن ذلك يتنافى وقيم المجتمع، فتفاجأ من رد فعل ذلك الزبون الشاب، الذي قال له بأنه طلب ذلك من حلاق و ليس من شيخ مفتي، و أسمعه جملة من عبارات الشتم.
و اعترف عديد الحلاقين الذين تحدثنا إليهم خلال قيامنا بهذا الاستطلاع، برفضهم طلبات زبائنهم، المتعلّقة بالتقليعات الغريبة، تفاديا لأي جدال أو اصطدام مع الأولياء، الذي يرفضون هذه الخيارات الشبابية، خاصة إذا تعلّق الأمر بأبنائهم القصر.
و لا تتسبب التسريحات الرجالية ذات التقليعات العصرية، في مشاكل للحلاقين وحدهم، بل تحدث نزاعات و شجارات داخل البيت، بين الأولياء و الأبناء و حتى بين الأعمام و الأخوال مع أبناء الأخ أو الأخت، لعدم تقبلهم مثل هذه التقليعات التي يعتبرونها دخيلة على المجتمع و تعكس تهوّر و طيش الشباب، بالإضافة إلى فقدانها إلى أبسط جمالية و أناقة على حد تعبير بعضهم.
وحمّل بعض الأولياء مسؤولية ما يحدث من انتشار لسلوكات و مظاهر غريبة في المجتمع، بما فيها تسريحات الشعر التي تحوّلت إلى أشبه بتصاميم سجادات أو تاتوهات، للوافدين الجدد على الحرفة من الشباب الذين لا يبالون بما يسمح به المجتمع أو يرفضه، باعتباره موضة ومجرد تسريحات شباب يصبو إلى كل ما هو جديد، تماشيا مع اللباس والحذاء، وتأثرا بنجوم الكرة والغناء والأفلام.
و يرى البعض بأن التقاليد لم تعد تعني نسبة كبيرة من الحلاقين الشباب، مرجعين ذلك إلى قلة الخبرة و الوعي جرّاء مستواهم التعليمي المحدود، باعتبار أغلبهم من ضحايا التسرب المدرسي في مراحله الابتدائية أو بداية المتوسط.
و روى لنا أحدهم أنه ترك ابنه عند حلاق شاب مقصد أقرانه من الشباب، لقص شعره، وعاد إلى البيت وبمجرّد عودة الابن هاله أمر ومنظر ابنه ذو الـ10 سنوات بتسريحته الغريبة، فما كان منه إلاّ أن خرج معه إلى أول حلاق في الحي، لتصحيح ما اقترفه الحلاق الآخر، فدفع بذلك السعر مضاعفا، الأول للتسريحة والثاني لتصحيحها، و منع ابنه من العودة إلى حلاقه الذي أفسد سلوك أترابه من الأطفال مثلما قال الوالد.
ص.رضوان