«أنا لست نزار قباني و الشعب النقي لا يسمع الغناء الوسخ»
قال الشاب بلال أمس السبت بأن الذين ينتقدون أغنية الراي في الجزائر بعضهم مخطئون و بعضهم منافقون يحفظون أغاني الراي و يرددونها ثم يقولون بأنها فن غير لائق و منحط يجب التصدي له و تقويمه.
و أضاف بلال في ندوة صحفية عشية إحيائه سهرة الختام بمهرجان الموسيقى الحالية بقالمة « الشعب النقي لا يسمع الغناء الوسخ و نحن شعب لا يليق به الغناء الشعري الرزين، أنا لست نزار قباني، فقط أكتب و أغني على حسب مستواي و مستوى الشعب». و تساءل بلال «لماذا يعود النقاش في كل مرة حول مشاكل الأغنية في الجزائر؟ هل أصلحنا كل شيء و انتهت مشاكل الطرقات و السكن و العمل و التربية و الثقافة و الأخلاق و لم تبق إلا مشاكل الغناء؟ هذا أمر مخجل». و حسب المتحدث فإن أغنية الراي تبقى أغنية شعبية تتغير من جيل إلى جيل و الهدف دائما هو إسعاد الناس و التحدث عن همومهم و انشغالاتهم اليومية في مختلف المجالات لكن المشكل القائم اليوم كما يقول هو أن كل جيل يمضي يرى نفسه هو الأصلح و الأجدر في كرة القدم و السياسة و الغناء و الفن و غيرها من المجالات الأخرى. و اعترف بلال بوجود سرقات فنية و تقليد و اعتداء على حقوق التأليف لكنه قلل من تأثير هذه المشكل و دعا في المقابل إلى تفعيل الرقابة و فرض القانون لحماية الحقوق بدلا من النقاشات غير المجدية، موضحا بأنه لا مانع من إعادة الأغاني لكن بشرط أن يذكر مؤلفها و ملحنها و أن تتم الإعادة بشكل منظم و نقي و موثق. و انتقد بلال بعض الفنانين الشباب الذين يرددون الأغاني بلا إذن لكنه شجع في المقابل على إعادة إحياء التراث القديم الذي طاله النسيان بشرط المحافظة على حقوق الآخرين.
و قال الشاب بلال بأنه يغني الراي لكن لا توجد له مشاكل مع الدين و أقسم بأنه لم و لن يدخل ملهى إلا للعمل و من أجل العمل فقط « أقسم أنني لم أدخل إلا من أجل العمل، هذا مصدر رزقي و لابد من العمل و قراءة عواقب الزمن و ليس كما فعل بعض الفنانين الذين ضاعوا في الملاهي».
و لم يستبعد نجم أغنية الراي إمكانية اعتزاله الغناء و قال «لقد عملت و قرأت عواقب الزمن جيدا ربما قد تتغير الأوضاع و أنا جاهز للانتقال إلى حياة جديدة و ربما سأفتح مطعما لكسب العيش بعد مسيرة فنية، أنا لا أعول كثيرا على بطاقة الفنان و قانون الفنان، فقط العمل الجاد هو المقياس و هو الضامن للمستقبل و الرزق رزق الله و لا أحد يعرف ماذا سيحدث غدا». و دعا بلال إلى محاربة ما وصفه بالأخلاق الفاسدة و العنف و الفساد المتفشي وسط المجتمع الجزائري و قال بأن الشعب وحده من يتحمل المسؤولية و لا يمكن أن نلوم الرئيس و الحكومة لان الأمر بيد الشعب وحده إذا أراد أخلقة المجتمع و نبذ العنف و نشر السعادة و الاحترام. و كشف المتحدث عن ألبوم غنائي جديد يصدر بعد رمضان فيه 8 أغاني تتحدث عن ظواهر و مشاكل اجتماعية راهنة منها أغنية بعنوان «الشيتة» و أخرى بعنوان «برافو عليك»، مضيفا بأنه سيقوم بجولة فنية إلى المغرب لكنه سيخلد إلى الراحة في شهر رمضان.
فريد.غ