60 بالمائة من مرضى السكري صاموا رمضان السنة الماضية
كشفت دراسة حديثة أشرف عليها البرفيسور» أوعيش» و جاءت على شكل تحقيق وطني يعد الأول من نوعه بالجزائر، بأن أزيد من 60 بالمائة من حالات المصابين بالسكري صاموا السنة الماضية رغم المتاعب و التعقيدات الصحية التي قد يشكلها الداء على صحة المريض.
و أظهرت نتائج الدراسة بأن 45 بالمائة من مرضى السكري صنف «أ»و الذين يتعاطون الأنسولين صاموا، فيما بلغت نسبة الأشخاص الذين يتناولون الأقراص تجاوزت حالة الصيام في أوساطهم 80 بالمائة. و أرجعت الدراسة هذه النسب إلى المعتقد الديني وتمسك كبار السن على وجه الخصوص بالصوم رغم تحذيرات الأطباء من احتمال تعرضهم إلى مضاعفات خطيرة قد تودي بحياتهم إلى الموت.
و يرى البعض بأنه نوع من التحدي و إثبات الذات، بالإضافة إلى الفئة الثالثة التي تنقصها المعلومات و لم تحظ بالتحسيس و التوعية الكافية بخطورة المرض، حيث أكد المختصون على ضرورة تضافر جهود الجميع للرفع من درجة الوعي الديني وتعميم الثقافة الصحية لتفادي الأخطار المحتملة.
ومن بين مضاعفات داء السكري يشير الأطباء إلى اعتلال العين وتناقص الرؤية بشكل ملحوظ، مما قد يؤدي إلى خطر فقدان البصر و الفشل الكلوي وضعف الأعصاب الذي يتسبب في تراجع الإحساس بالقدمين، مما قد يؤدي إلى البتر في بعض الحالات.
و في الجزائر يتعرّض 200 ألف شخص لبتر القدم سنويا إلى جانب تسجيل مضاعفات و أعراض أمراض القلب والشرايين، التي تعد من أهم المضاعفات لمريض السكري، و وفقا الدراسات القائمة فإن 8 إلى 10% من الجزائريين مصابين بداء السكري، بينما 52.9% لا يعلمون أنهم يعانون منه، و يعود ذلك إلى عدم لجوء المواطنين إلى الكشف المبكر و لا إجراء التحاليل الدورية ، و قد تجاوز عدد المصابين بداء السكري في الجزائر ثلاثة ملايين وخمس مئة ألف مصاب. و ينشغل بعض المصابين بداء السكري، عشية شهر الصيام، بطرح مسائل فقهية عبر أثير الإذاعات و المحطات التلفزيونية بغية إيجاد إجابات مقنعة تقضي بالصيام أو منح رخصة الإفطار .
و غالبا ما تصب مجمل مضامين الحصص الدينية المذاعة عبر الأثير أو المحطات التلفزيونية هذه الأيام، حول أحكام الصيام والجوانب التعبدية للتقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل لنيل الأجر و الثواب، لكن هناك عدد لا يستهان به من المصابين بداء السكري يبحثون عن فتوى تجيب عن انشغالاتهم الصحية تقضي بالصيام أو منح رخص لهم بالإفطار أمام قلق دائم للمتصلين وترددهم بين الصوم و الإفطار، حيث يتيه السائل بين الإجابات المتفاوتة ويجد نفسه بين مطرقة الوازع الديني والجانب الصحي ونظرة المجتمع.
و للتذكير فإن مرض السكري نوعان، الأول عبارة عن نقص في الأنسولين يعوضه المريض بحقنة الأنسولين، والثاني قصور بغدة البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين، فيعطى المريض دواء لتنشيط عمل البنكرياس وفي الغالب ما يرجح المتصل الاعتقاد الديني رغم المخاطر و الأضرار الناجمة عن الصوم خصوصا بالنسبة الذين يتعاطون الأنسولين متجاهلين تعليمات وتوجيهات الأطباء من جهة فيما يبقى تأثير القيم الاجتماعية و العادات و التقاليد قائمة ،
هشام ج