"امرأة لزوجي" تشرح ظاهرة الطلاق في قالب كوميدي
قدمت في نهاية الأسبوع تعاونية "فن بلادي"، القادمة من مدينة وهران ،مسرحية "امرأة لزوجي" ،بقاعة العروض الكبرى لدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة ،التي تتناول قضية الطلاق في المجتمع الجزائري في قالب هزلي وكوميدي.
المسرحية من إخراج قادة شلبي و أداء ممثلين شباب على غرار يامينة حصان، آسيا حداد، و تدور أحداثها حول زوجة تحاول بيع زوجها مقابل مبلغ مالي كبير، بعد أن أتعبها غباءه الشديد واكتشافها لخيانته لها مع صديقتها المقربة ،فيصبح الطلاق همها الأول ،بعد أن تلقت وعودا من صديقتها بتوفير مبلغ مالي كبير يكفيها مدى الحياة إذا قامت بتزويج زوجها لامرأة عجوز ثرية.
المسرحية سلطت الضوء على ظاهرة الخيانة الهاتفية المنتشرة بين الأزواج، إذ يتسلل الزوج ليلا من فراشه من أجل الحديث مع امرأة أخرى، وتطرقت إلى التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن يساهم بها الهاتف في تعكير أجواء البيوت التي قد تبدو من بعيد بيوتا سعيدة، حيث يقع الزوج في علاقة عاطفية هاتفية مع صديقة زوجته، كما يعدها بتطليق زوجته والزواج بها في أقرب وقت، وهو ما يجعل زوجته تكتشف الأمر وتحاول أن توقع زوجها في فخ مكائده.
صديقة الزوجة تقترح على صديقتها أن تبيع زوجها لعجوز ثرية تملك من المال الكثير، لكن هذه الخدمة غير مجانية، حيث اشترطت عليها الصديقة بأن تتنازل لها عن منزلها بعد أن تحصل على أموال المرأة العجوز، هذه الأخيرة التي تدفع مبلغ خمس ملايير، كمهر للزوج في شيك مالي.
في كامل أطوار المسرحية تبرز الشخصيات الأربعة طمعها في الحصول على المال ، فتتشابك الأحداث لنكتشف في الأخير ،بأن كل الشخصيات هي خادعة ومخدوعة في نفس الوقت، إذ أن ورقة الطلاق وعقد المنزل كانا مزورين والشيك المدفوع كمهر كان هو الآخر مزور، لتنتهي المسرحية بصراخ وضجيج يخبر بأن الشخصيات الطامعة في الثراء السريع مآلها مستشفى المجانين.
الجمهور الذي كان غالبه من الشباب تفاعل مع الحوارات الكوميدية والهزلية بالضحك والتصفيق أحيانا ،حيث أن المسرحية أدخلتهم في أحداثها إذ تسأل الممثلة أحيانا الجمهور عن مدى غباء زوجها وغيرها من الحوارات التي استمتع الشباب بإجرائها مع الممثلين، ضمن العرض الكوميدي الممتع.
المخرج قادة شلبي تحدث للنصر، بأن فكرة المسرحية أتت بعد الجدل الكبير الذي أحدثه قانون إعطاء المطلقة النفقة، ففي المسرحية نجد أن الزوجة تحاول أن تطلق زوجها من أجل كسب الأموال، أما الزوج فيسعى لتطليق زوجته دون أن يخسر أموالا وهذا ما جعل الزوجين يحاولان أن يوقع كلا منهما الأخر.
و أضاف المخرج بأنه تعمد إضفاء اللوحات الكاريكاتورية على المسرحية ، لكن دون مبالغة، وذلك بغية فهم جيد للنفس البشرية، التي أعماها الطمع، و أخذت تسعى لكسب المال و لو على حساب منزل منهار.
حمزة.د