الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

"لالة عزيزة"مسرحية تخلد ذكرى امرأة شجاعة ضحت بحياتها لأجل مدينتها

استعادت مسرحية "لالة عزيزة"للمخرجة ميسوم لعروسي سهرة أول أمس على ركح المسرح الجهوي بقسنطينة، أحداث سقوط الأندلس و تأثيرها على مدينة تنس الساحلية الهادئة في مشاهد طبعتها الحركية المتسارعة و وسط ديكور محكم رغم بساطته.

على إيقاع الموسيقى الأندلسية و خرير مياه أمواج البحر و صوت النورس و ضجيج الباعة بالميناء، انطلقت أحداث مسرحية «لالة عزيزة» التي أنتجتها التعاونية الثقافية و الفنية «أصدقاء الفن» لمدينة الشلف و وقع نصها عبد الكريم الهواري، بلوحة جميلة عكست الهدوء الذي كانت تنعم به المدينة الساحلية، زينتها قهقهات الأطفال و هم يمرحون و يركضون في سوق تعج نشاطا و حركة أوحت الانتعاش الاقتصادي و التجارة المزدهرة بين المناطق الساحلية الغربية مع دول الضفة المقابلة كإيطاليا و بشكل خاص صقلية و البندقية.
و في غمرة الهدوء و الأمن و الآمان، تظهر ابنة الحاكم و بطلة القصة «لالة عزيزة» كطفلة مرحة، متمردة ثم كشابة تجيد المبارزة بالسيف، لكن دون التخلي عن نعومة و رقة فتاة تجمعها قصة حب جميلة مع صديق طفولة ينجح في رسم مستقبله كقائد أسطول بحري جدير بثقة الحاكم، لكن مشهد السكينة لن يدوم طويلا، و يختفى بنزول خبر سقوط الأندلس كالصاعقة على مسامع سكان المنطقة و الحاكم مروان البحري الذي أمر بتوفير كل الظروف لاستقبال و مساعدة اللاجئين و الفارين من بطش و حملات الإبادة و التنصير، غير أن بعض من هيئت لهم كل ظروف الراحة و العمل و الاندماج في المجتمع التنسي فضلوا مقابلة الإحسان بالإساءة و نكران الجميل و الكرم بالجشع و الثقة بالخيانة وبرز ذلك في شخص التاجر سليمان الذي استغل سذاجة و لهفة الخادمة مريم و حبها للهدايا و قام بمجاراتها للحصول على أخبار القصر لخدمة أغراضه الشخصية على حساب أمن المدينة و أهلها.
القصة المقتبسة من قصة عزيزة بنت مروان البحري حامي مدينة تنس، استرجعت سيرة امرأة شجاعة تقمصت شخصيتها الممثلة الشابة كابن لطيفة التي لم تتوان في المجازفة بحياتها لأجل كشف خيانة التاجر سليمان بعد حصولها على معلومات من صديق طفولتها الأبكم تؤكد توّرط التاجر في عمليات تهريب كميات كبيرة من البارود عبر البحر و يتآمر ضد سكان المنطقة و هي في أوج الحاجة إلى كل المعدات لمواجهة خطر الأعداء الخارجيين، و لحسن الحظ أن لالة عزيزة التي تتمتع بالفطنة و الذكاء و الشجاعة تهتدي إلى فكرة و تتنكر في زي رجل و هي البارعة في استعمال السيف و تتقرّب من سليمان و تكشف خدعته في خلط الرمل بالفحم لبيعه كبارود للجيش لكن حالتها الصحية و معاناتها من حالات اختناق متكرّرة منذ طفولتها حرمتها من إتمام مهمتها و يتم حجزها من قبل سليمان، إلى غاية تحريرها من قبل صديق طفولتها غير أن الفرحة لم تكتمل لأنها لالة عزيزة تلفظ أنفاسها الأخيرة لحظات بعد عودتها إلى القصر و يسدل الستار بأغنية عريقة متداولة بمدينة تنس، تخلد ذكرى عزيزة الشجاعة التي ضحت بروحها لأجل مدينتها.
مدة العرض التي لم تتجاوز السبعين دقيقة، كانت كافية لتقديم عمل بسيط بمؤثرات و ديكور بسيط لكن ملائم للنص المسرحي الذي ركز على فضائين أساسيين هما عرش الحاكم و السوق التي حافظ من خلالها فريق العمل بالإضافة إلى المخرجة، مصمم السينوغرافيا و منفذها هواري بورحلة على ما يلائم وحدات المسرح الرئيسية من زمان و مكان و حركة، عكسته سهولة تحركات الممثلين العشرين المشاركين في العمل».
  مريم/ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com