أفراد من عائلة الإرهابي عبد الحميد أبو زيد متهمون بتمويل الجماعات الإرهابية الناشطة في الصحراء
قررت محكمة الجنايات بمجاس قضاء العاصمة، أمس الأربعاء، تأجيل قضية 12 إرهابيا مشتبه فيهم ، من بينهم شقيقا و نجل الارهابي عبد الحميد أبو زيد، إلى الدورة الجنائية المقبلة، المقررة في أفريل المقبل، والمتابعين بجنايات الانتماء إلى جماعة إرهابية كانت وراء اعتداءات إرهابية في منطقة الصحراء الكبرى.
قرار التأجيل الذي اتخذته محكمة الجنايات، جاء بسبب غياب رئيسة المحكمة المكلفة بالملف، وقد خلف القرار موجة استياء كبيرة، في أوساط المتهمين وعائلاتهم في قاعة المحكمة والذين طالبوا بإجراء المحاكمة باعتبار أن هذه القضية قد تم تأجيلها للمرة الثالثة.
و تعود وقائع القضية حسب قرار الاحالة، إلى سنة 2010 حينما تمكنت مصالح الأمن من توقيف أفراد عائلة كبيرة بمنطقة الجنوب الشرقي الصحراوي، تم تجنيدهم من طرف عنصر من عائلتهم الكبيرة و هو المدعو غدير محمد المكنى بعبد الحميد أبو زيد من أجل أن يكونوا له دعما و مساندة في المنطقة، و في مقابل ذلك، يكون هو لهم دعما في المنطقة بالأموال و الأسلحة.
و بيّنت التحقيقات، أن هذه الجماعة متورطة في تهريب المخدرات بكميات كبيرة عبر الحدود الغربية و الشرقية ضمن جماعة إرهابية عابرة للحدود و هذا لتمويل الارهاب بالصحراء.
ومن بين المتهمين في القضية، شقيقا و نجل الإرهابي أبو زيد و ثلاثة أفراد آخرين من عائلته و هم من أبناء عمومته الذين كانوا يزودون الجماعات الارهابية و على رأسها أبو زيد و البارا و مختار بلمختار، الناشطة في منطقة الصحراء الكبرى الشرقية الجزائرية، بالمؤونة و البنزين و المعلومات لتسهيل الاعتداءات التي استهدفت سياح أجانب وممتلكات تابعة للدولة .
وحسب قرار الاحالة ، فإن عبد الحميد أبو زيد كان متمركزا بمدينة الخليل في مالي، و كذا بمدينة ليبية بالقرب من الحدود الجزائرية، بينما كانت عناصر الدعم والاسناد متواجدة بمناطق المهنوسة بوادي سوف و الدبداب و أدرار و تقرت و حاسي مسعود و إليزي و ورقلة و عين أمناس و المنيعة.
و تنتمي هذه الجماعة الموقوفة المنضوية تحت إمارة أبو زيد إلى منطقة المهنوسة الصغيرة بوادي سوف، حيث قام أبوزيد بمجرد توقيفهم من طرف الأمن بتأسيس جماعة أخرى على رأسها غدير عمر عبد الرحمان بهدف تمويل الجماعات الإرهابية بالمنطقة.
و حسب قرار الإحالة، فإن شقيق أبوزيد المدعو غدير الساسي موقوف و هو المتهم الرئيسي في هذه القضية، والذي كان يملك مؤسسة ذات مسؤولية محدودة مختصة في كراء السيارات بمنطقة المهنوسة، حيث تحصل على أموال كبيرة من خلال كراء السيارات للشركات البترولية الأجنبية مثل شركة «بترو فيتنا و ضبطت بحوزته عند توقيفه مع جماعته سنة 2010 مواد متفجرة و ذخيرة حربية.
أما الشقيق الثاني، لأبو زيد المسمى غدير عمر عبد القادر، فقد اعترف أثناء التحقيق أنه كان يزود جماعات أبو زيد و عبد الرزاق البارا و مختار بلمختار منذ سنة 2001 بالبنزين و المؤونة مقابل مبالغ مالية معتبرة.
و قال للمحققين، أنه التقى بشقيقه أبو زيد سنة 2003 ، رفقة البارا و 30 إرهابيا آخر بمنطقة الأفعى بورقلة ، لتسليمه براميل البنزين و قناطير من المؤونة .
واعترف ابن عبد الحميد أبو زيد و هو المسمى غدير لخضر، حسب ما جاء في المحاضر القضائية، بلقاء والده، سنة 2004 و الذي كان رفقة عبد الرزاق البارا شرق مدينة حاسي مسعود، حيث طلب منه أن يكون عنصر دعم و إسناد للجماعات الارهابية الناشطة بالصحراء، كما أقرّ بعمله في مجال تهريب المخدرات، حيث نقل لعدة مرات قناطير من المخدرات لفائدة شخص من جنسية ليبية، مقابل مبالغ مالية معتبرة كان يستعملها من أجل شراء السيارات رباعية الدفع و البنزين، و كذا المؤونة لصالح الجماعات الارهابية بصحراء البلاد، بقيادة أبو زيد و البارا و مختار بلمختار.
للإشارة، تم القضاء على الارهابي عبد الحميد أبو زيد في 25 فيفري 2013 من طرف قوات فرنسية وتشادية في شمال مالي وتم تأكيد وفاته في 23 مارس 2013.
مراد ـ ح