النوبة السودانية تعزف من قسنطينة لحن السلام و الوحدة الوطنية
على أنغام النوبة السودانية العريقة افتتحت مساء أمس بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الأسبوع الثقافي السوداني وسط حضور جماهيري كبير استمتع بجميل قصائد الشاعر الكبير صديق المجتبى، رافقتها مقاطع موسيقية شجية تغنت بحب الوطن و بالأيام الخالدة.
حفل الافتتاح عرف مشاركة رسمية بارزة، ممثلة في سفير جمهورية السودان بالجزائر علي العوض، و كذا وزير الثقافة السوداني مصطفى محمد أحمد تيراب، الذي أشار في كلمته إلى أن مشاركة بلاده في فعاليات عاصمة الثقافة العربية قسنطينة،هي تأكيد على قوة العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، مؤكدا بأنها مناسبة للتعريف بالتنوع الثقافي و الفني السوداني، النابع من قلب التنوع الاجتماعي للسودان الكبير.
وزير الثقافة السودان أوضح من جهة ثانية بان برنامج مشاركة بلاده قي الحدث الثقافي الذي تحتضنه سيرتا، يتضمن أزهارا من كل بساتين الفن في السودان، و يهدف للتعبير عن الوحدة الوطنية و تأكيد على أصالة الهوية السودانية، مؤكدا بأن الفنان السوداني يلعب دورا هاما في إثراء الحوار الوطني الحضاري السوداني، الرامي إلى لم الشمل و تحقيق الاستقرار و السلام، كونه حوار مجتمعي يعتبر الثقافة و المثقف جزء لا يتجزأ من أركان القضية السودانية. كما اعتبر الوزير،بأن تظاهرة عاصمة الثقافة العربية مناسبة سانحة لتحقيق التقارب الثقافي العربي و كسر الحواجز التي يشيدها الاختلاف فضلا عن خلقها لديناميكية غير مسبوقة سمحت بالانفتاح على ثقافة الآخر.
من جهته تطرق السفير السوداني بالجزائر علي العوض، على هامش الحفل إلى مثانة العلاقات الاقتصادية و الثقافية بين الجزائر و السودان، و التي تبرز جليا من خلال التوافق التام حول العديد من القضايا العربية الراهنة على غرار، القضية الليبية و الفلسطينية و كذا الصراع في مالي، مشددا على أهمية الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في إحقاق المصالحة الوطنية.
السفير تحدث عن جدية العلاقات الاقتصادية بين اللدين وبالأخص فيما يتعلق بالجانب الفلاحي و الزراعي،مؤكدا بأن الاستثمارات الجزائرية بدأت تتوسع داخل السودان بشكل مشجع، إذ تعد تجربة مجمعي سيفيتال و كذا بن حمادي خير مثال على ذلك، في انتظار إبرام اتفاقيات تعاون أشمل،ستكون ثمرة الندوة المشتركة التي ستجمع قريبا ممثلي قطاعات التجارة الفلاحة و الاقتصاد في البلدين ، ليختم تصريحه بالإعلان عن مشروع توأمة بين مدينتي الخرطوم و قسنطينة خلال الأشهر القليلة القادمة.
فعاليات السهرة،عرفت مشاركة مميزة للشاعر و الوزير الأسبق صديق المجتبى، الذي نظم للجزائر قصيدة تغنى من خلالها بجمال هذه الأرض و عظمة تاريخها، قبل أن ينتقل بالجمهور الحاضر إلى القدس الشريف غبر كلمات قصيدة ثائرة، رثا فيها حال العرب، و غازل من خلال أبياتها شجاعة و صمود أطفال الحجارة.
البرنامج تضمن فقرات موسيقية قدمها كل من الفنان الموسيقار حافظ عبد الرحمان و المايسترو صادق حسن، تعنوا من خلالها بالأيام الخالدة، و إيقاع الجبل، ليختتموا وصلتهم بمقطوعة بين الذاكرة و الشجن، وهي واحدة من المقطاع الموسيقية الشهيرة في دولة السودان، لتختتم فرقة الفنون الشعبية السودانية الحفل، بقديم عروض فلكلورية من الموروث الثقافي السوداني الأصيل بعنوان “ جبال النوبة رقصة إيقاع الكمبلة والسيرا “، وهي اللوحات التي تحاكي شجاعة الرجل السوداني و تقدس الحرية.
فعاليات الأسبوع الثقافي السوداني التي يحتضنها قصر الثقافة مالك حداد، ستستمر الى غاية 29 جويلية الجاري، حيث ستعرف برمجة عروض فلكلورية،و أماسي شعرية، بالإضافة إلى تنظيم فضاء مفتوح للصور للتعريف بالموروث الثقافي و الموسيقي السوداني، يسلط الضوء على الآلآت الموسيقية التقليدية ذات الخصوصية، وهي آلات تمثل عشريتين من عمل الوزارة القائم على تجميع وتوثيق التراث السوداني المادي و غير المادي، أهمها ،آلة الكيتا، وهي آلة نفخية تستعمل لذا قبائل البرنو و الفلانة، بالإضافة الى آلة دينقر، التي تستعملها النساء في إقليم دارفور “ منطقة كاردفان و الفورج”، وعدد من الآلات الأخرى.
نور الهدى طابي