الاثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق لـ 23 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

موسـم الاصطياف بالقل

تدفق المصطافين يصطدم بقلة المرافق ونقص الخدمات
تتواصل مواسم الاصطياف العجاف على منطقة القل الساحلية وتتشابه إلى حد الرتابة ونفور المصطافين، فالمدينة الساحلية الجميلة لم تتجدد لتعجب القادمين لها لأول مرة، و لم تعمل على تدارك النقائص ليجدد زوارها كل صيف عهدهم بها،  و الكثير  من المعيقات التي تحول يوميات القادمين إلى المنطقة إلى متاعب ومعاناة مع الطريق والبحث عن الإقامة والخدمات ، ليبقى استنساخ الفشل يطبع مواسم الاصطياف في القل، في ظل غياب أدنى شروط الاصطياف و عجز السلطات المحلية المتعاقبة عن تحقيق القفزة النوعية، لتبقى القل تستقطب رواد السياحة الشعبية لا غير، ويتحول موسم الاصطياف بها  إلى موسم للعوم، لكن سحر وهدوء المنطقة يحجب الكثير من النقائص.

اصطدم الإنزال القوي للمصطافين على شواطئ القل بعد عيد الفطر بقلة هيكل الاستقبال ونقص الخدمات، وحول يوميات القادمين إلى المدنية  إلى معاناة بداية بوضعية الطريق الوطنى رقم 85 الرابط بين قسنطينة و القل على مسافة 108 كلم يقطع في ظرف أكثر من 3ساعات رغم أن الجزء منه الرابط بين مدينة القل وبلدية كركرة تم تحديثه وأصبح طريقا مزدوجا ، وصولا إلى نقص الخدمات وانقطاع المياه وقلة النظافة وغياب مواقف توقيف السيارات وغيرها من النقائص، إلا أن ذلك لم يحد من استقطاب الجهة لعدد كبير من الوافدين الباحثين عن الهدوء ونقاوة مياه البحر والمناظر الخلابة التي تميز المنطقة.

تزايد كراء المنازل والشقق، و بوقارون  في نسخته الجديدة حفظ ماء الوجه

أمام قلة هياكل الاستقبال التي تعاني منها مدينة القل بوجود 4 فنادق فقط، وغياب المخيمات العائلية، وتحول الشاليهات السياحية إلى سكنات اجتماعية و احتلال  البعض منها من قبل مسؤولين، فإن ظاهرة كراء منازل الخواص و الشقق بالعمارات برزت في السنوات الأخيرة بشكل رهيب إلى حد الفوضى في غياب ثقافة سياحية، إذ يلجأ الكثير من سكان القل إلى ترك منازلهم وشققهم في موسم الاصطياف والتنقل للإقامة في المناطق الجبلية عند الأهل والأقارب من أجل كرائها للمصطافين خاصة وأن الأسعار مغرية للطرفين، أين يتم كراء شقة من ثلاث غرف مجهزة بكامل التجهيزات الضرورية بأكثر من  5آلاف دج لليوم الواحد، وهي قيمة مناسبة للمصطافين بالنظر لغلاء أسعار كراء الغرف في الفنادق والتي تتعدى 12 ألف دج، وعدم توفرها في الوقت المناسب، وفي الوقت الذي تتهافت فيه العائلات المحدودة الدخل على كراء منازل الخواص، فإن العائلات الميسورة الحال تفضل الإقامة بالفنادق، حيث يعرف فندق بوقارون المصنف "ثلاثة نجوم" إقبالا كبيرا وحجز مسبقا للشقق، خاصة وأن بوقارون تجدد مؤخرا من أجل إغراء المصطافين مع تعيين إدارة جديدة لتسييره، عمدت إلى إعطاء رونق جديد للهيكل السياحي، من خلال وتجديد الطلاء و تجهيز الغرف بكل المرافق الضرورية، و وضعت تحت تصرف الزبائن مصلحة الاستقبال والاستماع للانشغالات وحرصها على راحة العابرين والمقيمين.
موقع الفندق بوسط المدينة بالقرب من أحد أجمل الشواطئ وهو شاطئ عين الدولة،  يجد فيه المقيم نفسه أمام لوحة طبيعية جذابة بين زرقة البحر واخضرار الغابة بجبال" ضامبو" كخلفية مميزة وسحر يجذب الزبائن، خاصة وأن العائلات القلية تقيم السهرات بالشاطئ إلى ساعة متأخرة من الليل، وهذا المرفق الخدماتي الذي  يحتوى على 75 غرفة منها 64 غرفة نموذجية وبأسعار مقبولة لا تتعدى 13 ألف دج لليوم الواحد، إضافة إلى مطبخ يقدم أحسن وأشهر الأكولات حسب أذواق الزبائن، و هو ما جعل  فندق بوقارون أحد أهم الهياكل السياحية بمدينة القل، لاسيما في وجود برنامج مسطر من قبل إدارة الفندق يمتد إلى غاية شهر سبتمبر، كما تتخلله إقامة حفلات الزفاف والأعراس به، إضافة إلى بعض السهرات الفنية المتنوعة، فما تبقى بقية الفنادق غير المصنفة لا ترقي بها الخدمات إلى المستوى المطلوب بفعل محدودية الإمكانيات المتاحة بها.

التجارة الفوضوية تغزو الكورنيش وابتزاز فاضح للمصطافين

لم ينفع سعي السلطات المحلية واهتمامها بالتحضيرات لموسم الاصطياف وتخصيص مبالغ مالية معتبرة في تحسين الوضع القائم ، خاصة على مستوى كورنيش جادة البحر بشاطئ عن الدولة، الشاطئ الذي تقصده العائلات بكثرة بالنظر لتواجده بوسط المدينة، فعلي امتداد الكورنيش تنشر التجارة الفوضوية لأكشاك بيع المأكولات والمثلجات،  وغيرها أين يحتل تجار موسميون الأرصفة وحتى الطريق معرقلين المارة و حركة مرور السيارات في وضع يزعج العائلات وينفرها، بالرغم من أن البلدية صرفت مبالغ مالية هذه السنة، وخصصت مشروعا لتركيب أكشاك من أجل كرائها للباعة، إلا أنها لم تدخل الخدمة فاحتلت الأكشاك الفوضوية مكانها.
 كما يبقى واد" السيال" الذي تصب مياهه القذرة في عرض البحر النقطة السوداء التي تنتظر الإزالة بتجسيد مشروع تغطية الوادي، وهو المشروع الذي ظهر بداية سنوات التسعينيات من القرن الماضي إلا أنه لم ير النور بعد، ويبقى المتنفس الوحيد للمصطافين والقادمين إلى المدنية يتمثل في الطريق  السياحي بين مدينة القل و شاطئ بني سعيد على مسافة 6 كلمو هو الذي تم تعبيده مؤخرا وتحول إلى فضاء للتنزه والاستجمام، خاصة وأنه يضع المدنية من أعلى جبل "ضامبو" تحت بصر المصطاف في مشهد " بانورامي" يمتع الناظرين.
 و يعاكس ذلك منظر وسط المدينة يشهد يوميا اختناقا مروريا في غياب مواقف السيارات، اين يضطر مستعملو المركبات إلى ركنها فوق الأرصفة وعلى جوانب الطرقات في وضع يزيد من اختناق حركة السير، كما تعرف الكثير من أحياء القل نقصا في النظافة وانتشارا واسعا للقمامات والأوساخ، فضلا  إل انقطاع للمياه، وتحول الكثير من الشوارع إلى نقاط سوداء  للتسربات عند فتح خزانات  المياه نظرا لفدم و فساد شبكة التوزيع.
و من أجل تحسين الوضع قليلا طالبت جمعيات محلية، وفعاليات من حركة المجتمع المدني بمدينة لقل، من والي سكيكدة التدخل قصد الإفراج عن مشروع حديقة التسلية بشاطئ عن الدولة، والذي بقي السكان ينتظرونه منذ سبع سنوات، وحسب الرسالة الموقعة من قبل خمس جمعيات تحصلت النصر على نسخة منها، فمطالب الجمعيات بتجسيد المشروع  بدأت سنة 2008، ضمن المشروع المكمل لتهيئة كورنيش جادة البحر، وهو المشروع الذي من شأنه خلق فضاء ترفيهي ويحافظ  على حرمة المقبرة المجاورة للشاطئ، والتي تحولت إلى وكر لتعاطي الممنوعات من طرف بعض الأشخاص.
و ذكرت الرسالة أن السلطات المحيلة المتعاقبة على تسيير البلدية عملت أكثر من مرة على تحويل الأرضية لإقامة مشاريع أخرى منها مشروع محطة  نقل المسافرين، لكن تدخل وزارة البيئة وقتها حال دون ذلك، كما أصبحت القطعة الأرضية المخصصة لمشروع حديقة التسلية محل أطماع الكثير من الذين يريدون الاستيلاء على القطع والجيوب العقارية بالقل،حيث يروج للعديد من المشاريع بها كما حولتها البلدية في السنوات الأخيرة لإقامة المعارض الاقتصادية في مسعى لصرف النظر عن المشروع الأصلي، حسب رسالة الجمعيات الخمس التي تناولت أيضا الوضعية الكارثية التي يشهدها كورنيش جادة البحر بشاطئ عين الدولة، مند افتتاح موسم الاصطياف.
أما الشواطئ فقد أصبح دخولها محرما على العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل بسبب ابتزاز أصحاب عقد امتياز استغلال الشواطئ إذ يفرضون مبالغ تصل إلى  400 دج للدخول واستغلال طاولة و4 كراسي وشمسية، بالرغم من أن المصالح المكلفة بتنظيم استغلال الشواطئ وضعت لافتات على طول الشريط الساحلي تحدد السعر بـ 50 دج، وقد تسبب وجود تلك اللافتات في حدوث مناوشات بين المصطافين وأصحاب عقود الاستغلال، ونفس الشيء بالنسبة لمواقف السيارات بالقرب من الشواطئ، إذ تفرض أسعار بين 100 و200 دج لركن مركبة الواحدة فيما تحدد اللافتة القيمة بين 10 دج
 و20 دج فقط.
يقصد المدينة مصطافون من مختلف ولايات الوطن بطريقة مستقلة، و قليلون من يأتون في رحلات منظمة، و تعد وكالة جمال سياحة القل، الوكالة الوحيدة  للسياحة والسفر بالمنطقة من بين 14 وكالة معتمدة على مستوى ولاية سكيكدة، ويعود بداية نشاطها الفعلي إلى سنة 2000   يشرف على تسييرها السيد مراد قزار، وفي غياب الديوان البلدي للمبادرات السياحية، تبقى الوكالة تهتم بتنظيم كل السفريات من القل وإليها، وفي قلة الاهتمام بالجانب التنظيمي من قبل السياح فان الوكالة تكتفي بتنظيم رحلات العمرة إلى البقاع المقدسة، وبعض الرحلات المنظمة، ويبقى الاستقبال الدولي من مختلف دولة العالم لاسيما الأوروبية منها من أولويات اهتمام الوكالة حسب مسيرها، الذي أكد أنها تبقى الوحيدة إلى جانب  ثلاث وكالات سياحية أخرى على مستوى الجزائر تهتم بهذا الشأن.
و يواجه مدير وكالة جمال للسياحة متاعب كثيرة في عمله أهمها انقطاع التدفق في الانترنيت الذي يعد من بين أهم العوائق التي تتسبب في تأخر الحجز لاسيما حجز تذاكر  السفر عبر شركات الطيران، لأن كل الخدمات أصبحت خدمات رقمية، و ذكر أن الحجز على مستوى الفنادق، و السكنات  الفردية يتم مباشرة دون الاعتماد على الوكالات السياحية وفق  علاقات أصحاب السكنات الذين يقومون بكراء منازلهم  للمصطافين والسياح دون التصريح لدى المصالح المعنية.
 وعن الوجهة المفضلة للجزائريين هذا الصيف ، أشار مراد قزار  أن تركيا تأتي في المقدمة تم تونس ، واشتكى من تدخل الكثير من المؤسسات والخواص في  مجال الخدمات السياحية بطرق فوضوية. وحتى تنظيم رحلات للناجحين في شهادة البكالوريا من أبناء القل، يتم من خلال المؤسسات التربوية والولائية التي تتعامل مع الوكالة السياحية المتواجدة بمدينة سكيكدة، وهوما يحرم وكالة القل من الظفر بخدمات تنظيم سفر التلاميذ النجباء لقضاء عطلة الصيف في إحدى الدول الأوروبية .
يبقى  استغلال الإمكانيات الطبيعية لمنطقة القل من شريط ساحلي وغابات محدود جدا، وهو ما جعلها تراوح مكانها لأكثر من عشرية ولم تدفع عجلة التنمية بها نحو تحقيق الأفضل، ويبقى الحلم بالنسبة لسكان المنطقة بترقيتها إلى مصاف ولاية سياحة منتدبة للظفر بالمشاريع الكبرى في مجال الاستثمار السياحي بالدرجة الأولى وتحويلها إلى قطب سياحي بالشرق الجزائري.

روبورتاج : بوزيد مخبي

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com