إنتقلت للإنتاج السينمائي و مشروعي"هوم أستوديو" خلق لي المشاكل
وصف المطرب حميدو تجربته في مجال الإنتاج السينمائي بالشيّقة و المثمرة . كاشفا عن مجموعة من الأعمال من نوع « الآكشن» قال بأنها ستجمعه بمخرجين مبدعين مثل سفيان بلالي الذي سبق له المشاركة في مهرجان كان .
كما تحدث عن مشاريعه في مجال التأليف و التلحين . بالإضافة إلى مشروع «هوم أستوديو» الذي لم يقصده سوى عدد قليل من الفنانين لأسباب ستكتشفونها ضمن هذا الحوار الذي سجلته النصر مؤخرا بقسنطينة.
الجمهور القسنطيني لا يكاد يتذكر لك حفلا بمدينته . هلا أخبرتنا عن سبب عزوفك عن إحياء حفلات بمدينة الجسور المعلّقة ؟
- صحيح أحييت ثلاثة حفلات فقط في قسنطينة طيلة مشواري الفني . لكن الأمر يتجاوزني فأنا لا أتأخر عادة عن تلبية دعوة المشاركة في أي حفل فني يقام في أي منطقة من مناطق الوطن .
ما سر تراجع ظهورك في الساحة الفنية ؟
- أنا متواجد في الساحة الفنية طيلة أيام السنة . و بشكل خاص في الحفلات العائلية و الأعراس . كما أنني كثير الظهور بمختلف القنوات التلفزيوينة . ربما تعوّد الجمهور على رؤيتي بالتلفزيون العمومي ، و ليس بباقي القنوات الخاصة.
حققت حلمك بفتح أستوديو خاص . هل تخلصت من الصعوبات المواجهة عادة بدور التسجيل و التي حرمت الكثيرين من تجسيد ألبومات و أعمال جديدة ؟
- كانت صعوبات التسجيل و البرمجة الموسيقية وراء حرصي الشديد على الإسراع في تحقيق حلم طالما راودني . ففتحت «هوم أستوديو» للعمل على مزاجي و بالطريقة التي أراها مناسبة و تخدم ذوقي الموسيقي وخبرتي الفنية . حتى لو لم أحقق الكسب المادي و رغم يقيني منذ البداية بأن مثل هذه المشاريع لا تدر أموالا و لا ربحا كثيرا في بلادنا ،غير أنني فضلت المغامرة و خوض التجربة لإرضاء رغبة و حلم راودني منذ سنين .. و باختصار إخترت إستثمار أموالي في أستوديو بدل شراء قطع أراضي أو شقق مثلما فعل الكثير من زملائي . أريد العمل بإرتياح أكبر.
قلت بأنك مستعد لتبني بعض الفنانين الشباب فنيا مثلما فعلت مع يوغرطة المتخرّج من برنامج ألحان وشباب عودة المدرسة ؟
- أنا لم أتبن أي فنان حتى الآن . لكنني أشجعهم و أقدم لهم النصائح . الأستوديو مفتوح لكل من يرغب في التعامل مع حميدو . فيما يخص أجراد يوغرطة فأنا معجب بقوة صوته و أتوّقع له مستقبلا فنيا ناجحا .
سمعنا بأن ثمة من الفنانين من رفضوا التعامل معك ، هلا أخبرتنا عن السبب ؟
- لم يرفض أحد التعامل معي . كل ما في الأمر أنني إشترطت عدم التدخين داخل الأستوديو و هذا لم يرق الكثيرين . لأن الفنانين يحبذون التدخين خلال العمل . و أنا لا أحتمل تلك الأجواء . أظن أن شرط عدم التدخين كان قاسيا و حمل البعض على إختيار أستوديوهات أخرى و هذا من حقهم .. أنا عادة لا ألهث وراء المشاريع . و أفضل التعامل مع من يثق في قدراتي المهنية و الفنية.
ألم يفقد حميدو جمهوره في قلب هذه المنافسة الشديدة التي تشهدها الساحة الفنية ؟
- نفاذ تذاكر أغلب حفلاتي و بشكل خاص في الحفلات التي أقيمها في العاصمة . وحتى في الخارج كباريس و مرسيليا و مونريال لدليل على إستمرار شعبيتي و وفاء جمهوري للطبوع التي أؤديها .
في سياق الحديث عن الطبوع الموسيقية ، أين يمكن تصنيف موسيقاك علما و أنك تؤدي العديد من الألوان ، رغم ميلك للحوزي ؟
- أحب التنويع بدافع تلبية مختلف الأذواق من جهة ، وصعوبة الصمود في لون أو طبع موسيقي معيّن ، و بشكل خاص الموسيقى الأندلسية من جهة أخرى . لذا فضلت عدم حصر نفسي في ستيل واحد . الأذواق تتغيّر و الموسيقى تتطوّر وعلى الفنان مواكبة كل ذلك إن كان يطمح للإستمرارية .. أنا صراحة معجب بالفنانين الذين نجحوا في الإستمرار في طبع الحوزي أو أي لون تراثي آخر يفرض جمهورا معيّنا طيلة سنوات.
كيف تقيّم تجربتك الفنية ؟
- أظن أنها جيّدة . كل ما قدمته نال حظه من النجاح . الأمور حتى الآن على ما يرام ، و هذا بفضل المثابرة و الإجتهاد . أنا لا أتوّقف عن البحث في مجال الموسيقى و لا أكف عن طرح الأسئلة على المختصين و من هم أأكثر خبرة و تجربة مني .
هل تعرّضت للقرصنة الفنية؟
- كنت دائما ضحية قرصنة فنية و ذلك منذ تسعينيات القرن الماضي . لقد إستولوا على أغنيتي « زينك ما شاء الله « التي حققت نجاحا كبيرا و أداها الكثير من الفنانين حتى بالمغرب . لكن دون ذكر إسم صاحبها الذي تعب في تأليفها و تلحينها . أكثر من ذلك يعتقد البعض بأنها أغنية مغربية و ليست جزائرية رغم حيازتي على حقوق التأليف.
لماذا لم تلجأ إلى الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف ؟
- لأنني متأكد بأن الأمر سيطول و قد يكون دون فائدة . تمنيت لو كان بإمكاننا إجراء تحاليل» آ دي أن» لتحديد هوية مبدعه (يضحك) .. أعتقد بأن ما يهمني كفنان هو نجاح ألحاني حتى لو أداها غيري سواء داخل الوطن أو خارجه . في نهاية المطاف كلنا نردد ألحان غيرنا من الفنانين و قد ننسى سهوا و دون قصد ذكر أسماء أصحاب تلك الأغاني.
هل من مشاريع جديدة في مجال التلحين ؟
- نعم أنتهيت مؤخرا من تلحين أغاني قبائلية و سأؤديها بنفسي قريبا.
ألا يحن حميدو لسروال اللوبيا ؟
-الكثير من الجمهور يطلبون مني أداء بعض الأغاني القديمة و بشكل خاص سروال اللوبيا ، لكنني أجد صعوبة في ذلك لأنني نسيت كلماتها.
بعيدا عن الغناء ماذا يفعل حميدو ؟
- إقتحمت منذ مدة مجال الإنتاج . وأعكف حاليا على تحضير مجموعة من أفلام الأكشن مع المخرج المبدع سفيان بلالي الذي برز بعدد من الأعمال التي شارك بها في مهرجان كان، الشيء الذي شجعني على خوض التجربة بكل ثقة و قد تعاملت معه في فيلم « داين».
حاورته: مريم بحشاشي