تزايد الطلب على "الكواد" ينعش تجارة الترفيه البحري
سجلت محلات بيع الدراجات النارية تزايد إقبال الزبائن الشباب على شراء الدراجات رباعية العجلات "الكواد" و تضاعف الاهتمام بالدراجات المائية «جيت سكي»، حسب عدد من الباعة الذين أكدوا بأن نسبة مبيعات دراجات الشواطئ و الغابات ارتفعت هذا الموسم بحوالي 50 بالمائة ،مقارنة بالسنوات الماضية.
و بعد أن كان حلم أغلبية الشباب امتلاك سيارة فارهة، غيّرت موجة الدراجات النارية العصرية رأي و ميل الكثيرين ممن انساقوا وراء الموضة، و راحوا يتنافسون على اختيار أقوى و أجمل الدراجات التي وجد فيها البعض حلا لمشكلة الازدحام، و شلل حركة المرور المتكرر الذي تشهده معظم طرقاتنا، فيما جعل منها آخرون وسيلة مرح، يشاركون بها في مسابقات السرعة الجنونية و الاستعراضات الخطيرة، مجازفين بحياتهم و حياة غيرهم ناهيك عن الإزعاج الذي يسببونه للسكان بأصوات المحركات المدوية، غير أن هوس الشباب بالدراجات النارية امتد إلى أصناف تستعمل عادة خارج المدينة و في آماكن محددة، كالرمال و الغابات، غير أن البعض لم يترّدد في التجوّل بها بين الأحياء السكنية وسط المدينة، و يتعلّق الأمر بدراجات الكواد رباعية العجلات التي أكد باعة الدراجات النارية بأن عدد الطلبات عليها ارتفع هذا الصيف بشكل ملفت.
و ذكر أحمد بائع دراجات بحي سيساوي بقسنطينة بأن محلهم يستقبل يوميا عشرات الشباب المولعين بالدراجات النارية و الباحثين عن التصاميم المميّزة و الدرجات القوية بالإضافة إلى المركبات الموسمية مثل الكواد التي وصلت نسبة مبيعاتها إلى دراجة على الأقل في الأسبوع الواحد، فيما كانوا يجدون صعوبة في تسويقها في السابق.
و تقاربت تصريحات أحمد مع التاجر عزالدين من عين مليلة الذي أكد بأن أكثر مبيعاتهم من الكواد في السنوات الأربع الأخيرة كانت تتم مع أصحاب حظائر التسلية و النوادي السياحية، غير أنهم سجلوا تغييرا هذه السنة، بإقبال الشباب بين 20و30سنة على هذا النوع من المركبات التي تتراوح أسعارها بين 7و 15مليون سنتيم، مما حفزهم على استيراد المزيد منها.
و بقدر الاهتمام الذي يوليه الكثير من هواة المغامرة البرية في المسالك الصعبة بالغابات و المناطق الجبلية و كذا الرمال بالكواد، بقدر اهتمام عشاق البحر بالمركبات البحرية الفاخرة و بشكل خاص الجيت سكي الذي اجتاح الشواطئ الجزائرية في المدة الأخيرة، بعد اقتراح بعض التجار الموسميين لخدمة كراء هذه المركبات الفاخرة التي كانت في السابق حكرا على الأثرياء، مما ساهم في تحقيق حلم الكثيرين من عشاق المغامرة البحرية الذين لا يترددون في دفع مستحقات تأجيرها التي تزيد عن 10آلاف دج لأجل ساعات محددة من المتعة و التباهي و كذا المجازفة.
و قد زاد عرض هذا النوع من المركبات للبيع بالمدن الداخلية، بعد أن كان مقتصرا على المدن الساحلية أمام تزايد الاهتمام و الطلب عليها مثلما ذكر البائع أحمد الذي أشار إلى الحركة الكبيرة التي سجلها محلهم بعد عرض جات سكي مستعمل للبيع، مؤكدا بأن عدد الزوار تضاعف و الكل يسأل عن سعره كما يطلبون السماح لهم بالتقاط صور أمامه، طالما لا يمكنهم شراءه رغم سعره المنخفض الذي ناهز 80مليون سنتيم، مقارنة بأسعار المركبات الجديدة التي تتراوح بين 250 و 300مليون سنتيم حسب نوع الماركة و البلد المنتج.
و لم يخف عدد من الشباب الذين التقيناهم بمحلات بيع الدراجات بكل أصنافها، رغبتهم في امتلاك و استعمال الدراجات الموسمية لما توّفره من «بريستيج» على حد تعبير المواطن الشاب لؤي صاحب 24سنة الذي أسر لنا بأن رغبته في امتلاك دراجة كواد دفعته لتوفير مرتب أربعة أشهر متتالية و ذلك لأجل الاستمتاع بعطلته الصيفية في شهر أوت.
و رغم عدم قانونية استخدام هذا النوع من المركبات وسط المارة، إلا أن استعمالها بات شائعا بعد النمو الذي شهدته مبيعاتها في المدة الأخيرة رغم أسعارها المرتفعة أمام تكثيف العروض الترويجية لهذا النوع من وسائل الترفيه البحري، مما ساهم في انتشار الدراجات رباعية العجلات «كواد» و الدراجات المائية»جيت سكي»على نطاق واسع في الشواطئ الجزائرية بين استحسان البعض و امتعاض البعض الآخر، غير أن الميل المتزايد للشباب لكراء هذا النوع من وسائل الترفيه ساهم في ازدهار النشاط التجاري في هذا المجال حسب بعض الباعة الذين تحدثوا عن رواج بعض العلامات التجارية أكثر من غيرها و بشكل خاص اليابانية، مشيرين إلى تزايد الطلب على الدراجات الكهربائية لرباعية العجلات الخاصة بالصغار.
مريم/ب