أطفال يتامى ينزلون البحر لأول مرة
استفاد عشرات الأطفال اليتامى بوهران من رحلة استجمام نظمتها لهم جمعية كافل اليتيم، قادتهم إلى شاطئ الأندلسيات وهي ثاني مبادرة من نوعها للجمعية في انتظار خرجات ونشاطات أخرى لصالح اليتامى.
لم يصدق عشرات الأطفال اليتامى المنحدرين من أسر فقيرة، أنهم سيستمتعون بالبحر طيلة يوم جميل أشرفت عليه جمعية كافل اليتيم التي يرأسها الشيخ فزازي بوهران، حيث كانت الساعة التاسعة صباحا عندما تجمع هؤلاء الأطفال والفرحة ترسم على وجوههم ابتسامات البراءة وقلوبهم تتطلع للوصول إلى البحر الذي حرموا منه كما حرموا من آبائهم الذين ماتوا وتركوهم مع أمهاتهم يتخبطون في مشاكل الحياة اليومية، إنهم أطفال يتامى وفقراء أيضا ترى أعينهم تترقب كل المساعدات لإشباع رغبات عادية بالنسبة لأطفال آخرين، وبمجرد أن وصل الوفد إلى شاطئ الأندلسيات، تسارعت البراءة إلى الماء لتصارع الأمواج وتستمتع بنسمات البحر، حتى طبق المشوي الذي تبرّع به أحد المحسنين لهؤلاء اليتامى لم يخرجهم بسهولة من بين الأمواج المتلاطمة، التي عادوا إليها بعد استراحة مكنتهم من استرجاع أنفاسهم، ولم يتركوا البحر إلا مساءا.
لم تقتصر الفرحة على الأطفال، بل شملت أمهاتهم اللواتي رافقنهم، فرحة اختلفت عند أم أيوب وأم أيمن، كون أولادهم لأول مرة يصلون للبحر ويلامسون مياهه و أمواجه، رغم أنهم يقطنون بوهران، الفقر واليتم حرم هؤلاء الأطفال من الاستمتاع كغيرهم بدفء و جمال زرقة البحر لأن الوصول إليه يتطلب مصاريف التنقل التي ترتفع صيفا خاصة في المناطق المحاذية للشواطئ.
يقول أيوب الذي يدرس في السنة الثالثة أنه سيخبر أصدقاءه في المدرسة عن مغامرته و استمتاعه بمياه البحر، هكذا أيضا قال أيمن وأنيس وغيرهم، بينما كادت الدموع تنهمر من أعين أم أيوب وهي تعبر عن فرحتها لفرحة أبنائها. من جهته أوضح الشيخ فيزازي رئيس جمعية كافل اليتيم بوهران، أن هذه الخرجات تندرج في إطار البرنامج المسطر من طرف الجمعية التي تتكفل بـ 2500 يتيم مسجل لديها تم توفير كل لوازم الدخول المدرسي لهؤلاء مثلما أكد المتحدث، الذي أضاف موضحا بأن كل شريحة يخصها القائمون على الجمعية بنشاطات و خرجات حسب كل فئة، حيث تمت برمجة نشاطات فنية وثقافية لفئة أخرى من اليتامى فيما يتم التحضير رفقة المحسنين لعرس جماعي لفائدة اليتامى البالغين سيقام قريبا. الشيخ فزازي أكد بأن الهدف الأساسي هو الوصول لتشغيل فئة اليتامى وضمان مصدر رزق لهم، كاشفا عن العديد من المشاريع و الأفكار مستقبلية التي يتم العمل عليها، في انتظار مداخيل المحسنين ودعم السلطات المحلية للجمعية.
هوارية/ب