«الماكرون» ثاروا على الركح و الشاعر نور الدين بالطيب صلى للرمل و الذكرى
تتواصل بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، لليوم الثالث على التوالي فعاليات الأسبوع الثقافي التونسي المنظم من قبل الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث كانت سهرة أول أمس راقية بامتياز، تنوّعت فقراتها بين المسرح و السينما و الشعر، استمتع خلالها الجمهور رغم قلته، بجمال الفن التونسي و صفق لمبدعيه. برنامج أول أمس، ميّزه خروج الفعاليات الثقافية للشارع بحثا عن جمهور يحتضنها، حيث استهل بعرض الفيلم السنمائي «الأستاذ»، لمخرجه محمود بن محمود، عبر شاشات الحافلات السينمائية المتنقلة التي اختارت حي 20 أوت بوسط المدينة فضاء لها، ما لقي استحسانا كبيرا من قبل الجمهور القسنطيني ممن يجدون في مثل هذه المبادرات فرصة للاستمتاع و الخروج عن المألوف خصوصا في ظل الغياب التام لقاعات السينما بالمدينة.
قاعة العروض الكبرى أحمد باي، كان لها نصيب من العرض، حيث تحوّلت إلى ركح يحكي قصص تونسيين قلبت ثورة الياسمين حياتهم، تماما كما قلبت موازين المجتمع التونسي عموما فغيّرت الكثير من المفاهيم، و كسرت العديد من القواعد، كما خلقت تناقضات مختلفة أثرت على نمط حياتهم. و قدم العمل الذي عرض بالدارجة التونسية، قصة مجموعة من الشباب المسرحيين كانوا بصدد إنتاج عمل جديد، غير أن الثورة علّقت مشروعهم بعد دخول أحدهم السجن، فتتوالى الأحداث في دراما فلسفية تبرز تناقضات عن مجتمع أصبحت تغلب عليه المصالح و تطغى فيه الأنانية، و تشوّه العلاقات الإنسانية، غير أن قوة الحب تعود لتنتصر مجددا.
ختام السهرة كان في أجواء شاعرية، من خلال قراءات شعرية من توقيع المبدع نو الدين بالطيب، ابن الصحراء التونسية الذي تغزل بجمال مدينته الأم
« دوز» ناجى طفولته فيها، عبر أثير قصائد استقاها من ديوانه الأخير «صلوات للرمل و الذكرى» الصادر سنة 2015، حيث تميّزت الأمسية بإلقاءات جميلة تناغمت بين الشعر و الخاطرة.
الشاعر أوضح للنصر على هامش الأمسية، بأن اختياره للديوان جاء بناء على حبه للجزائر و صلة شعره بصحرائها و تحديدا رمال واد سوف، المدينة التي قضى فيها جزءا هاما من حياته، و التقى فيها بعميد المسرح الجزائري عز الدين مجوبي فكانت لهما أعمال عديدة مشتركة، كما حفظ بين قببها الألف، قصائد الشاعر الكبير مفدي زكريا.
وعن طبيعة شعره، قال نور الدين بالطيب، بأنه مستوحى من جمال الصحراء وعظمتها، أما الثورة التي تعبق بعبير الياسمين، فتركها لأهل السياسية، لأنه ليس بالشاعر الثائر، بل هو كما عبّر شاعر حالم و كاتب مسرحي تحكي نصوصه قصصا عن الحب و الجمال و الحياة الاجتماعية.
صدر للشاعر قبل «صلوات للرمل و الذكرى» دواوين، أخرى أهمها « أنت أيتها العزلة، أمطار الصيف، و على هامش السطر»، أما أشهر مسرحياته فهي «الشيخ و اللصوص».
نور الهدى طابي