غياب مشروع ثقافي واضح في تونس أثر سلبا على الفنان
أكد المخرج التونسي عماد المي للنصر، على هامش مشاركته في فعاليات الأسبوع الثقافي لدولة تونس في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بأن غياب سياسية واضحة في كيفية التعامل مع قطاع الفن في تونس و انعدام مشروع ثقافي قائم بذاته، أثر سلبا على الفنانين التونسيين وانتاجاتهم، نظرا لتراجع دعم القطاع العمومي.
المخرج اعتبر بأن تأثير الثورة التونسية على القطاع الفني عموما، بما في ذلك المسرح و السينما جاء بوجهين، الأول سلبي انعكس من خلال تراجع ميزانية وزارة الثقافة بسبب إجراءات التقشف، إذ انخفضت من 1 بالمائة إلى 0.35 بالمائة، و بالتالي انخفض دعمها للإنتاج الفني الخاص، أما الوجه الثاني فإيجابي يبرزه هامش الحرية التي أصبح يتمتع بها الفنان و المبدع التونسي الذي بات قادرا على التفكير و التعبير عما يفكر فيه دون خوف أو رقابة.
و أشار مساعد مخرج مسرحية « الماكرون» التي عرضت مؤخرا بقاعة العروض الكبرى أحمد باي ضمن برنامج الأسبوع الثقافي التونسي بقسنطينة، بأن تأثير الثورة امتد ليمس المسرح بشكل كبير، حيث أصبحت نصوصه أكثر جرأة و أكثر قدرة على معالجة تناقضات المجتمع و انتقاد أخطاء حكامه، عكس ما كان عليه الوضع في زمن بن علي، مضيفا بأن غالبية الأعمال المسرحية التي أنتجها الركح التونسي بعد سقوط النظام السابق، يمكن أن توصف بالمتمردة و الثائرة على الواقع، موضحا بأن هذا التوّجه هو نتاج لمتطلبات نوعية الجمهور الذي يشكل الشباب نسبة 99 بالمائة منه.
المخرج عماد المي، أكد من ناحية ثانية، بأن التوتر الاجتماعي في تونس و عدم استقرار الأوضاع السياسية، لم يعد بالسلب على حجم إقبال التونسيين على الركح، بل بالعكس، فإن المسرح يشكل كما عبر مادة دسمة يقبل عليها الجمهور بشراهة، لأنها تعكس واقعه المعاش وتعبر عن انشغالاته بكل حرية، مضيفا بأن التونسي بطبيعته إنسان ذواق للفن و المسرح و السينما، بالرغم من نقص الدعاية الإعلامية التي يحظى بها هذا القطاع، و الاهتمام الثانوي للصحافة المكتوبة بالإنتاجات الجديدة، مع ذلك يبقى الإقبال مشجعا.
ن/ط