الاثنين 21 أكتوبر 2024 الموافق لـ 17 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

قبل أسبوع فقط من الذكرى 59 لاستشهاده

رحيل أرملة الشهيد زيغود يوسف دون أن تحقق أمنيتها الأخيرة
شيعت، زوال الخميس، جنازة عائشة طريفة، أرملة الشهيد زيغود يوسف بمقبرة جبل الوحش بقسنطينة، بحضور السلطات المحلية و العسكرية و الأسرة الثورية.
جثمان الراحلة عائشة طريفة نقل من منزل العائلة بحي الكدية ، وسط مدينة قسنطينة، نحو مقبرة جبل الوحش في جنازة حضرها أقارب العائلة و من تبقى من رفاق الشهيد زيغود يوسف، من أمثال سعيد حمروش، شقيق رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، إضافة إلى رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد ،و رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة العيد بن عمر،  و كذا عدد من المواطنين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في تشييع جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير.
و أثنى عدد ممن حضر الجنازة من المجاهدين على خصال الفقيدة، و تفضيلها العيش في صمت و هدوء، رغم ما قدمته للجزائر و الثورة من تضحيات جسام إلى جانب زوجها الشهيد زيغود يوسف، بحيث بقت في الظل في وقت كان بمقدورها الحصول على الكثير من الامتيازات.
المرحومة عائشة طريفة ودعت قسنطينة في صمت عن عمر يناهز 90 سنة بعد أن أنهكها المرض و ثقل السنين ووجع الذكريات ، و ذلك قبل أسبوع فقط من حلول ذكرى استشهاد زوجها البطل زيغود يوسف، صانع ملحمة 20 أوت 1955 و الذي توفي في ساحة الوغى يوم 23 سبتمبر من سنة 1956، حيث ولدت عام 1925 بمنطقة الحروش بسكيكدة، و كانت إحدى قريباته و زوجته منذ سنة 1942 سنة، ثم أنجبت منه ستة أبناء توفي خمسة منهم قبل بلوغهم الثانية من العمر، و لم تعش منهم إلا شامة، الوحيدة التي لا تزال على قيد الحياة من عائلة الشهيد.  و الجدير بالذكر أن النصر سبق لها و أن كرمت الحاجة عائشة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس سنة 2005 ،و آخر لقاء لها بالصحافة كان مع النصر أيضا بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المظفرة في الفاتح من نوفمبر ،2014 و بالرغم من مرضها الذي جعلها تلازم الفراش طويلا ،أصرت آنذاك أن توجه نداء عبر الجريدة إلى وزارة المجاهدين و كافة الجهات المعنية، لكي تخصص الميزانية اللازمة لتجسيد الفيلم الثوري الذي يخلد مسار شريك حياتها الشهيد زيغود يوسف ،مشيرة إلى أنها و وحيدتها شامة اطلعتا على مضمون  السيناريو الذي كتبه الأستاذ الجامعي و الكاتب الدكتور احسن تليلاني، قبل حوالي ثلاث سنوات،و وافقتا عليه، بشرط أن ينجز من قبل طاقم فني و تقني جزائري مائة بالمائة، وقد تم مؤخرا إسناد مهمة إخراجه للمخرج السعيد ولد خليفة .
الفقيدة أكدت يومها بأنها تتمنى أن يعرض هذا الفيلم في إطار فعاليات عاصمة الثقافة العربية، لكن للأسف التحقت بالرفيق الأعلى قبل أن يرى النور و تتحقق أمنيتها الأخيرة ،و قبل أسبوع فقط من احتفاء الجزائر بالذكرى 59 من استشهاد قائد الولاية التاريخية الثانية الشهيد زيغود يوسف الذي تصدت طوال حياتها لمن يستغل اسمه لتحقيق مآرب و مصالح دنيوية فانية ، و نذرت عمرها و كل جهدها للحفاظ على ذكراه الطاهرة و رعاية ابنتهما الوحيدة شامة،زاهدة في كل الامتيازات التي ينشدها غيرها.
و قد كانت الفقيدة تدعم رفيق دربها الذي وصفته بالكتوم، القليل الكلام، و المتخلق، بصمت وسرية و الكثير من الحب و الحماس ،حيث كانت تقوم بخياطة الأعلام الوطنية و تحضر للمجاهدين احتياجاتهم من الطعام و الشراب و المؤن،لأن ما كان يربط بينهما، أكثر من أي شيء آخر، هو حب الوطن و الرغبة الجمة في استقلاله، و لم تطالب أم شامة يوما بتصنيفها ضمن  فئة المجاهدات ،بالرغم من أن وزير المجاهدين الأسبق إبراهيم شيبوط ، صديق زوجها المقرب ،هو الوحيد الذي ظل يزورها هي و ابنتها في شقتهما البسيطة بحي الكدية و يتفقد أحوالهما إلى أن وافته المنية قبل شهر. رحم الله خالتي عائشة و أسكنها فسيح جنانه و ألهم وحيدتها الشامخة جميل الصبر و السلوان.
عبد الله بودبابة - إلهام.ط

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com