الاثنين 21 أكتوبر 2024 الموافق لـ 17 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub
بعد عقد اجتماعات مكثفة لضم أكبر عدد من التلاميذ: مديريـــــات التربيـــــة تطوي ملف إعــــادة إدمـــــاج المعيدين
بعد عقد اجتماعات مكثفة لضم أكبر عدد من التلاميذ: مديريـــــات التربيـــــة تطوي ملف إعــــادة إدمـــــاج المعيدين

أنهت مديريات التربية الوطنية عبر مختلف الولايات معالجة التماسات إعادة إدماج التلاميذ المعيدين التي تقدم بها الأولياء، بعقد اجتماعات ماراطونية...

  • 20 أكتوير
انطلاق الاحتفالات المخلّدة للذكرى الـ 50 لتأسيس اتحـــاد العمال الصحراويين: عزم على مواصلة التصدي لقوى النهب واستغلال ثروات الشعب الصحراوي
انطلاق الاحتفالات المخلّدة للذكرى الـ 50 لتأسيس اتحـــاد العمال الصحراويين: عزم على مواصلة التصدي لقوى النهب واستغلال ثروات الشعب الصحراوي

دعا مسؤولون نقابيون، أمس، من مخيم أوسيرد لللاجئين الصحراويين، إلى تفعيل الدبلوماسية النقابية لإعطاء دفع إضافي للقضية الصحراوية في المحافل الدولية،...

  • 20 أكتوير
جمارك:  تسجيل 178 قضية مكافحة التهريب والتجارة غير الشرعية العابرة للحدود
جمارك: تسجيل 178 قضية مكافحة التهريب والتجارة غير الشرعية العابرة للحدود

سجلت مصالح الجمارك، خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 17 أكتوبر الجاري، 178 قضية متعلقة بمكافحة التهريب والتجارة غير الشرعية العابرة للحدود، تم خلالها...

  • 20 أكتوير

محليات

Articles Bottom Pub

ابنها إدريس رفض عرضا مغريا من يهود فرنسا

اختيار دار أمين خوجة للنحاس للتتويج بالدرع الذهبي للصناعات التقليدية
اختارت الغرفة الوطنية للصناعات التقليدية والحرف ، دار أمين خوجة للنحاس المتواجدة في أسفل سيدي بوعنابة ، بحي السويقة العتيق وسط مدينة قسنطينة للتتويج بالدرع الذهبي ، حسب مديرها العام ياحي نور الدين ، الذي التقته النصر نهاية الأسبوع في ذات الدار ، وهذا لإنجاز دليل و فهرس للتحف التي يبدعها آخر النحاسين في  المدينة ، المهندس أمين خوجة ادريس.
المسؤول أضاف أن التتويج سيكون يوم 09 نوفمبر القادم ، في غمار الاحتفال باليوم الوطني للحرف ، وهذا إلى جانب دار عزي للطرز . الاختيار تم على أساس الرصيد الحرفي الذي تحوزه دار ادريس أمين خوجة ، جراء توارثها للحرفة أبا عن جد ، إضافة إلى أن آخر ورثتها مازال يمارس الحرفة بنفس الأسلوب ، دون خراطة ،بشكل  تقليدي يعتمد على تطويع النحاس الأحمر.
 وأضاف أن ذات الحرفة انقرضت من البلاد ، وحافظت عليها بعض العائلات في العاصمة ، وادريس في قسنطينة ، فيما اختفت تماما من تلمسان ، وما يسوق فيها مستورد من المغرب ، ويعود سبب ذلك ،حسبه، إلى اضمحلال الحرفة في الجزائر ، وهذا ما جعل الغرفة تشرع في العمل على تشجيع الحرفيين العاملين من أجل مواصلة توريث الحرف التي تتجه نحو الزوال.
وبالموازاة مع ذلك، قال إدريس أمين خوجة ، أنه الوريث رقم 7 لعائلته التي فتحت  دار النحاس  سنة 1827 على يد جده الأول اسماعيل الذي وفد من العاصمة ، بعد أن كان خوجة فيها في عهد الأتراك ، ويضيف أنها أول عائلة تدخل الحرفة إلى قسنطينة ، وشرعت في تطويع النحاس الأحمر ، بأدوات مازال هو نفسه يعمل بها ، وقد مرّ بأوقات عصيبة سابقا كادت تطمر الحرفة ، ويعتبر صديقه قارة علي عبد الوهاب صاحب فضل كبير في تشجيعه لمواصلة الدرب الذي كان بدأه جده اسماعيل قبل  188 سنة.
ادريس المهندس في الحديد والصلب ، يقول أنه الوحيد الذي مازال في قسنطينة يصنع تحفه من النحاس الأحمر ، دون خراطة وتلحيم فجسم ما يبدعه يصنع من قطعة واحدة ، يتم تطويعها بالوسائل التقليدية المتوارثة ، حتى تأخذ الشكل المطلوب الذي يزين برموز النحاس المميزة لعاصمة الشرق ، دون نجمة داوود ، في أسفل الطاسة القسنطينية ، وعن مصدر النحاس الذي يعمل به في ظل ندرته ، يضيف بأن لديه مخزون يعود إلى عشرات السنين ورثه عن والده ، لأنه يعتبر النحاس الأحمر رمز النبل والعراقة و الذوق الرفيع ، لأن ما يسوق اليوم ليس بنحاس بل خليط من المواد المركبة ، التي شرح لنا تركيبتها بإسهاب.
إدريس الذي يعتبر نفسه آخر النحاسين في مدينة الصخر العتيق ، والذي مازال ابنه تلميذا ، يطالب الجهات المعنية بالمحافظة على هذا الموروث ، وذلك عن طريق مراكز التكوين المهني والتمهين ، للحفاظ على روح هذا الفن التي تحتاج إلى من يتقمصها لتلهمه أسرارها ، وكذا تاريخه الذي يرمز إلى عراقة المدينة وعاداتها وتقاليدها التي تتجه نحو الزوال ، لأن نواميس صناعة النحاس في المدينة هو وحده من يملك سرها ،كما أكد، فما يرعبه ويزيل النوم عن جفونه ، أن تختفي الحرفة دون أن ينقلها إلى من يواصل درب جده أمين خوجة اسماعيل ، فتفقد بذلك المدينة احدى أهم الحرف التي كانت تزخر بها.
ويتدخل هنا السيد مدير تطوير الصناعات التقليدية على مستوى لغرفة الوطنية للصناعات التقليدية والحرف ، ليؤكد بأن الهدف من  تواجدهم في المدينة حماية هذه الصناعات من الزوال ،حفاظا على الموروث الحرفي فيها والبحث عن سبل توريثه ونقله بين الاجيال.
وأضاف إدريس أن والده الذي تركه يكمل تعليمه ، كان بالموازاة مع ذلك يريد  أن يورث الصنعة لأحد أبنائه، فكان هو ، وهذا ما جعله يطور ما كان قد بدأه أجداده، ويضيف أنه تجاوز أسلافه بقرن من الزمن ، جراء ما أدخله من تقنيات يدوية وتطوير الفرن على الخصوص ، دون المساس بالرموز التي تزين التحف ، والتي يعدها وسما لها كالطاووس ، وشجرة الرمان المقدسة عند الأتراك ، و لا يخلو مرش الطرق الصوفية الضخم من تزيين نقوشه بها ، ولكل تحفة من النحاس الأحمر ما يميزها. ويعتبر النقش الموجود حاليا على ما يسوق من نحاس أصفر يصنع في بعض أحياء المدينة ، أنه طابع سوري لا يمت بصلة إلى قسنطينة ، ويثبت ذلك محدثنا بتفاصيل كثيرة تحتاج إلى شروح جد مستفيضة ، لا يمكن لهذا المقال الإحاطة بكل تفاصيلها.
إدريس وحفاظا على هوية نحاس مدينته ، رفض عرضا مغريا من يهود اتصلوا به لصناعة ، 100 طاسة قسنطينية ، بعد أن فتحوا في فرنسا متحفا ، يريدون من خلاله إثبات أن النحاس حرفة يهودية ، وكان شرطهم أن تحمل أسفلها نجمة داوود ، وهو ما يعتبره محاولة طمس للنقوش المحلية لا تضم هذا الوسم ، بل زخارف تميزها عن غيرها ، ويعرف أسرارها محترفو الحرفة وحدهم ، وهذا ما سوف يحمله بين طياته الفهرس الذي شرعت الأربعاء الماضي الغرفة الوطنية للحرف في انجازه  و يقوم بذلك مصورون محترفون ، بوسائل رقمية جد حديثة.
محدثنا وبالموازاة مع افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ، أعاد التألق للدار وفتح فيها رواقا يعرض فيه تحفه من النحاس الأحمر  ، بعد أن أعطى لسقفها ألوانا ترمز لأصول مؤسسيها ، بين الأخضر والأحمر ، وكان ذلك يومين قبل الافتتاح الرسمي ، وقد أفضى على كل ذلك صوت دحمان الحراشي ، بأغان شعبية تراثية، الذي يقول أن والده كان أحد رموز هذا الطابع  في قسنطينة.و الورشة الخلفية التي تضم وسائل عمله حاليا ، كانت ملتقى رواد الشعبي في المدينة انطلاقا من العربي زروالة، إلى الشيخ بن راشي معمر، وقدور درسوني ، من الزجالة. ادريس يصنع «الطاسة «و «الطفال» و»المحبس» وقطعا فنية كثيرة ، يقول أنها تسير نحو الزوال ، جراء اندثار أسباب وجودها من عادات المدينة ، ويعتبر الأواني النحاسية صحية للأكل والطبخ  و تعقم كل موسم شعبان ، بالتبيض استعدادا لشهر الصيام ، متحسرا على عادات كثيرة جدا اندثرت ، وتحولت إلى حكايا  ترويها الجدات للبنات ، كطيف يراودهن في جلسات التحسر والبكاء على عادات قسنطينة زالت بهدوء ، دون أن ينتبه لها أحد في غفلة من حراس المعبد ، وقع ذلك في خضم التحول نحو العصرنة التي تعيشها المدينة ، وهوما يعتبره انسلاخا اجتث الكثير مما يميّز عاصمة الشرق عن غيرها من الحواضر.

ص . رضوان

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com