قدم المسرح، الوطني محي الدين بشطارزي، مؤخرا واحدا من أحدث إنتاجاته المسرحية، ويتعلق الأمر بعرض «الشبيه»، الذي يعكس الواقع بنظرة مستقبلية وفق إسقاط مسـرحي.
مسرحية «الشبيه»، للكاتب والفنان المسرحي مصطفى بوري، والتي تصنف في خانة مسرح الخيال العلمي، تتناول قضية الآلة التي صنعها الإنسان وطورها بشكل جنوني على هامش القيم الإنسانية.
أخرج العرض عيسى جقاطي، الذي سعى لتقديم العمل في قالب علمي ساهم في تجسيد شخصياته 13 ممثلا مسرحيا، قدموا 16 شخصية ومن بين الأسماء التي صنعت نجاح العمل سليم بوذي، وليلى بن عطية، وميساء بن عيسى، إلى جانب حجلة خلادي، التي تشارك أيضا في الإخراج، وتتقاسم الأدوار رفقة نسرين بلحاج، وفوزية براهيمي ومراد مجرام وإبراهيم الخليل شنتوفة وآخرون. يحكي العمل قصة آدم، مخترع الروبوتات الذي طور روبوتا آليا يشبهه إلى حد التطابق، متمردا بذلك على القيم الإنسانية، ليقوم باستعماله لتطوير شريحة بشرية مزودة بقاعدة بيانات مشابهة لذاكرة البشر، وهكذا تنصهر الآلة مع الإنسان إلى درجة التطابق وانعدام القدرة على التمييز بينهما، وسط تساؤلات كبيرة حول تهديد الآلة للوجود الإنساني.واعتبر المخرج عيسى جقاطي، أن العمل يشكل صفعة لأجل الاستفاقة والانتباه إلى حياتنا التي تأثرت جدا بالتكنولوجيا، لدرجة أننا فقدنا الشعور بالزمان والمكان، معتبرا ذلك انسحابا من الواقع وانغماسا في واقع آخر افتراضي ونمط حياة غير صحي، ما حول حياة عديد الأفراد إلى الإيقاع السريع المرهق للأعصاب.وتطرق العرض إلى ظواهر مختلفة مثل التوحد، وغزو للمادة، وتراجع العاطفة، حيث تتضمن مجريات المسرحية حياة مرضى التوحد من زاوية التعايش والصعوبات التي تشبه حياة مدمني التكنولوجيا اليوم، وتقدم الشخصيات حوارات تصف حالة التوحد الناتجة عن العزلة الاجتماعية والعائلية.يذكر أن مسرح «بشطارزي» كان قد قدم العرض الشرفي لآخر إنتاجاته «الشبيه» في 18 من شهر جانفي الماضي في إطار إنتاجات المسرح الوطني الجزائري للموسم المسرحي 2024/2025.
إ.زياري