الخميس 20 فبراير 2025 الموافق لـ 21 شعبان 1446
Accueil Top Pub

إصدارات متحف الفنون قصر الحــاج أحمد باي: توثيق للتراث الثقافي وحفظ للذاكرة الوطنية


يصدر متحف الفنون والتعابير الثقافية بقسنطينة، قصر الحاج أحمد باي مجموعة من الكتب والمجلات التي تسلط الضوء على جوانب مختلفة من تاريخ وثقافة البلاد، وتهدف لحماية التراث الثقافي المحلي والوطني عموما، كما توفر مصادر موثوقة للباحثين والمجتمع الأكاديمي، لتشكل المطبوعات على اختلافها مكتبة مهمة لحفظ التراث ونقله للأجيال القادمة.

وحسب مديرة قصر الحاج أحمد باي، السيدة مريم قبايلية، فإن الإصدارات التي يقدمها المتحف تشمل مجموعة متنوعة من الكتب والمجلات والكتالوجات والكتيبات، تصدر بشكل دوري كل سنة أو سنتين، يتم إعدادها كما أوضحت، تحت إشراف قسم البحث والتوثيق الذي يضم جملة من الباحثين المتخصصين، بمن فيهم محافظو التراث وملحقو الحفظ والترميم.
وأوضحت المتحدثة، بأنهم ركزوا في الأعداد الأولى للإصدارات العلمية، على الهندسة المعمارية لقصر الحاج أحمد باي، و تناولوا بالتفصيل العناصر المعمارية المميزة مثل الزليج، والرخام، والمجموعات الخشبية التي تتضمن النوافذ والأبواب الفريدة في القصر.
وأضافت قبايلية، أن من بين هذه الإصدارات، مجلة «بوليكرومي»، التي تُعتبر مرآة للنشاطات العلمية والثقافية للمتحف، و تصدر كل سنتين وقد وصلت إلى عددها الخامس السنة الماضية، كما يخصص كل عدد منها لموضوع محدد يعكس جوانب من التراث الثقافي.
وأضافت المديرة، أنه يتم التحضير حاليا لإصدار العدد السادس من المجلة، الذي سيغطي مختلف النشاطات العلمية والثقافية للمتحف، مؤكدة في ذات السياق، أن هذا العدد سيتضمن توثيقا للمحاضرات التي يقدمها أساتذة وباحثون جامعيون تتم دعوتهم بشكل دوري لتسليط الضوء على موضوعات تتعلق بالتراث الثقافي الجزائري، سواء كان ماديا أو غير مادي.
وتطرقت قبايلية، إلى آخر إصدار قدمه المتحف، وهو كتاب يوثق رحلة الحاج أحمد باي إلى البقاع المقدسة، استند تحضيره إلى معطيات الجدارية الموجودة حاليا في المتحف، باعتبارها شاهدا ماديا هاما على تلك الرحلة، التي توثق لمختلف الحواضر التي زارها الباي، مضيفة أن المؤرخين والباحثين قد استدلوا بهذه الجدارية لدراسة تفاصيل الرحلة.
إصدار جديد قبل نهاية السنة
وأشارت المتحدثة، إلى أن المتحف أصدر في ديسمبر 2024 كتابا صغيرا عن «التلحيفة» والملحفة في الجزائر، موضحة أن العمل تناول الطابع الوطني الشامل للمتحف، الذي يعكس تراث كل مناطق الوطن وليس منطقة الشرق فقط.
كما سلط الكتاب الضوء على كيفية اختلاف أشكال التلحيفة والملحفة بين الشرق، الغرب، الجنوب، والوسط، مع دراسة تفصيلية لقماشها، وألوانها، وطريقة ارتدائها في كل منطقة.
وأكدت قبايلية، أن الهدف الأساسي من هذه الإصدارات يتمثل في التوثيق والتثقيف والترويج للتراث، إضافة إلى التدوين والحفظ للأجيال القادمة، معتبرة أن هذا العمل يمثل رصيدا ثقافيا مهما يسهم في صون الهوية الوطنية والحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري.
وأوضحت قبايلية، أن المتحف يقوم بزيارات منتظمة إلى المؤسسات التربوية، حيث تقدم هذه الإصدارات كهبات لدعم المعرفة والتوعية بالتراث الثقافي.
وتشمل المبادرات أيضا، تقديم الكتب كهدايا إلى مؤسسات إعادة التأهيل، وتوفيرها خلال المعارض التي يشارك فيها المتحف سواء داخل قسنطينة أو خارجها.
مضيفة، أن بعض الإصدارات تطرح للبيع بهدف توثيق التراث والترويج له وحمايته، ناهيك عن مساعدة الباحثين والأكاديميين الذين يعملون على إعداد أطروحات أو دراسات علمية، حيث يوفر المتحف لهم مصادر ومراجع موثوقة تساهم في دعم أبحاثهم وإثراء دراساتهم.
مراجع تثري البنك الوطني للمعلومات
وأشارت قبايلية، إلى أن اختيار مواضيع الإصدارات يتم بعناية فائقة حيث يركز الباحثون في كل مرة على جانب مهم من التراث، بهدف تسليط الضوء عليه وحفظه للأجيال القادمة.
وأوضحت، أن الجمهور المستهدف يشمل شرائح متنوعة من المجتمع، بداية بالباحثين والأكاديميين، مرورا إلى الجمهور العام والأطفال، ووصولا إلى مراكز البحث والمجتمع المدني، وحتى الزوار الأجانب من خارج الوطن.
وأكدت، أن المتحف أصبح وجهة رئيسية في مدينة قسنطينة، بفضل تنوع نشاطاته وإصداراته التي تقدم في شكل مكتوب وبأكثر من لغة، مشيرة في سياق منفصل، إلى أنه يتم تعزيز هذه الإصدارات بصور قديمة وحديثة، إلى جانب مخططات توضيحية وقوائم المصادر والمراجع، مما يجعلها مرجعا غنيا بالمعلومات.

وأضافت المديرة، أن المتحف يوفر إمكانية الحصول على هذه الإصدارات بطرق متعددة، حيث يتم تقديم بعضها كهبات، بينما تباع الأخرى عن طريق منافذ متخصصة.
كما تتيح مكتبة المتحف للزوار فرصة الإطلاع عليها والاستفادة منها مجانا، مما يسهم في تعزيز الوعي الثقافي ونشر المعرفة بين مختلف فئات المجتمع.
بين الترويج الرقمي ودعم ملفات التصنيف العالمي للتراث
وأكدت قبايلية، أن المتحف يعمل على الترويج لإصداراته بطرق متنوعة تشمل مواقع التواصل الاجتماعي، والموقع الرسمي الخاص به، وكذا من خلال المعارض التي يشارك فيها، حيث تعرض بحسبها جميع الإصدارات أمام الجمهور، مما يعزز من انتشارها ويزيد من وعي الناس بأهميتها.
وأضافت المتحدثة، أن المتحف يعمل حاليا على توفير نسخ إلكترونية من إصداراته، تماشيا مع استراتيجية الرقمنة الوطنية التي تهدف إلى رقمنة القطاع الثقافي، مثلما هو الحال في قطاعات أخرى، كما أشارت إلى وجود خطط لتطوير الإصدارات المستقبلية، سواء من خلال توسيع المواضيع التي تتناولها أو تقديمها بشكل جديد يخدم أهداف المتحف العلمية والثقافية.
وأوضحت، أن فريق العمل يواجه أحيانا صعوبات في العثور على المصادر والمراجع الكافية، ما يتطلب بذل جهد إضافي في البحث والتعمق، وهو ما قد يستغرق وقتا أطول لإتمام بعض الإصدارات، مع ذلك يظل هذا الجهد ضروريا لضمان تقديم مادة علمية دقيقة وموثوقة.
وأكدت، أن المتحف لا يسلط الضوء فقط على التراث المعروض داخله، بل يتناول مختلف جوانب التراث الجزائري بشقيه المادي وغير المادي. كما يولي اهتماما خاصا لمدينة قسنطينة، من خلال التركيز على إبراز عاداتها وتقاليدها المتجذرة، مثل عادة «التقطير» التي لا تزال العائلات القسنطينية تحافظ عليها، فضلا عن التوثيق الجيد للمطبخ المحلي بمختلف وصفاته التقليدية، ناهيك عن الاهتمام بكل ما يرمز للهوية الثقافية للمدينة.
وأشارت، إلى إصدار سابق حول مؤسس قصر الحاج أحمد باي، تحدث عن حاكم بايلك الشرق الجزائري أحمد بن محمد الشريف، كونه آخر حكام الشرق الجزائري.
وأضافت المديرة، أن هذه الإصدارات لها دور بالغ الأهمية في ملفات تصنيف التراث الجزائري ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، خصوصا وأن المنظمة تشترط وجود جرد وطني دقيق وشامل للتراث، وهو ما يعد جزءا من مهمة المتحف كمؤسسة وطنية تعمل تحت وصاية الدولة.
وبالتالي فإن المتحف يقوم بتزويد البنك الوطني للمعطيات، بوثائق متنوعة تشمل مواد سمعية ومكتوبة وبصرية، كما ينتج شرائط وثائقية سنوية تبرز جوانب مختلفة من التراث، أبرزها شريط وثائقي عن «السراوي»، وهو لون من الغناء الشعبي الجزائري، إلى جانب إعداد ملفات تهدف إلى تسجيله ضمن قائمة التراث العالمي.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com