* فريدة بوقنة
1):
حُجّة مِن زبَد
نادرًا ما أجيءُ إلى اسْمي
المشمّعِ بالضّوءِ،
بُرْج الذين اِستحالوا نجوماً،
فداسوا على ظهْر أُمنية حين قامتْ تصلّي بعكْس اِتجاهِ الأزلْ؛
مِنْ هنا سيَمُرّ الوَشَلْ،
وهنا سوْف تُصلَبُ كلّ الرُّؤى الوانِيةْ؛
حينها،،
ربّما،، ربّما،، سأراقصُ
ظلّي على وقع مسْبَحةٍ مِنْ قُبَلْ،
ربّما سأقدُّ قميصَ الصّدى
لأضمّد جرح العُبور إليَّ
بغابةِ سرْوٍ ووشوشةٍ دانيةْ.
لمْ أجدْ بَعْدُ كوخاً لِخابيةِ الحشْرجاتِ،
لِمذْياع صوتٍ قديمٍ،
لـِ»جزْوَةِ» تنهيدةٍ،
لِاسْطواناتِ «باخْ»،
لِخطابٍ تهرّأ وجههُ مِنْ عاشقٍ كلّما سَلّهُ
الفقدُ أفضى إليهْ.
ربّما تاه مِنْ قدمَيَّ المدى،
أو مشى مٌسرعاً نحو هسْهسةِ اسْمي،، فضَلّ الأبدْ.
مذهلٌ كيف تنزلقُ
الممكنات إلى سِحرهِ،
مذهلُ كيف يركبُ فوق حدود تشتّته حُجّةً منْ زبَدْ.
2):
مَنْ يوقِف رجْفة الزئبق
قديمًا، وقبل اِنفلات المقابِض كُنّا أجِنّةْ،
وكان لِباب الولادة قابِلة مِنْ سراب،
!تُرى كم لبِثْنا
وكيف استحلتُ قِماطا لِخلخلة الزئبق المتغوّلِ فيك،
أغالبُ رجفته بالرّسوخ،
!وأسْكِر درويشه بِسُدى الدوران
قديمًا قديمًا، وقبل اِرتعاش القصائد لم يوقِد القلب كانونَه،
كان للشّمس خابِية مِن هيام،
وكُنّا نفتّت دفء الحُلول لِصرّ الفُصول،
نُهادِنه بالتماهي،
نُحاصِره بالعِناق،
وها هي مدْخَنة البرد تتلو حرائقنا
تشنق الفقد بالفقد،
تُربك جنّ التولُّهِ حدّ الخشوع،
وها قد نجوتُ مِن المسّ إلاّ قليلاً..
غدوتُ أُسائل عَرّافةً تزِن الوهم بالخُرَزِ المرمرية،
تقرأ كفّ الخلاص المُعلّق مِن ضِفَّتيْهِ،
أسائلها عن مآل الولادة، عن بابها الزئبقيّ:
متى يوقظ القِدَمُ المُترهْبِن فينا تَمائمَه؟
ومتى تومئُ المُمكنات لِيُتْم المرايا؟
هباءً يُرافقنا الرّاسبون إلى جحرهم،
وهباءً نعود إلى رحِمِ الأوّلين.
3):
متاهات المعنى
!!ما معنى أنْ تَختارَ لمِقْصلَةِ الفوضى جَسَدَكْ
ما معنى أنْ تَتَرَهْبَنَ فِي الغَلَيانِ،
بُخارُكَ مِسْكُ اللهِ وغَيْمَتُهُ،،
قَدَرٌ يَتْلو بَرَدَكْ.
ما معنى أنْ تَهَبَ الأَنهارَ حَصاكَ
لِتُرْبِكَ تَيّارَ الأسماءِ إِلَيْكَ،
يَتامَى الهَتْكِ،
رسائِلَ نايٍ في أُرْكِسْتْرَا الرِّيحْ،
أنْ تَثْمَلَ بِالمعنى في كَأْسٍ مَثْلوم،
أنْ تَفْتَحَ نافذَةَ الموناليزا
لتَراكَ بِعينٍ فارِغَةٍ لا تَقرَأُ كَفَّ الرّوحْ؛
ما القلْبُ وَأَنتَ تَحيكُ لَه الأعذَارَ بِشِريانٍ فَالِتْ،
تَتَسَلَّقُ ظِلَّ حَبيبٍ مَمسوسٍ بالرَّكضِ،
تُرَقِّعُ نَعْل الرَّمْلِ لتَسْبَقَ سيرتهُ،،، غَدَكَ الفائِتْ،
لا مَنْحَى لِلْمَعْنى، لا خُطّةَ لِلْهَذَيَانِ.
تُطَاردُ عُمْرَكَ في دَغْلِ الغَيبِ المَلجومِ،
تُجَدِّدُ خارِطةَ البَدَدِ الأُولى
تَنْسى اسْمَك،،
تطْرُقُ بابَ سَماءٍ ثامنةٍ فتُعانِقُك السُّحُبُ الحُبْلى
سَتَضِلُّ هنَااااكَ،،،
كما الصِّفْرِ الأَعمى السَّكْرانِ بِكَأْسِ فَراغْ،
ستعودُ إلَى الصَّمتِ الموروثِ مِنَ الأسرارِ،،،،
تعودُ إلى الإيقاعْ.