الثلاثاء 25 فبراير 2025 الموافق لـ 26 شعبان 1446
Accueil Top Pub

هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على قنوات الملياردير فانسون بولوري، أو حتى وسائل إعلام كانت تصنّف في خانة الاعتدال ( كجريدة لوموند التي فتحت أعمدتها لنجل نيكولا ساركوزي ليدعو إلى حرق سفارة الجزائر)، حيث لا يمرّ يوم من دون تخصيص بلاتوهات للجزائر، أو صدور تصريحاتٍ لوزير داخليّة يرغب في تسلّق سلالم الصّعود عبر الدعوة المستمرّة إلى تغيير أسلوب التّعامل واللّجوء إلى ما يسميه «رهان قوّة» مع الجزائر، يقوم على «عقاب» يشمل التأشيرات ومراجعة اتفاقيات الهجرة.

بل إنّ المتتبع ليوميات«برونو روتايو» سيقف من دون كبير عناء على مشكلة نفسيّة تجعل الرجل يرى الجزائر في كلّ مكانٍ وفي كلّ حادثٍ، فهي خلف الإذلال الدبلوماسي الذي تتعرّض له بلاده وهي سبب غيّاب الأمن وهي سبب الاعتداءات الإرهابيّة التي تقع بين الحين والحين و ربما كانت وراء ارتفاع الديون وتراجع النفوذ في العالم و هي التي تقف وراء التغيّرات الاجتماعيّة التي تفقد فرنسا ثقافتها وعاداتها.. وفوق ذلك فهي التي تحرمه من صديق كان يتناول معه العشاء.
و يروق هذا الخطاب الصّحافة الفرنسيّة وروّاد مواقع التّواصل الاجتماعيّ الذين لا يتوقفون عن شتم الجزائريين في منصّات وسائل الإعلام بشكلٍ يوحي بأنّ الحرب لم تتوقّف، بمعنى أنّ معاداة الجزائر أصبحت رياضة ضروريّة للسّاسة الباحثين عن الشعبيّة ووسائل الإعلام التي فقدت جمهورها.
و بغضّ النّظر عن نسبة الفئة التي تهاجم الجزائر في المجتمع الفرنسي، فإنّ ما يحدث يطرح مسألة جديّة يجب الانتباه إليها، وهي وجود مخزونٍ من الحقد الفرنسي، لم يُعالج رغم مرور سنوات طويلة على استقلال الجزائر.
لذلك فإنّ كل فرصة تُتاح هي مناسبة لإخراج المكبوتات من اللاوعي الجمعي الفرنسي والعودة إلى «صدمة الفراق» كنقطة تثبيت في علاقة لن تكون طبيعيّة أو عاديّة، ما يجعل فرنسا في حاجة باتولوجية إلى «جزائريين» تكرّر معهم ممارسات تمّ حرمانها منها، وبالطبّع فإنّها ستجد متطوّعين لهذا الدور، في صورة كمال داود الذي قال في أحدث أغانيه على مسرح معهد العالم العربي في باريس إنه «تحرّر من الأهل لينير لهم المستقبل»، ولم يتأخر في تحذير فرنسا من فقدان إشعاعها في العالم إن هي خسرت معركتها الحاليّة مع الجزائر!
وبالطبع فقد غاب عن الكاتب العالق في «زواج مصلحة»، أنّ فرنسا أسيرة المخيال الكولونيالي لا ترى في «الجزائري» سوى مشروع ضحيّة أو ... حركي.

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com