نجح الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، في تحويل المنتخب إلى آلة تهديفية، في ظل تألق المهاجمين في المباريات الأخيرة، خاصة خلال فترة التوقف الدولي الماضي، أين تمكن الخضر في توقيع 8 أهداف كاملة في مباراتين، بمعدل 4 أهداف في كل لقاء، وهو مؤشر إيجابي، لكن في المقابل يبقى الخط الخلفي يحتاج إلى مواكبة بقية المناصب، بدليل تلقي شباك المنتخب الوطني هدفين أمام بوتسوانا وموزمبيق، حيث يعمل التقني البوسني على تحصين الشق الدفاعي، ومنذ توليه زمام العارضة الفنية صرح بأن ورشته المقبلة تتمثل في البحث عن الصلابة الدفاعية.
ووجد بيتكوفيتش بعض الصعوبات على مستوى الخط الخلفي، بالنظر إلى مشكلة الإصابات التي ضربت المنتخب قبل وأثناء التربص، تزامنا مع غياب المدافع المحوري توغاي بسبب معاناته من الإصابة، قبل أن يضطر عطال لمغادرة مباراة بوتسوانا قبل نهايتها للسبب ذاته، فيما سقط اسم فارسي عن ورقة المباراتين الأخيرتين، لعدم جاهزيته وإحساسه بآلام أيضا، مانحا الفرصة لحجام للبروز في منصب لم يتعود على المشاركة فيه مع الخضر، ليكون بذلك من بين أكبر الرابحين في «معسكر مارس»، إلى جانب قندوسي، الذي بدوره لم يفوت فرصة المشاركة كأساسي في لقاء موزمبيق، لتأكيد أحقيته بهذه الدعوة، بالنظر إلى الأداء الرائع المقدم من طرفه والانسجام الكبير بينه وبين بوداوي، وهو ما يشعل المنافسة على مستوى الوسط ، خاصة بعد عودة بن ناصر وعوار، دون أن ننسى الشاب مازة الذي أبان عن إمكانات كبيرة في الدقائق القليلة التي شارك فيها، على أمل الاستفادة من وقت أطول بمناسبة نافذة الفيفا المقبلة.
وسيحاول مدرب الخضر استغلال فترة التوقف الدولي المقبل، من أجل البحث عن تقوية خط الدفاع وذلك قبل مواصلة تصفيات المونديال شهري سبتمبر وأكتوبر، خاصة وأن بيتكوفيتش يعول على خوض «الكان» بكل قوة، للعمل على الذهاب بعيدا فيها، الأمر الذي سيجعله يحاول منح الفرصة لبعض العناصر في الودية الأولى، المقررة بالجزائر (بنسبة كبيرة أمام النيجر)، في صورة الوافد الجديد ناير في حال تجديد الثقة فيه، خاصة وأن تربص جوان سيعرف عودة توقاي، وهو ما يعني ضرورة التخلي على خدمات أحد اللاعبين على مستوى المحور.
ولا يعتبر الخط الخلفي فقط من يحتاج إلى تحصين، بل حتى مركز حراسة المرمى يعرف تنافسا كبيرا بين عدة أسماء، ولو أن مدرب الخضر لم يستقر بعد على هوية الحارس رقم واحد، في ظل عدم نجاح أي حارس في منح الاطمئنان التام، في انتظار منح الفرصة لبن بوط الذي يبقى الوحيد دون مشاركة رسمية في عهد بيتكوفيتش، دون أن ننسى الغيابات الاضطرارية للحارس ماندريا عن التربصات، وهذه المرة بسبب معاناته من الإصابة، بعدما تعذر عليه الحضور من قبل لأسباب شخصية.
ودون الناخب الوطني عديد الملاحظات في «تربص مارس»، بالموازاة مع تألق أسماء وخسارة أخرى لعديد النقاط، لكن الشيء الملاحظ هو أن بيتكوفيتش نجح في تشكيل نواة المنتخب وخلق روح المجموعة، إلى جانب وضع اللاعبين في أحسن الظروف لتقديم أفضل ما لديه، بالنظر إلى الهدوء الذي يميزه وحسن قراءته للمباريات، ناهيك عن المرونة التكتيكية وتغيير نمط اللعب كلما اقتدى الأمر، خاصة في وجود عناصر تسهل المأمورية، في صورة بن سبعيني الذي بات ركيزة في المنتخب ويمنح الاطمئنان، بفعل تطور مستواه والثقة الكبيرة في النفس التي يتمتع بها ابن مدينة قسنطينة.
تكامل الأطقم
يعتبر تكامل الأطقم أهم عامل لنجاح أي منتخب أو فريق، وهو ما يحدث حاليا مع المنتخب الوطني في عهد فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يحاول في كل مناسبة التشاور مع مساعديه والتنسيق مع أعضاء الأطقم الأخرى، في صورة الطاقم الطبي، الذي يقوم بدور مهم، بدليل المستوى البدني الذي ظهر به رفقاء محرز في مباراة موزمبيق، وإنهاء المواجهة بكل قوة، وهو ما يدل على التحضير الجيد، رغم ضيق الوقت والسفريتين الشاقتين من وإلى بوتسوانا.
حمزة.س