الفيفـــا قد تضاعف عقوبـــة بــلايـــلي
لم يكن تاريخ 21 سبتمبر 2015 عاديا بالنسبة للوسط الرياضي الجزائري، لأن المنظومة الكروية الوطنية إهتزت في ظرف زمني وجيز على وقع قضيتين من شأنهما المساس بسمعة الكرة الجزائرية على الصعيدين القاري و العالمي، سيما وأن الأمر يتعلق بحالتين مؤكدتين لتناول مواد محظورة من طرف لاعبين في البطولة الوطنية، إحداهما ثبتت في منافسة إفريقية والأخرى محليا، ما يعني بأن شبح المنشطات زحف وأصبح يهدد الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر، بعدما كانت حالات المنشطات والمواد المحظورة حكرا على رياضات أخرى فردية كألعاب القوى، السباحة، الدراجات و رفع الأثقال، ما دفع بالكثير من المتتبعين الإسراع إلى دق ناقوس الخطر، بينما أكدت الهيئات الكروية كالفاف والرابطة المحترفة حرصها على تطبيق النصوص القانونية المستنبطة من القوانين المعمول بها دوليا.فقضية مهاجم إتحاد العاصمة يوسف بلايلي نزلت على المتتبعين كالصاعقة، بعدما سلطت عليه «الكاف» عقوبة الإقصاء لمدة سنتين، إثر سقوطه في فخ المنشطات على خلفية الإختبارات التي خضع لها في مباراة الجولة الرابعة لرابطة أبطال إفريقيا أمام مولودية العلمة في أوائل شهر أوت الماضي، والتي كانت نتائج التحاليل فيها إيجابية، بثبوت تناول صانع أفراح أبناء «سوسطارة» مواد محظورة.
وبينما كان الوسط الرياضي الجزائري بصدد تشريح قضية بلايلي، التي كانت من هيئة كروية قارية، حتى كشفت الرابطة المحترفة عن ملف مطابق، يخص لاعب أمل الأربعاء رفيق بوسعيد، الذي بينت تحاليل العينات التي أخذت له خلال إخضاع لإختبار المنشطات في لقاء فريقه أمام الضيف سريع غيليزان، تناوله مواد محظورة، ليكون بوسعيد أول ضحية لإختبارات المنشطات في البطولة الجزائرية للموسم الجاري، والثاني في لائحة اللاعبين الجزائريين بعد بلايلي.
ولعل ما زاد من هول القضية إكتشاف الحالتين في نفس الفترة، تزامنا مع انطلاق الموسم الكروي الجديد، فضلا عن الإعلان عن العقوبة في نفس اليوم، وكأن الرابطة الوطنية كانت تنتظر تبليغها بعقوبة «الكاف» على بلايلي، لنشر البيان المتعلق بعقوبة بوسعيد، سيما وأن هذه الحالة هي الأولى من نوعها التي تسجل في بطولة الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، ما جعل الوسط الكروي الجزائري ينشغل بملف «المنشطات»، مع بقاء الكثير من التساؤلات مطروحة بخصوص الحالتين، لأن نتائج التحاليل كانت بمثابة تأكيد على أن كل لاعب أقدم على إستعمال مواد محظورة «رياضيا»، رغم أن بلايلي وبوسعيد يحوزان على قانون اللاعب المحترف، بتواجدهما ضمن فريقين ينشطان في الرابطة الأولى، فضلا عن توفر كل ناد على طاقم طبي يسهر على المتابعة المستمرة للحالة الصحية لجميع اللاعبين، وهذا وفقا للتوصيات التي قدمتها اللجنة الطبية التابعة للفاف، خلال الملتقى الذي نظمته لفائدة أطباء النوادي في شهر ماي المنصرم.
ص / فرطــاس
مخبر بجنوب إفريقيا صنف المادة المحظورة في خانة «مخدر»
الفيفا قد تضاعف عقوبة بلايلي إلى 4 سنوات بناء على نتائج التحاليل
كشف مصدر جد مقرب من اللجنة الطبية التابعة للفاف أمس للنصر، أن عقوبة اللاعب يوسف بلايلي قد تتضاعف من سنتين إلى 4 سنوات نافذة، بالنظر إلى محتوى التقرير النهائي الذي حررته «الكاف» بخصوص نتائج التحاليل التي خضع لها اللاعب عقب نهاية مباراة فريقه أمام البابية يوم 07 أوت 2015، لحساب رابطة أبطال إفريقيا.
مصدر النصر أوضح بأن نتائج المخبر المتخصص بجنوب إفريقيا، كشفت عن أن المادة المحظورة التي تضمنها تقرير «الكاف» مدرجة من طرف الهيئة العالمية لمكافحة المنشطات ضمن قائمة المواد «المخدرة»، وهي المعايير الطبية التي اتخذتها الفيفا في الحسبان لضبط سلم العقوبات الخاصة بالمنشطات عند إكتشاف حالات مؤكدة.
وفي هذا الإطار أشار مصدرنا إلى أن «الفيفا» عمدت إلى سن نصوص قانونية تتعلق بمحاربة المنشطات، وهي إجراءات منصوص عليها في المادة 15 من الفصل الثالث لقوانين الفيفا، حيث أن ثبوت تناول اللاعب لمواد «منشطة»، تقابله عقوبة الإقصاء من الميادين لمدة سنتين، بينما تكون هذه العقوبة مضاعفة إلى 4 سنوات نافذة، إذا أظهرت نتائج التحاليل وجود مادة «مخدرة»، ولو أن الدول الأوروبية إرتأت إدراج المتابعة القضائية وإحالة الملفات المتعلقة بالمنشطات الناتجة عن التخدير على العدالة، لكن «الكاف» وأغلب دول القارة السمراء ظلت تكتفي في نصوصها بالعقوبة الإدارية المسلطة على اللاعب.
من هذا المنطلق أكد ذات المصدر بأن بلايلي تعرض إلى عقوبة مخففة من طرف الإتحاد الإفريقي، على اعتبار أن الإقصاء لمدة سنتين لا يتماشى ومحتوى التقرير الطبي الخاص بنتائج التحاليل، لكن وفي حال إحالة ملفه على «الفيفا»، فإنه سيتم إعادة النظر في عقوبته آليا، لأن اللجنة الطبية التابعة للفيفا تعمد إلى مطابقة العقوبة مع تصنيف المادة المحظورة التي تضمنتها التحاليل، والتقرير الخاص ببلايلي يؤكد تناوله مادة «مخدرة»، عقوبتها 4 سنوات نافذة.
على صعيد آخر أشار مصدرنا بأن مثول بلايلي أمام اللجنة الطبية التابعة للفاف صبيحة الإثنين الفارط، كان تنفيذا لتوصيات «الكاف» من أجل مواجهة اللاعب بمحتوى التقرير الطبي، والإمضاء على محضر سماع، لكن تلك الجلسة- أضاف مصدرنا- جنبت بلايلي عقوبة الإقصاء مدى الحياة، خاصة لأنه اقتنع بمضمون نتائج التحاليل، وأقر بالتالي بالأفعال المنسوبة إليه، ما دفعه إلى عدم المغامرة بأخذ العينة «ب» من التحاليل، لأن هذه العينة ستكون أكثر دقة، وفي حال تثبيت تناول مادة «منشطة» فإن العقوبة ستكون الإقصاء مدى الحياة من الساحة الكروية، طبقا للمادة 15 من قوانين الفيفا الخاصة بمكافحة المنشطات، وهو إجراء تفاداه بلايلي.
ص / فرطــاس
كيفية إجراء اختبارات المنشطات
المراقبة ممكنة حتى في التدريبات وطبيب الفريق مسؤول عن اللاعب طيلة 72 ساعة
• قائمة المعنيين بالإختبارات تبقى مجهولة إلى غاية الدقيقة 75 من كل مقابلة
انتشرت قضية المنشطات في الوسط الكروي الجزائري بسرعة البرق، بمجرد تفجير قضيتي بلايلي وبوسعيد، رغم أن الفاف عمدت منذ 4 مواسم إلى تشديد الرقابة على اللاعبين منذ اعتماد بطولة محترفة، لكن عدم تسجيل حالات مؤكدة أبقى نشاط اللجنة الطبية في هذا المجال خارج مجال التغطية، من دون أي صدى إعلامي إلى غاية مساء أول أمس الإثنين.
وحسب المعلومات التي استقتها النصر من مصدر جد مقرب من اللجنة الطبية الفيدرالية، فإن الفاف قامت في سبتمبر 2014 بتكوين 15 طبيبا لضمان المراقبة الدورية للمنشطات، واستعمال المواد المحظورة من طرف اللاعبين النشطين في البطولة الوطنية، بعد استفادة هؤلاء الأطباء من تكوين قصير المدى مقترن بكيفية إجراء الإختبارات.
هذا و قد إعتمدت اللجنة الطبية الفيدرالية التي يرأسها الدكتور محمد بوغلالي نظام عمل موحد في جميع الملاعب، يقوم بموجبه الطبيب المعين من طرف الفاف بإتباع جملة من التدابير المتعلقة باختبارات المنشطات أثناء و بعد المقابلات الرسمية، حيث أن اللجنة الطبية تختار بعض المقابلات في كل جولة و توفد الأطباء المعتمدين للقيام بالنشاط المبرمج، رغم أن قوانين الفيفا تخول للجنة الطبية إخضاع اللاعبين لإختبارات المنشطات حتى في الحصص التدريبية، غير أن الإتحادية الجزائرية قررت الإكتفاء بالمقابلات الرسمية.
و تكون أولى الخطوات التي يقوم بها أطباء الفاف التواصل مع طبيب كل فريق قبيل كل لقاء رسمي، حيث يقوم الطبيب بملء إستمارة تتضمن أسماء اللاعبين المعنيين بتلك المواجهة، مع الإشارة إلى حالة كل لاعب، سيما في حال الإقدام على تناول أدوية في إطار متابعة طبية لوضعية مرضية، كما أن طبيب الفريق ـ يضيف مصدرنا ـ مسؤول عن متابعة اللاعب على مدار 72 ساعة التي تسبق المقابلة، و هو مجبر على تسجيل كل الأدوية و حتى المكملات الغذائية التي يتناولها اللاعب، لأنه و في حالة وجود دواء غير مرخص به في اللائحة الدولية يمنع اللاعب بصفة آلية من المشاركة، و يتم شطبه من التشكيلة.
ثاني الخطوات المتعلقة بإختبارات المنشطات تكون بسحب قرعة من طرف طبيب الفاف بحضور طبيبي الفريقين، حيث يتم وضع 4 أظرفة سرية من كل تشكيلة في وعاء، تتضمن أرقام اللاعبين المرشحين للخضوع لاختبارات مراقبة المنشطات، لأن قوانين الإتحادية تجبر طبيب الفاف على ضبط قائمة أولية موسعة من 4 لاعبين من كل فريق، تحسبا لأي طارئ، خاصة تعرض اللاعبين لإصابات خطيرة في الدقائق الأخيرة من المباريات تجبرهم على التنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، و عليه فإن هذا الأرقام تبقى سرية إلى غاية الدقيقة 75 من عمر اللقاء، حيث يقوم طبيب الإتحادية بإستدعاء طبيبي الفريقين لفتح الأظرفة و التعرف على أرقام اللاعبين، على أن يخضع لإختبارات المنشطات لاعبان من كل فريق بناء على ترتيب عملية السحب.
على هذا الأساس يتكفل طبيب الفريق بإشعار اللاعبين المعنيين بقرار خضوعهم لاختبارات المنشطات، على أن يقوم طبيب الفاف بأخذ العينات من «بول» اللاعبين مباشرة بعد نهاية المباراة، ليتم بعد ذلك تحويلها إلى اللجنة الطبية التي تقوم بنقل دفعة من العينات إلى مخبر متخصص في تحاليل المنشطات متواجد بالعاصمة السويسرية زيوريخ، و الذي يقوم بإرسال النتائج إلى الفاف في فترة زمنية تتراوح ما بين 10 أيام و أسبوعين.
تجدر الإشارة إلى أن الإتحادية عمدت إلى توسيع نشاط مراقبة المنشطات إلى بطولات الهواة، و ذلك منذ منتصف الموسم المنصرم، حيث تم إيفاد الأطباء المعتمدين لمتابعة مقابلات في قسم وطني الهواة و حتى بطولة ما بين الرابطات، لكن المشكل الذي طرح يتمثل في عدم توفر اغلب ملاعب الأقسام الدنيا على قاعات توجه لإجراء إختبارات المنشطات، الأمر الذي دفع باللجنة الفيدرالية إلى الإكتفاء مع مطلع هذا الموسم بمعاينة بعض لقاءات قسم الهواة، إضافة إلى مباريات الرابطة المحترفة.
صالح فرطــاس
أولى الحالات اكتشفت في بطولات الهواة
بوسعيد وبلايلي يرفعان قائمة ضحايا المنشطات في الجزائر إلى 4
تظهر الحصيلة المفصلة لنشاط اللجنة الطبية الفيدرالية أن لاعب أمل الأربعاء رفيق بوسعيد يعد ثالث حالة مؤكدة لتناول المنشطات يتم تسجيلها في البطولات الجزائرية على إختلاف مستوياتها، في ظل تصنيف قضية يوسف بلايلي ضمن حصيلة «الكاف»، في الوقت الذي تم فيه إكتشاف حالات أخرى ناتجة عن إستهلاك أدوية خلال متابعة طبية لحالة مرضية، لكن من دون بلوغ درجة تصنيف المادة «المحظورة» في درجة «المخدر».
و كانت أول حالة مؤكدة تم إكتشافها بالجزائر تخص اللاعب عبد القادر حرير من فريق وفاق عرابة من قسم وطني الهواة، و الذي سقط في فخ «المنشطات» بعد إخضاعه لإختبار عقب لقاء الدور ال32 لكأس الجزائر للموسم الماضي ضد إتحاد بلعباس، لأن نتائج التحاليل بينت إقدام اللاعب المعني على تناول مادة محظورة مدرجة ضمن لائحة المواد «المخدرة»، الأمر الذي جعل اللجنة تقرر معاقبته بالحرمان من الممارسة الكروية لمدة سنتين.
ثاني حالة تم الوقوف عندها كانت في فيفري 2015، و تورط فيها لاعب رائد غرب وهران محمد عبد الرحمان الذي كشفت نتائج الإختبارات التي خضع لها بعد لقاء فريقه بجمعية وهران في إطار الدور 16 لكأس الجزائر إستهلاكه لمادة «مخدرة» ساعات فقط قبل موعد «الديربي»، و هو ما كلفه عقوبة الإقصاء من الميادين لمدة موسمين.
و لئن كانت أولى الحالات المؤكدة التي تم تسجيلها بالجزائر تخص لاعبين من بطولة الهواة فإن الظاهرة إمتدت هذا الموسم إلى لاعبي الرابطة المحترفة، بدليل أن لاعب أمل الأربعاء بوسعيد كان ثالث ضحايا المنشطات و المواد المحظورة رياضيا، و قد تم الوقوف على هذه الحالة منتصف الأسبوع الماضي، بعد تلقي الفاف تقريرا مفصلا يتضمن نتائج التحاليل الخاصة بهذا اللاعب، ليتزامن ذلك مع قضية يوسف بلايلي التي تم إكتشافها في منافسة دوري أبطال إفريقيا.و الملفت للإنتباه أن 3 لاعبين من بين الأربعة الذين تضمنتهم قائمة المتورطين في قضايا المنشطات ينحدرون من الجهة الغربية للوطن، و لو أن مصدرا من اللجنة الطبية للفاف إعترف للنصر بأن هناك بعض الحالات التي يتم تسجيلها أسبوعيا، غير أنها ليست بنفس درجة الخطورة، و لا تستحق العقوبة، كونها ناتجة عن تصرفات فردية من اللاعبين، على خلفية تناول أدوية في إطار العلاج، من دون إشعار طبيب الفريق، سيما منها ما يتعلق بالزكام.هذا و قد سنت الفاف نصوصا قانونية مقترنة بنشاط مراقبة المنشطات، حيث أن اللاعب الذي يرفض الخضوع للإختبارات يكون موضوع تقرير مفصل يعده الطبيب الموفد من طرف الفاف، و العقوبة المسلطة عليه تكون 6 أشهر نافذة، في حين أن الحالات المؤكدة لتناول مواد محظورة عقوبتها الإقصاء من الملاعب لمدة سنتين طبقا للمادة 109 من دليل العقوبات، من دون تحميل أية مسؤولية للفريق، و لو أن المادة 113 من نفس القانون تخول للفاف حق تجريد الفريق من النقاط و حتى إعتماد قرار إسقاطه و شطبه من الترتيب النهائي في حال تورط أكثر من لاعب من ذات الفريق في قضايا تناول المنشطات خلال نفس الموسم الكروي.
ص / فرطــاس