120 ألـف هكتـار من الأراضـي الفلاحيـة غيـر مستغلـة
كشف مصدر مسؤول من مديرية الفلاحة بولاية سوق أهراس، أن 120 ألف هكتارا غير مستغلة في النشاط الفلاحي من إجمالي مساحة صالحة للزراعة بأكثر من 300 ألف هكتار. وذكر المسؤول أن الاستراتجية التي يستلزم اتباعها من أجل استرجاع هذه المساحات الهامة، هي تشجيع زراعة الأعلاف وبأن هذه المساحة إن استغلت في الأعلاف الخضراء أو اليابسة و البقوليات كزراعة العدس الذي اعتبر تجربة غائبة في النشاط الفلاحي رغم أنه لا يكلف كثيرا، كفيلة بوضع تلك المساحات الزراعية المهمة حيز الإستغلال. و أبرز المسؤولون خلال اليوم الدراسي الذي نظمته مصالح الفلاحة بحر الأسبوع الماضي ان القرض الرفيق لا يقتصر على الحبوب فقط، بل تعدى إلى البقول الجافة، و كل هذه التسهيلات تحتاج إلى بلورة ميدانيا من خلال حملات تحسيسية من طرف الجهات المعنية حتى تقرب الفكرة للفلاحين وتزيل عنهم الشكوك التي مازالت تراودهم.
و تحدثت مصالح الفلاحة أن بعض الأنشطة الفلاحية مازالت تحت الستار على غرار زراعة العدس وبعض البقول الأخرى التي يمكنها أن تغطي السوق المحلي وتحقق الاكتفاء الذاتي، وأن هذا النوع من البقول الجافة مطلوب بقوة لدى العائلات مما يشير أن الطلب عليه كبير ولكن ثقافة زراعة بعض البقوليات الجافة مازالت شبه غائبة، رغم أن كل الظروف مساعدة لتشجيعها والخوض فيها و تطوير زراعة البقوليات من عدس وحمص وفاصوليا وفول لتغطية حاجيات السوق واستحداث مناصب شغل للشباب. تجربة زراعة العدس ما زالت محل تخوف الفلاحين على مستوى الولاية تذكرنا بتجربة زراعة التين الشوكي في بدايتها حيث كانت هذه التجربة شبه مستحيلة، لكن هذه التجربة عرفت تطورا ملحوظا منذ سنة 94 حيث وصلت المساحة المزروعة بهذا النوع من النبات إلى 7000 هكتارا ولاقت الدعم الذي أولته الدولة من خلال الدعم الفلاحي للمهتمين بهذا النبات، و الآن تشهد ولاية سوق اهراس مرحلة الانتقال من مرحلة الزرع إلى مرحلة التحويل من خلال الاستفادة من الخبرات الأجنبية التي زارت الولاية والتي عبرت عن إعجابها بالمادة الخام المتوفرة بالولاية، و التي تمكنها أن تكون رائدة في هذا الجانب مع العلم أنه تم اختيار بلدية سيدي فرج الحدودية منذ سنوات لتجسيد هذا المشروع جراء مناخها الجاف، الذي ساعد على نجاح التجربة من طرف بعض الخواص.
وبالمناسبة تم انطلاق وحدة مختصة في معالجة الصبار الشوكي «الهندي» بمنطقة الشقاقة وهي استثمار لأحد الخواص يتربع على مساحة 5000 متر مربع هذه التجربة تسير بخطى ايجابية نحو تطوير هذا النوع من النبات الذي أثبتت الخبرات أنه يستعمل في استخراج مواد التجميل العالمية.
و كان استغلال الصبار الشوكي محل ملتقى دولي بسوق أهراس منذ سنتين نظم من طرف المحافظة السامية للسهوب والذي عرف وقتها مشاركة 10 خبراء أجانب قدموا من المكسيك، البرازيل، فنزويلا، ايطاليا، البرتغال، موريتانيا، تونس، المغرب حيث كان هذا الملتقى فرصة لتبادل تجارب المتقدمة حول زراعة الصبار»الهندي» والفوائد التي يمكن ان يحققها في الاقتصاد والتنمية المحلية. وقد أكد ممثل المحافظة السامية للسهوب وقتها أن هذا الملتقى يعتبر الأول من نوعه و يدخل في إطار التنمية الريفية على مستوى المناطق الجافة وكذا الاستفادة من كل الخبرات الأجنبية في تطوير هذا الإنتاج، خاصة وأنه يساهم في توفير المواد الصيدلانية وكذا الأعلاف و المصبرات والمواد الغذائية واستخراج الزيوت. وقد أكد الخبراء الأجانب الذين عرضوا تجارب دولهم التي نجحت في استغلال الصبار الشوكي ما يفيد، بأنه سيكون منتوجا يساهم في التنمية المحلية و له تأثيره الايجابي في التوازن الايكولوجي.
ف/غنام