تاريخ الحركة الوطنية و حرب التحرير بقسنطينة و نواحيها محور ملتقى دولي يناقش بداية من اليوم و على مدار ثلاثة أيام، باحثون
و أساتذة من جامعات الجزائر و مراكز بحث دولية، تاريخ الحركة الوطنية و حرب التحرير بقسنطينة ونواحيها، و ذلك في إطار فعاليات ملتقى دولي من تنظيم دائرة الملتقيات و المؤتمرات لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، الملتقى يسلط الضوء على جوانب جديدة من تاريخ النضال ضد المستعمر بناحية قسنطينة، تمهيدا لكتابة هذا التاريخ بشكل سليم مبني على أسس علمية ممنهجة ، تفصل بين الحديث عن الماضي و توثيق الذاكرة الوطنية.
الملتقى يحتضنه إلى غاية 11 نوفمبر الجاري فندق ماريوت بقسنطينة، و يعرف برمجة جملة من المحاور الهامة التي لم تحظ بقدر كاف من الاهتمام و البحث مسبقا، كما أوضحه رئيس دائرة الملتقيات بالتظاهرة الدكتور سليمان حاشي، خلال ندوة صحفية نشطها أمس رفقة عدد من الأساتذة و الباحثين من قسنطينة، تم خلالها التأكيد على أن الملتقيات التاريخية ليست بالعقم الذي يعتقده البعض، بل هي ضرورية لإنتاج مادة وثائقية قيمة، تدخل في إطار مسعى كتابة تاريخ الثورة المجيدة، خصوصا
و أن مرحلة العزاء قد انتهت ،حسبه ، و بدأت الآن مرحلة القراءة في صفحات كتاب جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
من جهتها أضافت الباحثة الأكاديمية وردة طنقور، بأن جانبا هاما من تاريخ النضال التحريري الجزائري لا يزال منسيا، بسبب غياب البحث العلمي في هذا المجال، مشيرة إلى أن جل الأبحاث التي تختص بالثورة التحريرية، تجري في الخارج من قبل باحثين من فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية، معلقة بأنه من غير المنطقي أن نستمر في الاعتماد على الآخرين لكتابة تاريخنا،في وقت وجب على الجزائر أن تأخذ بجدية أكبر مهمة كتابة تاريخها بنفسها، خصوصا في ظل الانفتاح الحاصل حاليا و تغير بعض الذهنيات التي كانت في وقت سابق ترفض الحديث عن بعض جوانب هذه المرحلة، مؤكدة بأن أول جيل من المؤرخين الجزائريين للثورة ، قد ولد الآن بعد 60 سنة من الاستقلال.
و من بين أبرز المحاور المطروحة للنقاش، محور الحركة الوطنية في الأوراس في الحرب العالمية الثانية، و كذا الاحتفالات بالذكرى المئوية لاحتلال قسنطينة و موقف القسنطينيين منها، محور مدينة قسنطينة و المنظمة الخاصة، دور الصحافة في البحث التاريخي، إضافة إلى محاور أخرى كاللجان المختلطة لوقف إطلاق النار، عبد الحميد بن باديس وجوه جزائرية، من الحركة الاشتراكية بعمالة قسنطينة، الأغنية الوطنية في الأوراس و منطقة القبائل، و مواضيع ذات صلة كالسينما الثورية، سيناقشها باحثون من جامعات قسنطينة، وهران و الجزائر، و كذا باحثين من تركيا و إنجلترا و فرنسا و الولايات المتحدة لأمريكية.
و يأتي هذا الملتقى ،حسب الأستاذ عبد الله بوخلال، رئيس جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة، كتتمة لأعمال مجموعة من الملتقيات التاريخية التي سبق لقسنطينة أن احتضنتها ، حفاظا على الذاكرة الوطنية الثورية حية ، و نقل شهادات مجاهدين و مجاهدات عاشوا الثورة، و ساهموا في تحرير الجزائر و قبل ذلك تحرير فرنسا من النازية، إذ تعد معركة التحرر بقسنطينة خير مثال على نضال شعب عذب، و استشهد في سبيل الاستقلال.
نور الهدى طابي