التدخلات العسكرية الأجنبية رافقها انتشار للمجموعات الإرهابية
اعتبر وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أمس الاثنين بدكار، أن المساهمة النوعية التي قدمتها الجزائرللجهود من أجل السلم والمصالحة بمالي تشكل إثراءً لعقيدة وممارسة الوساطة، مشيرا إلى أن التدخلات العسكرية الأجنبية قد رافقها انتشار للمجموعات الإرهابية التي تعمل في دول مثل ليبيا على تكريس اللاإستقرار المزمن تغذيه الصراعات بين الأشقاء.
وأكد الوزير في مداخلة له في منتدى دكار «حول السلم والأمن» في افريقيا أن «المساهمة النوعية التي قدمتها الجزائر للجهود من أجل السلم والمصالحة بدولة مالي تشكل بالتحديد وبمختلف الأوجه إثراء لعقيدة وممارسة الوساطة التي تم تبنيها بعد طلب تقدم به بصفة مباشرة الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 18 جانفي 2014 «.
وذكر لعمامرة في هذا المنتدى باجتماع «الحركات السياسية العسكرية لمناطق شمال مالي في جوان 2014 بالجزائرفي قطبين «التنسيقية» و»الأرضية» و اللتين وافقتا على الوساطة وعلى المبادئ التي تؤطرها».
وقد تم لهذا الغرض - يضيف الوزير- «التوقيع على خارطة طريق يوم 24 جويلية وتأسيس رسميا فريق وساطة دولية شاملة برئاسة الجزائر» مؤكدا بأن «شمولية و جماعية الوساطة من الخصائص المميزة لهذا المجهود الجماعي الذي جمع قرابة السنة البلدان المجاورة لمالي و المنظمات العالمية».
وتتشكل هذه المنظمات العالمية المشاركة في هذه الوساطة من (منظمة الأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة المدمجة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي-مينوسما ( و الجهوية - الاتحاد الإفريقي الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي) والإقليمية (المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا- سيداو).
و قد ساهمت كل من فرنسا والولايات المتحدة في هذا الجهد أيضا في إطار فريق وساطة موسع وكذا بواسطة تفاعلاتهما مع مختلف الأطراف في مالي كما أكده ممثل الجزائر.
من جهة اخرى، اعتبر الوزير «اتفاق السلم والمصالحة الذي تمخض عن مسار الجزائر والذي تم التوقيع عليه ببماكو على مرحلتين يومي 15 ماي و20 جوان 2015 اتفاق مثالي باعتباره يحدد وبأكثر دقة ممكنة» - كما قال - إطار ودعائم مسار الخروج من الأزمة (مسائل سياسية ومؤسساتية دفاع وأمن تنمية مصالحة عدالة انتقالية ومسائل إنسانية) «.
وأشار الوزير في هذا الصدد الى أن «مثالية هذا الاتفاق تكمن كذلك في الالتزام العضوي للمجموعة الدولية إلى جانب الأطراف المالية في إطار المسار الواسع والمعقد للتنفيذ ضمن «لجنة المتابعة» ومقرها ببماكو تحت رئاسة الجزائر لضمان مواصلة الجهود وانسجام المساعي الداخلية والدولية للتصور ولإنجاز ودعم ورشات السلم والمصالحة».إن «الارهاب والجريمة العابرة للحدود» - يقول الوزير- «أعداء نشطين للوساطات بحيث أن نجاح هذه الأخيرة سيحرمهم من أرضيتهم الخصبة».ويرى ممثل الحكومة أن «الانتفاضات الشعبية التي أدت إلى تدخلات عسكرية أجنبية قد رافقها انتشار للمجموعات الإرهابية التي تعمل في دول مثل ليبيا على تكريس اللاإستقرار المزمن تغذيه الصراعات بين الأشقاء».
ق و