تــــورط 260 قاصــــرا في قـــــضايا الإجـــــرام بقالمــــــة
أحصت الشرطة القضائية بقالمة تورط ما لا يقل عن 260 طفلا قاصرا في قضايا الجنوح بالوسط الحضري سنة 2014 بقالمة و تورطوا في جرائم خطيرة تتعلق بالأفراد و الاقتصاد و المالية و الممتلكات العمومية و الخاصة و الأسرة و الآداب و النظام العام و المخدرات.
و كشفت الشرطة عن أرقام مقلقة حول الجرائم التي تورط فيها القصر أو شاركوا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، و تأتي قضايا الاعتداء على الأشخاص في مقدمة الأنشطة الإجرامية التي تستهوي الأطفال القصر بمدن ولاية قالمة بنسبة تفوق 50 بالمائة من مجموع الأطفال الجانحين، الذين تورطوا في مختلف القضايا التي عالجتها الشرطة القضائية سنة 2014، تليها قضايا السرقات و الاعتداء على الممتلكات بنسبة 34 بالمائة من مجموع القصر الذين تم توقيفهم و إخضاعهم للإجراءات القضائية .
و في مجال الجنايات و الجنح ضد الشيء العمومي أوقفت الشرطة 15 طفلا قاصرا و في قضايا الأسرة و الآداب العامة تورط 6 قصر و في قضايا المخدرات 4 أطفال قصر، و أخيرا قاصر واحد في القضايا الاقتصادية و المالية الكبرى.
و مقارنة بسنة 2013 فقد عرفت السنة الماضية ارتفاعا في عدد القصر الجانحين الذين وقعوا بين أيدي الشرطة بقالمة بنسبة 2.3 بالمائة.
و رغم تنامي ظاهرة جنوح القصر في الوسط الحضري بقالمة فإن بعض الجرائم عرفت تراجعا كبير من حيث تورط القصر فيها كالمخدرات و المؤثرات العقلية بسبب الحملات المكثفة التي تستهدف عصابات المتاجرة بالمخدرات و المروجين و المستهلكين.
و قد أودع الكثير من الأطفال القصر مراكز رعاية الأحداث بعد أن أثبتت التحقيقات الجنائية تورطهم الفعلي في قضايا الإجرام.
و يرى متتبعون لقضايا الإجرام و العنف بقالمة و مختصون في شؤون التربية و سلوك الأحداث بأن انسحاب الأسرة من مسؤوليتها الاجتماعية و الأخلاقية قد أدى إلى تفاقم الوضع و ظهور ما يعرف بأطفال الشوارع بمدن ولاية قالمة، حيث أصبحوا منتشرين في محطات الحافلات و الأسواق و الساحات العمومية و المقاهي تحت غطاء ممارسة تجارة الطاولات، و حمل البضائع و السلع و العمل غير الشرعي لدى كبار التجار و حتى لدى بعض مقاولات البناء.
و كان مدراء مؤسسات تربوية بقالمة قد اشتكوا من العنف المتفشي بالوسط المدرسي و قالوا في ملتقى حول عنف الشباب عقد بقالمة مؤخرا، بأن المدرسة قد تعرضت لاختراق خطير من طرف منحرفين جروا القصر إلى مستنقع العنف و الإجرام، و صارت ساحات المؤسسات التربوية مسرحا للعنف بين التلاميذ كما حدث مؤخرا بمدرسة ابتدائية بمدينة حمام دباغ حين قتل تلميذ زميله بضربة حجر على الرأس بسبب خلاف داخل القسم.
و انتشر العراك و الكلام البذيء و الاعتداء على المارة و الممتلكات على نطاق واسع بين الأطفال بشوارع المدن بولاية قالمة، و هي ظاهرة مقلقة و مخيفة لم تكن موجودة قبل سنوات قليلة.
و لم يعد بعض الأطفال بالأحياء الشعبية الفقيرة يترددون في فرض منطقهم على الكبار، فيخربون الأرصفة و الطرقات و أعمدة الإنارة العمومية و إشارات المرور و يرشقون المنازل بالحجارة و يمارسون ألعابا خطيرة و يدخنون دون أن يصدهم أحد، مما يشجعهم على الاستمرار في تعلم مزيد من السلوكات المدمرة، و تطوير أساليب العنف حتى يبلغوا مرحلة الإجرام و يتحولوا إلى ضحايا مجتمع اتخذ موقع المتفرج على عنف مدمر بدأ ينتج جيلا جديدا من الأطفال الجانحين، الذين سيصبحون مجرمين خطيرين في المستقبل بعد أن دخلوا مراكز الشرطة و أروقة المحاكم و مؤسسات إعادة التربية في سن مبكرة.
فريد.غ