التلميذ عبد الجليل بوهنتالة يتقن اللغة الألمانية بمتابعة أفلام الكارتون
يحظى التلميذ عبد الجليل بوهنتالة بإعجاب شديد من كل من عرفه عن قرب، أو تواصل معه عبر وسائط الاتصال الاجتماعي، لأنه تمكن من إتقان عدة لغات من بينها اللغة الألمانية التي اكتسبها عن طريق متابعته للرسوم المتحركة في الصغر، دون أن يلج مدرسة متخصصة أو يتلقى دروس دعم . تعد الصدفة عاملا رئيسيا في تعلم التلميذ بوهنتالة اللغة الألمانية، دون سند من عائلته أو تلقيه لدروس الدعم ،لقد تابع فقط ، كما قال ،أفلام كارتون في سن مبكرة عبر النظام التماثلي الذي كان يستقبل في السابق عددا محدودا من القنوات، فانصب اختياره و ركز متابعته على إحدى القنوات الألمانية من الصباح إلى المساء. كان عبد الجليل آنذاك ،لا يتجاوز ست سنوات، و كانا والداه منشغلين في مهام خارج البيت ،فتكون لديه مع مرور الوقت، رصيدا لغويا لا بأس به، إلى أن اكتشفت عائلته بالصدفة بأنه يتحدث بطلاقة كبيرة اللغة الألمانية.
انتابت الوالد شكوك حول قدرة الابن على اكتساب لغة ثانية في بيئة غير بيئته الأصلية، وتعزز نفس الشعور لدى الطاقم التربوي بمجرد التحاقه بالمدرسة، حيث قام باختبار مستواه وإمكانياته عن طريق أستاذ متخصص. قال عبد الجليل بأنه حصل في شهر ديسمبر 2014 من فرع معهد غوتة للألمانية بالجزائر العاصمة، على شهادة مستوى تسمح له بتدريس هذه اللغة، وكذا مواصلة الدراسة بألمانيا ،إن رغب في ذلك ،دون المرور على اختبار اللغة،مشيرا في ذات الصدد :"كنت أظن بأنها لغتي الأم ،لاسيما وأنني كنت أجد سهولة كبيرة في نطقها ومتعة في التعبير بها ،دون أن أعرف أصلها." مضيفا في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك :"لقد احتار والداي منذ البداية في اللغة التي أتحدث بها، وكثيرا ما وجدا صعوبة في التعرف على ما أريد أنا وأختي التي تكبرني قليلا ،إلى غاية أن اكتشف الوالد ،بعد جهد ،بأنها اللغة الألمانية، و قد ساعدني في ما بعد في البحث عن مراجع خاصة بهذه اللغة لأتقنها كتابة» . يحظى ابن بلدية بئر التوتة بباتنة، التلميذ عبد الجليل بوهنتالة ،البالغ من العمر حاليا 15عاما ،بإعجاب شديد من كل من عرفه عن قرب ،أو تواصل معه عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ،حيث أضحت صفحته ، التي تتضمن عدة فيديوهات من بينها روبورتاج أنجزه التلفزيون الجزائري حوله ،لفائدة حصة «جيل شباب» وصور خاصة في المدرسة وفي الحفلات التي تم تكريمه فيها، تستقطب عدد معتبرا من المعجبين مع خالص الأمنيات له بالمزيد من الجهد و المثابرة لتحقيق أهدافه. عبد الجليل تلميذ نشيط ومجتهد ،يدرس حاليا في السنة الأولى علوم تجريبية، و يطمح لنيل شهادة البكالوريا بامتياز، حتى يتسنى له ـ كما قال ـ الانتساب إلى كلية الطب في تخصص جراحة القلب .و يعد بمثابة الشعلة التي تنير درب الآخرين خصوصا الفئات المترددة و المتقاعسة عن التعلم فهو ـ كما أكد ـ لا يعرف المستحيل .
هشام. ج