تفجيرات باريس قد تستغلها فرنسا للتدخل عسكريا في ليبيا
• المرحلة القادمة ستكون صعبة على الجالية الجزائرية في فرنسا
قال المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية الدكتور مناس مصباح، أمس الأحد، أن الخوف الأكبر هو أن يتم استغلال ما حصل في باريس من خلال ربطه بتنظيم داعش للتدخل في الحالة الليبية ، ما سيعقد المشهد الليبي أكثر ويؤثر على الأمن الإقليمي ومن ضمنه الأمن الجزائري، مضيفا أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة صعبة على الجاليات العربية والمسلمة في فرنسا وعلى رأسها الجالية الجزائرية.
وأوضح مناس مصباح، أن الجالية الجزائرية بدأت تتعرض للمضايقات بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس، وأضاف أن الجالية الجزائرية كانت قد عرفت الكثير من المضايقات منذ أحداث شارلي إيبدو بالرغم من أن المسؤولين الفرنسيين يقولون أنهم يميزون بين هذه الجماعات الإرهابية وبين الإسلام، لكن مع ذلك يضيف نفس المتحدث، فإن الجالية المسلمة وعلى رأسها الجالية الجزائرية ستخضع للكثير من القيود والضغوطات في الأشهر القادمة وليس في الأيام القادمة فقط . واعتبر مناس مصباح في تصريح للنصر، أن التخطيط لهذه الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس ليس تخطيطا عاديا بل فيه احترافية عالية وتنظيم وتدقيق وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام لأن الأمر ليس بسيطا، مشيرا إلى تخوف السلطات الفرنسية من هجمات أخرى. وأضاف المحلل السياسي، أن الخوف هومن استعمال هذه الأحداث للتدخل في الحالة الليبية أكثر مما هي عليه وذلك ما يعد استهداف لأمن المنطقة و لأمن الجزائر. وقال «أنه مادام هناك تواجد لداعش في ليبيا أو سوريا سينظر إليه على أنه تهديد للأمن الفرنسي أو الأوروبي بصفة عامة»، حيث لم يستبعد تدخلا فرنسيا في ليببا في الأشهر القادمة، في إطار تحالف دولي تكون فرنسا هي رأس الحربة لكن التحرك سيكون تحت إشراف الولايات المتحدة ، على حد تعبيره، موضحا أن هناك توجها لتسويات بالنسبة للحالة السورية بعد هجمات باريس، وبالتالي التفرغ للحالة الليبية للتعامل معها أمنيا أو بطرق أخرى . وأكد نفس المتحدث، أن ما يحدث في الإقليم سواء في ليبيا أو في مالي هو بطريقة أو بأخرى تطويق للحالة الجزائرية وبالتالي أي تدخل عسكري غربي يزيد من تعفن الوضع الأمني، وهذا من الطبيعي أن يؤثر على الجغرافيا الجزائرية. وأوضح ، أن حجم التهديد الإرهابي كما كانت تقول الجزائر دائما يجب أن ننظر إليه على أنه أخطبوط يشمل الجميع، وبالتالي يجب أن يكون هناك تنسيق دولي لمحاربة الإرهاب، مضيفا في السياق ذاته، أن ما وقع في باريس بغض النظر عمن تسبب فيه، سيقود إلى هذه القناعة حيث سنشهد في المستقبل المزيد من التنسيق فيما يتعلق المكافحة الدولية للإرهاب وإن كان هناك من يستغل هذه الأحداث لأجندات أخرى.
مراد ـ ح