أكثر من 400 جزائري يملكون 671 مليون أورو في بنك بجنيف
فجرت صحيفة لوموند الفرنسية وعدد من وسائل الإعلام الدولية، فضيحة جديدة هزت عرش المنظومة المصرفية السويسرية، وكشفت خبايا السرية المصرفية، والمساعدات البنكية التي سمحت لأكثر من 100 ألف زبون من التهرب الضريبي، وضمت القائمة أسماء ملوك وقادة دول ومسؤولين كبار، ورجال أعمال وممثلين، بل وحتى ربات بيوت، وبرزت الجزائر ضمن القائمة، وأحصى التقرير 440 جزائريا يملكون أرصدة بقيمة إجمالية تقارب 600 مليون دولار.
كشفت عدة صحف دولية، خفايا السرية المصرفية في سويسرا بعد وصولها إلى معلومات سربها خبير المعلوماتية أرفيه فالشياني الذي كان موظفا في مصرف «إتش أس بي سي» في جنيف. والفضيحة التي تعرف ب»سويس ليكس» تلقي الضوء على ممارسات التهرب الضريبي فتكشف تفاصيل الآلية التي اعتمدها مصرف «إتش أس بي سي» في سويسرا لمساعدة عدد من عملائه على إخفاء أموال غير مصرح بها.
القائمة التي نشرتها صحيفة «لوموند» ضمت أسماء عدة أشخاص، من دول المغرب العربي وأوروبا والشرق الأوسط، وكان لافتا ظهور الجزائر في القائمة، حيث كشفت اليومية الفرنسية، في سلسلة فضيحتها «سويس ليكس» التي تنشرها مع 60 وسيلة إعلامية عبر العالم، أن 590 جزائريا فتحوا حسابا في بنك «أش.أس.بي.سي بريفايت بانك» بجنيف برصيد إجمالي بلغ 671 مليون أورو. وذكر التقرير أن احد الأرصدة مرتبط بزبون واحد قام بإيداع 34 مليون دولار. وقال تحقيق «مجمع صحافة التحري»، أن حسابات الجزائريين فتحت في البنك البريطاني عبر فرعه بجنيف السويسرية وجاء في التحقيق أن 440 حساب ذي صلة بالجزائر تم فتحه بالبنك في سويسرا ومن بين هذه الحسابات هناك 10 بالمائة يحملون جواز سفر جزائري، ولم يذكر التحقيق أسماء البعض من هؤلاء.
واحتلت الجزائر المرتبة 55 ضمن قائمة من بين 203 دولة عبر العالم التي ذكرها التقرير، والتي يحوز مواطنوها إلى أرصدة بالعملة الصعبة في فرع البنك البريطاني «اش.أس.بي,سي» بجنيف، وتمثل عائدات الأموال المحولة بطرق غير شرعية إلى الخراج، خلال الفترة بين نوفمبر 1970 و 31 مارس 2007، ولا يشمل التقرير الأموال التي تم إيداعها بعد هذا التاريخ، ولم يشر التقرير إلى أسماء مالكي الأرصدة والذين يحملون الجنسية الجزائرية، لكن الصحيفة الفرنسية، ذكرت بأنها ستنشر لاحقا أسماء المسؤولين وأرقام الأرصدة والمبالغ المودعة.ويمنع القانون الجزائري، أي مواطن من جنسية جزائرية، حيازة رصيد مالي بالخارج، انطلاقا من أموال محولة من الجزائر، من دون الحصول على ترخيص رسمي، إلا أن العديد من المتعاملين يقومون بعمليات تحويل مالي في إطار التجارة الخارجية لتحويل أموال ضخمة إلى الخارج تنتقل عبر وسطاء لتصب في الأخير في أرصدة الأشخاص المعنيين.
وعلى مدى سنوات عديدة بقيت المعلومات التي نسخها إرفيه فالشياني، المهندس المعلوماتي الذي كان يعمل في الفرع السويسري للمصرف البريطاني، حكرا على القضاء وعلى بعض المصالح الضريبية ولو أن بعض العناصر تسربت إلى الصحافة.وحصلت صحيفة لوموند على المعطيات المصرفية لأكثر من مئة ألف من عملاء المصرف ووضعت المعلومات في تصرف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في واشنطن، الذي تقاسمهم بدوره مع وسائل إعلام دولية أخرى. وأوضحت الصحيفة أن عددا من الشخصيات الفرنسية والأجنبية استخدمت هذه الآلية للتهرب الضريبي. ومن أبرز الأسماء التي وردت في مختلف وسائل الإعلام العاهل المغربي محمد السادس والعاهل الأردني عبد الله الثاني فضلا عن شخصيات من عالم الأزياء والاستعراض والرياضة.
وذكرت صحيفة «لوموند» أن جاك ديسانج مؤسس شبكة صالونات تصفيف الشعر، كان يملك بحسب البيانات التي أطلعت عليها لوموند، حسابا في الفرع السويسري لمصرف إتش أس بي سي بقيمة وصلت إلى 1,6 مليون يورو بين 2006 و2007. وأشارت لوموند إلى أنه من العملاء الذي عمدوا بعد ذلك إلى تسوية أوضاعهم دفع غرامة. ونشرت «لوموند» على موقعها ردا من بنك «إتش أس بي سي» أفاد فيه المصرف أنه يقر بـ»مخالفات ماضية» لكنه يؤكد أنه قام منذ سنوات بمبادرات كثيرة لمنع اللجوء إلى خدماته للتهرب الضريبي أو لتبييض أموال. وقال إنه اتخذ البنك خطوات لضمان عدم استخدام عملائه لحسابات سرية مصرفية كوسيلة للتهرب من الضرائب في بلدانهم الأصلية.
أنيس نواري