13 عائلة تضرم النار في ساحة مدرسة للمطالبة بالترحيل
قامت صباح أمس العائلات المقيمة داخل الأكواخ القصديرية بمدرسة محمد بوعمامة الابتدائية ببلدية صالح بوالشعور بولاية سكيكدة، بحركة احتجاجية أغلقت خلالها بوابة المدرسة، و منعت التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة مع اضرام النار في الساحة، بدعوى تأخر السلطات المحلية في الاستجابة لوعودها بترحيلها إلى سكنات جديدة أو بالسماح لها بالبناء في مكان إقامتهما.
السكان نددوا بما وصفوه «تهرب السلطات المحلية»، داعين إياها في نفس الوقت إلى تحمل المسؤولية عن أي انزلاق قد يحدث، في ظل استمرار الوضعية على حالها رغم مرور عقود من الزمن، مهديين في ذات السياق بتصعيد الاحتجاج ما لم تتدخل السلطات المعنية لإيجاد حل في القريب العاجل.
المحتجون وجدناهم عند تنقلنا للمنطقة في قمة الغضب والاستياء، وتحدثوا بمرارة كبيرة عن المعاناة اليومية التي يلاقونها داخل بيوت قصديرية هشة تفتقر لأدنى ضروريات الحياة.
وذكر شيخ في السبعين من العمر قدم نفسه على أنه ابن مجاهد، بأن اقامتهم بالمكان تعود إلى سنوات الستينات أي قبل تشييد المدرسة سنة 1991، والآن يشتركون مع التلاميذ في فناء المدرسة و يقتسمون معهم مساحتها الترابية وحتى المراحيض، في مفارقة غريبة جدا في قطاع التربية بالولاية.
و أشار المتحدث إلى أن الوضعية تعقدت أكثر بتضاعف عدد العائلات من 4 الى 13 عائلة حاليا، حيث لا يعرفون طعم الراحة بسبب الضجيج الكبير، حيث لا يفصلهم أي حائط أو سياج، فضلا عن تحول المدرسة إلى وكر للمنحرفين لشرب الخمر وتعاطي المخدرات وممارسة الرذيلة، مما سبب لهم انزعاج كبير وخوف دائم على أطفالهم في ظل انعدام ظروف تمدرس مريحة.
وأشار آخرون بأنهم سبق وأن تقدموا بشكاوي عديدة للسلطات المحلية يطلبون من خلالها السماح لهم بالبناء في مكان اقامتهم أو بترحيلهم إلى سكنات جديدة، و حملوا المسؤولية للمسؤولين المتعاقبين على البلدية.
وقد تنقلت السلطات المحلية و مصالح الأمن وتمكنت من اقناع المحتجين بتوقف الاحتجاج مع تقديمها التزام بترحيلهم في أقرب وقت. من جهة ثانية شهدت مدينة سكيكدة احتجاجا ثانيا، بقيام العشرات من ضحايا مكافحة الإرهاب بالتجمهر أمام مقر الولاية للمطالبة بتوزيع السكنات في إطار البرنامج الوطني لفائدة هذه الفئة.
و ذكر المحتجون أنهم تحصلوا على قرارات الاستفادة في شهر مارس 2014 على أن يستفيد كل واحد منهم في مكان إقامته، لكن الأمور ظلت على حالها وفي كل مرة يتلقون وعودا بدون تنفيذ، كما تساءل العديد منهم عن مصيرهم بسبب انعدام مشاريع سكنية في مكان إقامتهم، وطالبوا من الجهات المعنية النظر في وضعيتهم المعقدة.
كمال واسطة