الأفارقة يرغبون في الإستفادة من تجربة الجزائـر في استرجاع السلـم و المصـالحة الوطنـية
أعرب أمس، وزير خارجية البورندي «آلان أيم نياميتو» عن إهتمام بلاده بالإستفادة من التجارب التي إنتهجتها الجزائر من أجل إسترجاع الأمن والسلم وتفضيل مقاربة الحلول السلمية والسياسية للأزمات مثلما تضمنه ميثاق المصالحة
وهو ذات الموقف الذي أشاد به بعض ممثلي البلدان الإفريقية خلال تدخلاتهم على مدار ثلاثة أيام من أشغال
اللقاء الثالث للسلم والأمن بإفريقيا.
أعلن وزير خارجية البورندي أمس على هامش لقاء ثنائي جمعه بوزير الخارجية رمطان لعمامرة أن البورندي يعمل من أجل فتح سفارته بالجزائر في غضون السنة المقبلة وهذا بالنظر للجالية البورندية المتواجدة بالجزائر ومتطلباتها، كما أن البورندي لا زال يستفيد من الخبرات الجزائرية في جميع المجالات، آملا في حديثه أن يتم تثمين هذه العلاقات الثنائية الجيدة وتوسيعها أكثر. وفي ذات السياق، نوه المتدخلون في تقاريرهم بالإنجازات التي تحققت في الجزائر من خلال تفعيل توصيات الملتقيين الأول في 2013 والثاني في 2014 حول السلم والأمن، وعلى رأس هذه النتائج تم خلق تمثيل إفريقي في مجلس الأمن الأممي بثلاثة مقاعد غير دائمة العضوية وإنشاء قنوات تواصل بين هؤلاء الأعضاء ونظرائهم في الإتحاد الإفريقي، وكذا إنشاء المجموعة الإفريقية في هيئة الأمم.
وخرج المشاركون في الدورة الثالثة للقاء رفيع المستوى حول الأمن والسلم في إفريقيا التي إنعقدت بوهران، بعدة توصيات أجمع خلالها المشاركون على ضرورة إحداث نقلة نوعية في التعاون بين الأفارقة وترقية أدائهم في هيئة الأمم المتحدة خاصة من خلال ممثليهم الثلاثة غير الدائمين في مجلس الأمن الأممي والسعي من خلال هذا للحصول على العضوية الدائمة مستقبلا وعلى فرض القرارات الإفريقية على الراي العام الدولي وكذا المشاركة الفعالة في معالجة القضايا الإفريقية في المنظمة الأممية. ونوه الجميع بمقترح الجزائر من أجل عقد الدورة الرابعة للأمن والسلم في إفريقيا بوهران في ديسمبر 2016، في خطوة نحو ترسيم الموعد بالجزائر.
فبعد مداولات ومشاورات على مدار ثلاثة أيام بمركز الإتفاقيات بوهران، حول قضايا السلم والأمن، توجت النقاشات بتأكيد المشاركين على ضرورة أن تتكفل القارة الإفريقية بحل مشاكلها وكل القضايا العالقة بها والأزمات عن طريق الإتحاد الإفريقي وهياكله المتخصصة وفي هذا الصدد، ذكر البيان الختامي أنه في بعض الحالات يمكن للإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة القيام بمهام ميدانية مشتركة في مناطق النزاعات والأزمات إذا استدعت الضرورة ذلك، وهذا لتقييم الوضع من أجل إدراج هذه التقارير في القرارات المتخذة من الطرفين على المستوى الدولي، ونفس المسار يمكن إتباعه بإشراك الإتحاد الأوروبي. كما تطرق المشاركون لبعض النقاط الأساسية لتفعيل توافق وجهات النظر داخل الإتحاد الإفريقي وكذا بينه وبين ممثليه في الأمم المتحدة، منها التبادل السريع للمعلومات حول القضايا ذات الأهمية والمطروحة أمام مجلس الأمن، وهذا بتوطيد العلاقات بين أعضاء مجلس الأمن والسلم في الإتحاد الإفريقي وممثلي إفريقيا في مجلس الأمن الأممي وأساسا حول الملفات المطروحة للنقاش، والذهاب لحد التفكير في تنظيم محاضرات دورية عن بعد بين رئيس مجلس السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي ورئيس مجلس الأمن الأممي.
ووعيا منهم بضرورة رفع التحديات التي تواجه مجلس الأمن والسلم والإتحاد الإفريقي، أوصى المشاركون بضرورة تعبئة الدعم السياسي والدبلوماسي والتقني لصالح الأعضاء الثلاثة غير الدائمين في مجلس الأمن الأممي، لتمكينهم من المشاركة القوية والفعلية في النقاشات حول المسائل الإفريقية المطروحة للنقاش على أعضاء المجلس الأممي. وارتكز النقاش أيضا على كيفية مساهمة الأفارقة في مساعدة العضوين اللذين سيلتحقان بمجلس الأمن الأممي وهما مصر والسنغال وتمكينهما من وسائل النقاش الدولي حول الأمن والسلم في القارة.
وتضمنت التوصيات في هذا السياق، إلزامية تنظيم دورات تكوينية متخصصة موجهة لخبراء مجلس الأمن والسلم بالإتحاد الإفريقي، ولممثلي إفريقيا في مجلس الأمن الأممي حول مسار إتخاذ القرار داخل الهيئتين السابقتين، إضافة إلى دعوة ممثلي إفريقيا في مجلس الأمن لتنظيم دورات تكوينية بعد إنتهاء مهامهم وهذا لنقل التجارب والخبرات وإستخلاص الدروس للأعضاء المستقبليين.
كما قدمت مداخلات تمحورت حول تهديدات الأمن والسلم في إفريقيا وأوضاع النزاعات والأزمات في القارة، وتناولت النقاشات التي جرت في جلسات مغلقة للجان، الوضع في مالي والساحل، وفي الصومال وبورندي، إلى جانب قضية الصحراء الغربية والأزمة في إفريقيا الوسطى والبحيرات الكبرى، وما آلت إليه الأمور في جمهورية الكونغو الديمقراطية إضافة للأزمة المستعصية بين السودان وجنوب السودان ودارفور. وشكلت المسألة الليبية محورا هاما في نقاشات الحاضرين، إلى جانب محور مكافحة الإرهاب في القارة وخاصة جماعة بوكوحرام بنيجيريا.
هوارية ب