أزيد من 200 خلفية للتعبير عن محطات في حياة العربي بن مهيدي
تكفل طاقم الديكور للفيلم السينمائي «العربي بن مهيدي» بإنجاز أزيد من 200 خلفية تعبر عن الحقبة التاريخية التي عاشها أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية، مع تأثيث الأمكنة و خياطة واستيراد بعض الملابس التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية بالجزائر .
يشكل الفيلم السينمائي «العربي بن مهيدي»(1923-1957) الذي بلغت نسبة إنجازه، حسب مصادر مطلعة، حدود 85 بالمائة، لبنة رئيسية لتوثيق أهم مرحلة في تحرير الجزائر من أكثر القوى الاستعمارية قوة و استبدادا في العالم في القرن الماضي، من خلال شخصية الشهيد العربي بن مهيدي الذي يمثل رمزا من رموز الكفاح ضد المستعمر.
حاول طاقم الفيلم إخراجه بمواصفات عالمية، بالاعتماد على كافة التقنيات و زوايا التصوير المعتمدة على الصعيد الدولي و الاستعانة بمختصين في مجال الديكور، حيث تم تجهيز وإنجاز 200 خلفية، تعبر عن تلك الفترة كواجهة المباني والأسوار و الساحات، بواسطة العوارض الخشبية الملبسة بالجبس، بمشاهد تبدو حقيقية دون توظيف الخلفيات الإلكترونية التي قد تؤثر سلبا على القيمة الفنية و التاريخية للفيلم، إلى جانب توفير الأثاث التقليدي المستعمل آنذاك وخياطة الألبسة التي تناسب تلك الفترة، فالوظيفة الأساسية للديكور السينمائي، حسب المختصين، هي إشراك المتلقي في الزمان والمكان اللذين تدور أحداث القصة أو المشهد في فلكهما، وهذه المهمة ليست سهلة، فهي تتطلب وعياً تاماً بمتطلبات النص و بناء ما سيتم عرضه في خلفية المشهد، و تفاعل الممثلين مع النص و الأجواء المحيطة بهم، بالتنسيق مع طاقم التصوير ومهندسي الإضاءة، فكل تقصير أو تهاون من شأنه إضعاف قيمة العمل الذي تراهن عليه وزارة الثقافة، بالتنسيق مع وزارة المجاهدين، باعتباره من الأعمال الفنية التي تؤرخ لمسيرة و نضال رمز من رموز الثورة التحريرية المجيدة ، كما يعبر عن مسار الثورة منذ البداية .
الفيلم الذي يشرف على إخراجه بشير درايس و يتولى تجسيد شخصية البطل بن مهيدي الممثل خالد بن عيسى و يقدم طارق حفيظ دور رابح بيطاط و تقمص مراد أوجيت دور مصطفى بن بولعيد و فتحي نوري في دور ديدوش مراد و سمير حكيم في دور بوضياف.
أما شخصية كريم بلقاسم، فعادت إلى الممثل إيدير بن عيبوش، كما أدى ممثلون آخرون أدوارا ثانوية وأخرى هامشية وهم من داخل الوطن وخارجه، على غرار أحمد الحفيان وعائشة بن عطية التي قدمت دور خطيبة بن مهيدي وهي من تونس الشقيقة التي وفرت هي الأخرى الوسائل والمعدات الحربية، من بينها المشاهد الداخلية بمناطق بلغدير ومتلوي وتوزر بالجنوب التونسي، وعديد المناطق بالجزائر. علما بأن عشرات التقنين الفرنسيين و الإيطاليين و البلجيكيين شاركوا في هذا العمل الثوري.فيلم «العربي بن مهيدي»، وفق مصادرنا، لا يزال قيد تصوير المشاهد الأخيرة ،ومن المنتظر أن يرى النور و يعرض عبر قاعات السينما، تزامنا وعيدي الاستقلال و الشباب في الخامس جويلية القادم، و سيتعرف الجمهور من خلاله على أدق تفاصيل حياة و نضال الشهيد العربي بن مهيدي، ابن دوار الكواهي، بناحية عين مليلة التي كانت تابعة إقليميا لمحافظة قسنطينة.
العربي كان الابن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات و ولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه، و بعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي، لينضم إلى صفوف الكشافة الإسلامية و بعدها التحق بحزب الشعب. كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة و إحدى الشخصيات البارزة في إعداد وتفجير الثورة التحريرية المباركة.
هشام ج