الخميس 10 أكتوبر 2024 الموافق لـ 6 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

مطلوب من شخصيات معروفة و ميسورة

 "السيد الحلاق"  يقتحم صالونات النساء  و يلهب الأسعار
تأخذ الحلاقة النسوية بالجزائر في السنوات الأخيرة منعطفا كبيرا، بعيدا  عن الحرص على مواكبة آخر صيحات الموضة، بتسجيل  اقتحام الجنس الخشن لمهنة رقيقة تحتاج للكثير من التفنن و الإتقان عبر صالونات كثيرة، حيث  تمكن  في ظرف قياسي من بسط سيطرته عليها، لتتحول السيدة إلى زبونة أو مساعدة، و الرجل بمثابة ربان دون منازع.
فلم يعد الحديث قائما على أفضل حلاقة  و أبرع واحدة قد تنجح في تغيير ملامح سيدة في مناسبة ما، و إنما تحول التنافس إلى الرجال الذين دخلوا مجالا لطالما ظل حكرا على  النساء في بلادنا، و عوضا عن السيدة الحلاقة، بدأ استعمال مصطلح الحلاق في صالونات السيدات، خاصة  بمنطقة الوسط الجزائري.
فمن يقوم  بجولة بين أشهر الصالونات خاصة بالجزائر العاصمة، لا بد و أن يفاجأ  لتواجد رجل أو أكثر داخل أمكنة يفترض أن دخول الرجال إليها محظور في نظر المجتمع وما هو مألوف، و أكثر من ذلك، فهذا المهني بات  اليوم مطلوبا بشكل كبير بالعاصمة، حيث تلقى الصالونات التي يشتغل بها حلاقون رجال إقبالا كبيرا من طرف السيدات بحكم أنه يتقن عمله أكثر من النساء في نظر البعض.
السيدة فريدة، واحدة من زبونات صالون حلاقة خاص بمنطقة حيدرة الراقية بالعاصمة، تقول بأنها وجدت ضالتها لدى الحلاق الذي يشتغل به، حيث  تعتبره  أول  من  برع   في إخراجها بصورة جميلة، كما لم تفلح في ذلك حلاقة من قبل، و تؤكد بأنها تقصد صالونه في كل مناسبة خاصة، كما أنه كان حلاق ابنتها يوم زفافها منذ أزيد من شهرين و نجح في جعلها ،كما قالت،تبدو كملكة .
و عن زبائن هذه الصالونات التي تسجل انتشارا واسعا  بالعاصمة و الولايات المجاورة لها في السنوات الأخيرة، تؤكد سميرة ، زبونة أخرى، أن أغلبهن إن لم نقل كلهن شخصيات معروفة، كالفنانات و المسؤولات و حتى بعض الشخصيات السياسية، فضلا عن سيدات الطبقة الراقية بالمجتمع الجزائري و الميسورات الحال عموما، اللائي لا يذخرن سنتيما في سبيل جمال يظهرن به و لو لحظات قصيرة.
أما بالنسبة للأسعار، فتقول زبونة أخرى أنها مرتفعة نوعا ما، مقارنة بصالونات الحلاقة التي تديرها نساء، خاصة بالأحياء الراقية، حيث يربط الحلاقون عملهم بتكوينهم فغالبا ما يكون الحلاق حاصلا على شهادة من دولة أجنبية خاصة أوروبا، و هو ما يجعله يرفع التكاليف إزاء ما يقدمه للمرأة من تصفيف أو ماكياج، فمثلا قد يتراوح سعر تسريحة و ماكياج العروس بين 3 أو 4 ملايين سنتيم، بكل بساطة لأنهما يحملان لمسته الخاصة.
أما في قسنطينة فقد ذاع منذ عقود صيت حلاق رجل درس الحلاقة بفرنسا و لطالما صفف شعور أجيال من النساء و حتى عندما غير صالونه إلى دائرة الخروب ظلت العديد من زبوناته وفيات له و لتسريحاته المميزة، بينما تتمسك بقية قاعات الحلاقة المنتشرة بالولاية، بجعل النساء يحلقن للنساء و الرجال للرجال امتثالا لعادات و تقاليد إلى جانب القيم و المعتقدات الدينية.   و بعد أن طال الحديث عن اقتحام النساء لمجالات ظلت حكرا على الرجال، حان الوقت لتنقلب الآية، و يدخل الرجال عالم النساء في حراك جديد، تراه سيدات و حتى رجال مواكبة للتطور و الموضة، و سيرا على خطى الدول المتطورة التي لم تعد تفرق بين الرجل و المرأة بقدر تفريقها بين العمل الجيد و الرديء، فهل ستمتد أيادي الرجال لأكثر من هذه المهن؟
إ.زياري

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com