مقاومة التوارق بالصحراء الجزائرية في “طوق النار”
كشف الكاتب و المخرج المسرحي صلاح الدين ميلاط بأنه انتهى مؤخرا من تصوير دوره ضمن المرحلة الأولى من تصوير المسلسل الثوري التاريخي «طوق النار» للمخرج الأردني بسام المصري بولاية ورقلة، و يعتبر هذا العمل الثاني من نوعه الذي يسلط الضوء على مقاومة الطوارق لزحف الجيش الفرنسي نحو الصحراء الجزائرية الكبرى، ضمن الاستراتيجيته الاستعمارية المستبدة، بعد مسلسل «فرسان الأهقار» للمخرج الأردني كمال اللحام الذي تم تجسيده في سنة 2014.
رئيس جمعية مرايا أسر للنصر، بأنه يجسد في «طوق النار» شخصية أوردن و هو رجل من الطوارق، خان أبناء جلدته و خاصة قائد الثورة الشعبية للطوارق الشيخ أمود أثناء مقاومته للاستعمار الفرنسي ، و أشار أنه لأول مرة يقوم بدور عميل لفرنسا و يتطلب الدور إتقان المبارزة بالسيوف و ركوب الجمال، معربا عن سعادته به، فهو يؤمن بأن الفنان الحقيقي يجب ألا يبقى في نفس القالب الذي يوضع فيه و عليه أن يتقمص مختلف الشخصيات و ينصهر فيها، و كره المشاهدون له في بعض الأدوار يعني أنه جسدها بنجاح.
ميلاط بين بأنه و أحد زملائه من أعضاء جمعية مرايا يمثلون قسنطينة في هذه الدراما التاريخية، في حين تم انتقاء باقة متنوعة من الممثلين من مختلف ولايات الوطن، يتقدمهم الممثلان عبد الباسط بن خليفة و عبد النور شلوش و الكثير من الوجوه الجديدة الواعدة، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من التصوير، كانت بولاية ورقلة و يتواصل التصوير بالجنوب الجزائري.
المسلسل يوثق لمراحل هامة في تاريخ المقاومة الشعبية لزحف الاستعمار الفرنسي نحو الصحراء الجزائرية خلال بدايات القرن العشرين، من خلال تسليط الضوء على بطولات قائد قبائل الطوارق الشيخ أمود، خاصة عندما تصدى للجيش الفرنسي سنة 1908، أثناء محاولته الاستيلاء على منطقة جانت، مسقط رأسه، فأرغمهم على التراجع، و اضطر بعد ذلك للتوجه إلى ليبيا لمحاربة الإيطاليين إلى جانب السنوسيين بليبيا، ثم عاد إلى الصحراء الجزائرية في سنة 1913 ليقود معركة أخرى ضد الجنرال الفرنسي بيرين بالطاسيلي. و من أشهر المعارك التي قادها البطل أمود أيضا ضد الفرنسيين معركة جانت في 1918 و معركة اسكاو في 1920 .
سيناريو «طوق النار» من توقيع الكاتبين السوريين عبد الباري أبو الخير و محمد عمر و السينوغرافيا و تصميم الملابس للجزائري بوخاري. بينما الإنتاج لمسير مغرب فيلم المنتج الجزائري عامر بهلول الذي يكون قد استعان بطاقم تصوير من المشرق العربي إلى جانب المخرج الأردني بسام المصري 53 عاما، الذي كانت بداياته في عالم الفن، بعد حصوله على ديبلوم في الإنتاج و الإخراج التليفزيوني، من خلال التمثيل المسرحي في عام 1989 . و توجه في التسعينات إلى الدراما التليفزيونية، فمثل في 7 أعمال و أخرج 24عملا دراميا، و قد حصد عدة جوائز خلال مساره الفني من بينها جائزة الإبداع الذهبية كأفضل مخرج عن مسلسله «عودة أبو تايه» من مهرجان القاهرة الدولي في طبعته 14.
إلهام.ط