لجنة مختلطة لدراسة ملفات المفقودين وتعويض ضحايا التجارب النووية
• ملف الارشيف سيعالج في اجتماع اللجنة العليا المشتركة
كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني من العاصمة الفرنسية باريس أن لجنة مختلطة جزائرية فرنسية ستجتمع في 11 فيفري المقبل بالجزائر لبحث ملفات المفقودين خلال حرب التحرير، وتعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الجزائر وكذا الجانب البيئي، وقال أن ملف الأرشيف سيتم التطرق إليه في اجتماع اللجنة العليا المشتركة في مارس القادم، معربا عن رغبته في معالجته في أقرب وقت ممكن.
دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني إلى ضرورة معالجة الملفات المتعلقة بالذاكرة المشتركة بين الجزائر وفرنسا «بشكل جدي وبمسؤولية»، وصرح في ختام اليوم الأول من زيارته لفرنسا وبعد لقائه كاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة جون مارك تودشيني قائلا» حان الوقت بالنسبة لنا ( الجزائريين والفرنسيين) لمعالجة كل الملفات المتعلقة بمسألة الذاكرة المشتركة والتكفل بها بكل جدية ومسؤولية».وفي ذات السياق واصل الوزير يقول أنه لمس «ردة فعل» ايجابية لدى الطرف الفرنسي ، و أن الجزائر وفرنسا تبديان في الوقت الحالي إرادة قوية من اجل معالجة وتسوية كل المسائل التي ظلت عالقة - خاصة بعد معاهدة الصداقة التي أمضيت بينهما سنة 2012، وأنه «ينبغي على الطرفين إيلاء الأهمية الضرورية لمسألة الذاكرة من خلال قراءة مسؤولة»
واضاف أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تعرف تقدما ملحوظا وهاما على الصعيد السياسي والتجاري والصناعي والثقافي و أنه لا ينبغي إهمال مسألة الذاكرة التي قد تؤثر على صورة العلاقات المتينة التي تجمع البلدين.وكشف وزير المجاهدين بعد اللقاء الذي جمعه بكاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة عن تنصيب لجنة مختلطة من المقرر أن تجتمع في 11 فبراير المقبل لدراسة مسألة المفقودين و التطرق إلى تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية في بلادنا، دون اغفال الجانب البيئي»، وقال كاتب الدولة الفرنسي من جانبه بهذا الخصوص «إن فوج عمل فرنسي خاص سيتنقل إلى الجزائر في الفترة بين الثالث والحادي عشرة فبراير المقبل للتطرق لمسائل تتعلق بما أسماه «حرب الجزائر»، مؤكدا في ذات الوقت أن الوقت حان لتجسيد تصريحات رئيسا البلدين على أرض الواقع، وهما اللذان طلبا «تهدئة الذكريات الأليمة بين البلدين» مضيفا» لم يسبق أبدا لوزير جزائري القيام بزيارة رسمية لفرنسا وهذا ما نعنيه بتهدئة ذاكرتينا».
وبخصوص ملف الارشيف الذي يعد من الملفات العالقة والشائكة بين البلدين أعرب الوزير الطيب زيتوني عن أمله « التعجيل بمعالجة هذا الملف من أجل التوصل إلى نتائج ملموسة في أجل قصير» دون تقديم المزيد من التفاصيل، واضاف أن الطرفان اتفقا على أن يتم التطرق لمسألة الأرشيف خلال الاجتماع القادم للجنة الحكومية العليا المشتركة رفيعة المستوى المرتقب في شهر مارس القادم بالجزائر» .
وعن زيارته إلى فرنسا التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر قال زيتوني معلقا» أنا حامل لرسالة واضحة للفرنسيين تتمثل في التعبير عن إرادة الجزائر في تعزيز علاقاتها مع فرنسا بما يخدم المصلحة المشتركة للشعبين» ،مضيفا أن هذه العلاقات «تتقدم في الاتجاه الصحيح» بفضل توجيهات الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة و فرانسوا هولاند، وقال أن المباحثات التي جمعته بكاتب الدولة الفرنسي لقدامى المحاربين والذاكرة تمحورت أساسا حول الأرشيف والمفقودين خلال حرب التحرير والتجارب النووية الفرنسية في الجنوب الجزائري، وقد استقبل الطيب زيتوني من طرف رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي كما سيستقبل من طرف وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان.وكان زيتوني الذي كان قد وصل إلى باريس يوم أول أمس الثلاثاء في زيارة من ثلاثة ايام قد زار أمس المربع المسلم في مقبرة دومون للترحم على أرواح المئات من الجنود الجزائريين الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، كما زار بلدية فاردان التي جرت بها أشرس معركة خلال الحرب العالمية الأولى التي شهدت مشاركة الآلاف من الجنود الجزائريين فيها.ونشير أن زيارة وزير المجاهدين الطيب زيتوني إلى فرنسا هي الأولى من نوعها التي يقوم بها وزير مجاهدين جزائري منذ الاستقلال، وقد دعت المنظمة الوطنية للمجاهدين أول أمس في بيان لها فرنسا إلى ضرورة الاعتذار للجزائريين عن سنوات الاستعمار والقهر وتعويضهم عن كل الأضرار التي لحقت بهم.
محمد عدنان