المزهر نادي جديد يناقش قضايا الركح بمسرح قسنطينة
من المنتظر أن تنطلق يوم السبت المقبل أولى لقاءات نادي المزهر المسرحي الذي سيجمع محبي الفن الرابع لطرح الرؤى المسرحية، و التطلعات الهادفة لتطوير فنون الخشبة، و سيكرم من خلاله الوجوه المسرحية التي ساهمت في الارتقاء بمسرح قسنطينة الجهوي و إثرائه بإبداعاتها.المكلف بالإعلام بالمسرح محمد غرناوط ، بين للنصر بأن المزهر عبارة عن فضاء ثقافي جديد، استوحى اسمه من اسم فرقة مسرحية لرضا أحمد حوحو، لأن من أهم أهدافه محاولة «استعادة» أهم رواد المسرح، من خلال تعريف الأجيال الجديدة بإسهاماتهم، و مد جسور التواصل مع المنجز المسرحي ، و هو ما سيكفل وجود جو من النقاش المسرحي و الأدبي، عبر تسليط الضوء على أهم المساهمات المسرحية و سيتم طرح الأسئلة التي تثري المشهد الثقافي بشكل عام في مدينة الجسور المعلقة، وأثنى على تجربة النادي التي اعتبرها واعدة من خلال تكريس عادة النوادي المسرحية و تطويرها أكثر، عبر التجربة وتهيئة الأرضية لاستمرارها، وأشار بأن النادي مفتوح لكل من له اهتمامات بالمسرح من ممثلين ومخرجين و حتى جمهور، من أجل المشاركة في إثراء النقاش الذي سيكون مع ضيوف مهمين لهم إسهامات كثيرة في المسرح الجزائري.
المكلف بالإعلام تحدث أيضا عن أهمية وجود نادي للمسرح يتم فيه الحديث بحميمية عن المسرحيات و عن المواضيع التي تشغل المهتمين بفن الركح، لذلك سيفتح النادي لرواده مرة كل 15 يوما، من أجل مناقشة قضايا المسرح رفقة المختصين والمهتمين بالشأن المسرحي.
من المقرر أن ينشط جلسات النادي مدير المسرح محمد زتيلي، و سيتم استقطاب وجوه فنية جزائرية معروفة، لها إسهاماتها في مجال المسرح و الدراما و السينما وسيتم تكريم في اللقاء الأول وجوه فنية هي حاج إسماعيل محمد الصغير، حسان ابن الشيخ لفقون و جيلانـي الشريـــــف.
جدير بالذكر بأن حاج إسماعيل محمد الصغير، من بين الفنانين الأوائل الذين أقاموا الأسس الأولى للفن الرابع بالجزائر،و هو من مواليد 1932 بقسنطينة،و كانت بداياته مع هواة فرقة ‹ألف ليلة وليلة› المسرحية، من أمثال العموشي و الشريف شعيب ،و قدم مع توفيق خزندار مسرحية بعنوان «الطيور المفترسة» في الخمسينات. و عين سنة 1972 مديرا لمسرح قسنطينة لمدة 06 أشهر، و بعد استقالته قدم حصصا إذاعية و شارك في أفلام جزائرية و عدة نشاطات ثقافية وفنية عديدة. و في 1978 عاد إلى قسنطينة و عين مرة أخرى كمدير لمسرحها حيث بقي 16 سنة.
خلال هذه الفترة شارك في مسرحية ‘الرفض’ و قام بإخراجها في سنة 1982 ، بالإضافة إلى مسرحية ‘الصخرة’ سنة1983 ومسرحيات أخرى . خلال إدارته لمسرح قسنطينة، عمل على إعادة تنظيمه إداريا وشارك في الكتابة الجماعية للمسرحيات.
وسيكرم النادي أيضا، ابن الشيخ لفقون حسان، و هو من بين الوجوه المسرحية المهمة التي عرفتها مدينة قسنطينة قبل وبعد الاستقلال. ولد الفنان في 10 مارس 1930 بقسنطينة، وفي سنة 1950 أسس فرقة الأمل المسرحي،و ألف أول عمل مسرحي سنة 1951 تحت عنوان «جنايات شباب» و»عمي علي الطماع» في سنة 1952، كما اقتبس و أخرج رواية «البخيل». و لدى اندلاع الثورة التحريرية، كان من المنخرطين في المنظمة السرية، و ألقي عليه القبض وأدخل السجن سنة1957 ثم أطلق سراحه سنة 1962. في سنة 1963 أعاد تأسيس الفرقة من جديد، وعين كأستاذ لقسم التمثيل بالمعهد البلدي للفنون، و هناك قام بتأليف عدة مسرحيات:على غرار «الفقر والشرف»و «كل هذا وتربيته»و «الخيانة العظمى»و «صالح باي» و «الملهب» و «الورطة» و «السكات علاش» و «إفريقيا»و «الهارب»...إلخ. كما شارك في عدة أفلام تلفزيونية ومسلسلات منها «أعصاب و أوتار.»
من الشخصيات المسرحية القسنطينية التي من المقرر أن يكرمها النادي جيلانـــــي الشريـــــف الذي تألق بإبداعاته قبل وبعد الاستقلال، و هو من مواليد 20 ديسمبر 1932 بقسنطينة، درس بمدرسة التربية والتعليم و معهد ابن باديس بقسنطينة من سنة 1947 إلى غاية 1950. في 03 أفريل 1954 كان جيلالي الشريف مطلوبا من طرف الشرطة الفرنسية، خاصة بعد اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية. في سنة 1948 أسس فرقة «نجمة الشرق» مع الشريف بن قويراح، الشاذلي بن دكوم، و شروانة محمد. و عمل كماشينيست وإكسسواريست في المسرح البلدي سنة 1956. و في 05 جويلية 1962 قدم أول عرض مسرحي بعنوان: «في سبيل التاج» بالمسرح البلدي بقسنطينة. كما عمل بالمسرح الوطني كإداري.
و في الفترة الممتدة بين 1964-1965 تم تأسيس المركز الجهوي للنشاطات الثقافية و شارك من خلاله في تكوين بعض الممثلين على غرار عنتر هلال، جمال دكار،و عيسى رداف و غيرهم. في 1965 شارك في عرض مسرحي تحت عنوان «شرارة في القطب» بمستغانم في مهرجان الفنون الدرامية، -علما بأنه عمل في جريدة النصر من سنة 1971إلى 1973
حمزة.د