الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

التشكيلية دهال هب الريح زهية: تماثيلنا الضخمة تُشوّه بعمليات صيانة عشوائية

تأسفت الفنانة التشكيلية و صاحبة أضخم المنحوتات، المزّينة  لعديد الساحات العامة و الشوارع الرئيسية بولايات الشرق الجزائري، دهال هب الريح زهية، لعدم احترام بعض البلديات و الجهات المشرفة على صيانة التماثيل و المنحوتات لتلك التحف الفنية، مشيرة إلى نقص الخبرة و عدم استشارة المختصين، قبل الإقدام على إعادة ترميم و إعادة طلاء بعض الأعمال التي تعرضت للتشويه
و فقدت جمالياتها بفعل ذلك.
الفنانة المتخرجة من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بقسنطينة عام 1972 و التي تحمل الكثير من التماثيل و المنحوتات الضخمة المتواجدة بمختلف الإدارات و الشوارع الرئيسية بالكثير من ولايات الشرق، توقيعها، انتقدت الوضعية التي آلت إليها العديد من التحف الفنية، و التي وصفتها بالكارثية، لجهل المشرفين على صيانتها لأبسط معايير الحفاظ على جماليات هذه الإنجازات الفنية العملاقة، سواء المصنوعة من البرونز أو الاسمنت أو الراتنج، و التي يتراوح طولها بين 1.70 و 4 أمتار، حيث ذكرت أمثلة عن تمثال يجسد الرئيس الراحل هواري بومدين مصنوع من البرونز، موجود بوسط مدينة قالمة و الذي قالت أن البلدية و بدل الاحتفاظ بلونه الخاص و المتميّز، من خلال تلميع المعدن فقط، اختارت له طلاء ذهبيا أثر على الجانب الجمالي للتمثال، في رأيها، بالإضافة إلى منحوتة سمك أبو سيف التي حولوها بفعل الطلاء الأسود و الأزرق إلى حوت «أورك»، مثلما قالت.
الفنانة التي شاركت في عديد المعارض الدولية و فرضت اسمها بين كبار التشكيليين في الخارج، و بشكل خاص بألمانيا، حيث يوجد صالونا فنيا خاصا بها على مدار السنة، بالإضافة إلى مشاركاتها في صالونات البيع بكل من فرنسا و إسبانيا، اعترفت بولعها بفن النحت الذي جعلها تتخلى عن الرسم لسنوات، لأجل التمكن من تلبية الطلبات الكثيرة التي تلقتها من عدة جهات و إدارات أعجبت بإبداعها، و طلبت منها تجسيد منحوتات يوجد الكثير منها بمداخل إدارات مهمة و شوارع الكثير من المدن و البلديات عبر مختلف ولايات الوطن، و بشكل خاص على مستوى الشرق الجزائري.
 من أهم ما أبدعت أناملها تمثال الجنود الذي يرّصع بلدية رمضان جمال بسكيكدة، و نسر تمثال القديس أوغستين بعنابة الذي أعادت نحت نسخة جديدة منه لتعويض نسخته الأصلية التي اختفت خلال العشرية السوداء، إلى جانب تمثال 8 ماي 1945 بقالمة و غيرها من التحف، التي قالت أنها تنجزها تحت الطلب، فيما تبقى أعمالها الخاصة، من وحي خيالها أو تستلهم أفكارها من محيطها و حياتها و تجربتها الثرية الممتدة على مدار 45 سنة، و ذكرت بفخر بدايتها المشرّفة بمعرض فردي خصص لها و هي لا تزال طالبة بمدرسة الفنون الجميلة عام 1971.
اسم دهال هب الريح زهية، لا يبرز فقط في مجال النحت و إنما في الرسم أيضا، حيث تعد الفنانة سيدة الألوان المائية التي تجعل من الخط أفقا لا يعترف بالنهايات، فلوحاتها لا تعد و لا تحصى، تسحر بألوانها المتدرجة عشاق فن الرسم و المتأثرين بالمدرسة الانطباعية و التعبيرية التي تفضلها الفنانة ، دون التأثر بروادها، لأنها تحرص على أن تكون نفسها، كما عبرت.
و عن رأيها في مدارس الفنون الجميلة بين  الأمس و اليوم، اعتبرت الفنانة الجيل القديم أكثر حظا، من حيث توّفر مناصب الشغل و فرص البروز، من جيل اليوم الذي رغم الإمكانيات الكثيرة التي توّفرها له هذه المدارس، يبقى مهددا بالبطالة، و هو ما ساهم في تراجع الاهتمام بالدراسة و التخصص في هذا المجال.                                     

مريم/ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com