أمتع أمس الفكاهي توفيق مزعاش جمهور المسرح الجهوي بقسنطينة، بعرض مميز حلل من خلاله ثلاثية الشاب الجزائري وحبه للوطن و علاقة ذلك بكرة القدم، مزعاش أعاد الحياة لجدران الركح، و تمكن في قالب فكاهي أن يعالج تناقضات الفرد الجزائري و يصف بدقة تعقيد شخصيته.
وان مان شو الموسوم « وان تو ثري فيفا لالجيري»، كتب نصه و مثله ابن مسرح سطيف توفيق مزعاش و أخرجه مراد عمور سنة 2013، وقد أعيد عرضه أمس بمسرح قسنطينة في إطار فعاليات أيام المونولوج، و يعد دراما اجتماعية ساخرة، تتناول بالتحليل علاقة الشاب الجزائري بوطنه، الذي يجد صعوبة في إبراز انتمائه له بطريقة حضارية، و يفضل التعبير عن ذلك من خلال هستيريا مباريات كرة القدم، التي تتفجر معها عواطفه الجامحة، بينما يعجز بالمقابل عن تقبل التزاماته الاجتماعية تجاهه، في الأيام العادية فيحلم بالهجرة، و يتهرب من الخدمة الوطنية و يجد مشكلة حقيقية في التواصل مع باقي أفراده رغم الانفجار المعلوماتي الحاصل.
و يبرز بطل العمل» جيمي» في ساعة من الزمن، تعقيد هذا الفرد و تناقضاته، من خلال قصته الشخصية منذ ولادته و إلى غاية لقائه بحبيبته، التي اختار مقابلتها ذات يوم على شاطئ البحر، ليخبرها بحقيقة مشاعره و يفصح لها عن مشاريعه المستقبلية التي يرسمها لحياتهما معا، وكان قد تعمد برمجة اللقاء الشاعري في يوم تلعب فيه مباراة كروية للفريق الوطني، حتى يختلي بها و يتجنب تطفل من اعتقد بأن عشقهم للكرة سيحبسهم داخل المقاهي، ليفاجأ بحبيبته تتخلى عنه بدورها لأجل المباراة ، و تتحجج بأن وطنها أولى منه بتسعين دقيقة من عمرها و أحق منه
بحبها . ن/ط