انهيار جدار بوسط المدينة و سقوط حجارة بالطريق الاجتنابي للسيار
تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة على قسنطينة خلال اليومين الأخيرين، في انهيار جدار الدعم الحجري لساحة شيتور وسط المدينة صباح أمس، بعد أزيد من ثلاث سنوات من غلقها أمام حركة المرور، كما أدت التقلبات الجوية إلى وقوع انهيار جزئي بمنحدر صخري يقع بالطريق الاجتنابي للطريق السيار شرق- غرب، على مستوى منطقة جبل الوحش.
واستيقظ سكان مدينة قسنطينة على خبر سقوط جدار الدعم لساحة شيتور عمار المطلة على شارع زعبان بوسط المدينة، و التي يتواجد بها مقر دار النقابة و المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس، بالإضافة إلى محطة لسيارات الأجرة، قبل أن يتم غلقها في شهر فيفري 2013، وقد عرف المكان حضور العشرات من الفضوليين، كما طوق عناصر الأمن و الحماية المدينة الساحة و منعوا الراجلين من العبور عليها. و ذكر شهود عيان، بأن الجدار المشيد بأحجار من الحجم الكبير انهار على الساعة الثامنة صباحا، و لحسن الحظ لم تسجل أية إصابات في أوساط المارة، باعتبار أن الرصيف أغلق من طرف مصالح البلدية التي كانت تعلم بأن الإنهيار سيحدث في أية لحظة. و أكد مصدر مطلع من بلدية قسنطينة، بأن مصالح البلدية أغلقت الساحة منذ ثلاث سنوات بعد تسجيلها لإنزلاقات بالمكان، بسبب تسربات مائية قد تكون نابعة من شبكات الصرف التي لم تجدد منذ الحقبة الإستعمارية، حيث أرجع أسباب الإنهيار إلى ما أسماه بالإهمال و عدم تحمل المسؤولية من طرف مسيري البلدية السابقين.
و أوضح محدثنا بأن البطاقة التقنية للمشروع لا تحتوي إلا على أوراق و مراسلات بين البلدية و مخبر الأشغال العمومية للشرق و مصالح الولاية و الأشغال العمومية، و لا تتضمن، حسبه، أية دراسة تقنية أو صفقات تعاقدية سواء مع المقاولات أو مكتب الدراسات، مشيرا إلى أن الوالي أعطى في بداية السنة الفارطة، تسخيرة لمنح الصفقة بالتراضي البسيط للمؤسسة العمومية لدراسة و إنجاز المنشآت الفنية «سيرو آست”، لكن القرار بقي مجرد حبر على ورق، كما ينتظر حسبه أن يمنح اليوم تسخيرة أخرى للمير الحالي من أجل مباشرة الأشغال بصفة استعجالية من طرف المؤسسة المذكورة، باعتبارها الوحيدة المؤهلة لترميم الجدار، بحسب تأكيده. و انتشرت بسرعة عبر العديد من مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بالمدينة، صور انهيار الجدار، حيث انتقد ناشطون ما أسموه بتماطل السلطات في عملية ترميمه، و عبروا عن تذمرهم، كما طالبوا بمحاسبة المتسببين في الحادثة التي ما كانت لتقع في حال مباشرة الأشغال في وقتها، و قد حاولنا الاتصال برئيس بلدية قسنطينة، لكنه لم يرد على اتصالاتنا المتكررة.
من جهة أخرى، اضطرت الفرق التقنية العاملة على مستوى الطريق الاجتنابي للطريق السيار بالقرب من مزرعة “براهمية»، لغلق حركة المرور جزئيا في وجه المركبات القادمة من منطقة «الكنتور» نحو جبل الوحش، حيث اقتصر السير على خط واحد، بسبب تراكم حجارة بعضها كبير الحجم، بعد أن سقطت من منحدر صخري على الطريق نتيجة الأمطار المتهاطلة، حيث تم وضع حواجز بلاستيكية، مع تثبيت إشارة تبين خطر سقوط الحجارة.
و قد أوضح المدير الجهوي للوكالة الوطنية للطرق السريعة، أن التكفل بالمقطع المذكور جار، حيث من المنتظر أن تقوم مؤسسة الأشغال العمومية “كوسيدار» بنزع الصخور المرشحة للسقوط، مع وضع سياج على طول المنحدر، و ذلك لمنع تكرر مثل هذه الانهيارات، في الأيام القليلة القادمة.
لقمان.ق/ عبد الله.ب