منظمة الجيش السري فشلت في تدمير النصر الذي حققه الجزائريون في 19 مارس
أكد المجاهد عراد محند عضو بفيدرالية جبهة التحرير بفرنسا أن عيد النصر 19 مارس 1962 هو مرحلة أخرى لبداية ثورة حقيقية ضد المنظمة السرية للجيش الفرنسي، التي لم تحترم الإتفاقية و رفعت شعار «الجزائر فرنسية» ونفذت اعتداءات في الجزائر وفرنسا، وقال عراد أن المفاوضات بدأت منذ سنة 1956 بين جبهة التحرير و فرنسا ولكن أعداء الثورة الجزائرية كانوا كثيرين ومتغلبين على الحكم الفرنسي .
وأوضح المجاهد عراد خلال مداخلة له حول عيد النصر بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، أنه بعد اتفاقيات ايفيان كان هناك فراغ إداري وأمني وسياسي في الجزائر ومرت البلاد بمرحلة خطيرة و هي مرحلة الصراع على المسؤولية، و عاشت الجزائر فوضى حقيقية من أفريل 1962 إلى غاية اكتوبر من نفس السنة بين المسؤولين بسبب خلافات حول المسؤولية.
وقال عراد أن المنظمة السرية مباشرة بعد الإمضاء على اتفاقيات إيفيان لوقف إطلاق النار قامت بتشريد و حصار و تعذيب و تقتيل الجزائريين للقضاء على الثورة و قد انتقمت المنظمة الإرهابية من المدنيين بطريقة أخرى بتخريب ممتلكاتهم و إراقة دمائهم بعدما قدموا قوافل من الشهداء و مئات الآلاف من الأرامل و اليتامى و المعتقلين و السجناء ، لأنها لم تتقبل الإنتكاسات، داعيا جيل الاستقلال إلى الاهتمام بتاريخ الجزائر و مواصلة مسيرة الشهداء و جيل نوفمبر. كما دعا عراد المختصين لكتابة التاريخ وتدوين الحقائق كما هي ليفهم الجزائريون معنى الثورة الجزائرية.و حسب المجاهد عراد فإن اتفاقيات ايفيان نصت على تخيير «الأقدام السوداء» بين الاحتفاظ بالجنسية الفرنسية أو الحصول على الجنسية الجزائرية، وقال بأن هؤلاء هربوا جماعيا من الجزائر بدء من صيف 1962 أما «الحركى» الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي ، فقد قتل الآلاف منهم لعدم تمكنهم من الرحيل إلى فرنسا .
سامية إخليف