الإعـــدام لقاتــل ابنـــه الرضيع بسبب البكـــاء
أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، صباح أمس، حكما بالإعدام في حق رجل قام العام الماضي بقتل ابنه الرضيع ذو السبعة أشهر خنقا، و ذلك داخل مسكنه ببلدية وادي العثمانية بولاية ميلة و قبل أيام من عيد الفطر.و تعود وقائع الجريمة إلى أواخر شهر رمضان من العام الماضي، و بالتحديد يوم 12 جويلية، فبعد 4 سنوات من الزواج بين المتهم "ت.م" و المسماة "ف.ح"، رُزق الزوجان بتوأم ذكر، أسمياهما الحسن و الحسين، غير أن هذا الأخير لم يكتب له العيش سوى 7 أشهر، بعد أن قام والده بوضع حد لحياته.
و حسب ما دار في الجلسة، فإن الجريمة وقعت بينما كان الوالد بمفرده مع ابنه الرضيع بالبيت، بعدما غادرت الأم مع ابنهما الثاني نحو بيت أهلها القريب، و لما عادت وجدت ابنها في حالة خطيرة و يظهر بأنه ميت، و والده يقف بالقرب منه، فسارعت إلى طلب المساعدة من أمها، ليقوما بنقله إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة في الطريق. و قد تبين من خلال تقرير الطب الشرعي، بأن الرضيع ذو السبعة أشهر، توفي جراء الخنق عن طريق اليد، كما اكتشفت أثار كدمات على جسمه، نتيجة تعرضه للضرب، و قد صرح المتهم بأنه لم يكن ينوي قتل ابنه، و قال بأنه حاول فقط إسكاته بضربه على رأسه، بعد أن أزعجه بكاؤه المتواصل، مضيفا أنه ترك الضحية و غادر بعد أن أحس بأنه تسبب في أذيته، كما ذكر بأنه كان وقتها يعاني من آلام على مستوى القولون، و هو ما جعله ينزعج أكثر من بكاء الطفل، مصرحا للقاضي بأنه كان في كامل قواه العقلية، و لم يكن يعاني من أية اضطرابات عقلية أو نفسية.
الزوجة قالت بأنها لدى عودتها، وجدت زوجها في المنزل يقف بجانب السرير، مؤكدة بأنه لم يكن يرغب في الطفلين بعد ولادتهما، و كان يخبرها بأنه سيتخلص منهما بوضعهما في المسجد، لكنه تقبل الأمر بعد ذلك، كما صرحت بأن ابنها الآخر، تعرض للضرب من والده قبل أسبوع واحد من الحادثة، و اضطرت لنقله إلى المستشفى، حيث أصيب بكدمة في الرأس، لكنها أكدت عدم وجود خلافات كبيرة بينهما و بأنها كانت تعذر تصرفاته، كونه بطال يُعليه والداه، بعد أن ترك عمله في مزرعة والدها، كما قالت بأنهما كانا يعيشان في منزل فوضوي. و قد تنازلت الزوجة عن حقوقها المدنية خلال الجلسة، و بدأت بالبكاء بعد الإعلان عن الحكم، الذي تطابق مع التماس النائب العام.
ع/م