معتمرون و حجاج يغسلون أكفانهم بماء زمزم
يسعى بعض المعتمرين وحجاج بيت الله إلى غسل أكفانهم بماء زمزم بمكة المكرمة، ثم تحفظ في أماكن آمنة بالبيت و يوصون ذويهم باستعمالها في تكفينهم عندما توافيهم المنية، اعتقادا منهم بأنهم سيبعثون متطهرين من الذنوب و المعاصي .
يصر الكثير من المعتمرين وحجاج بيت الله على حمل أكفانهم إلى بيت الله الحرام، لغسلها بماء زمزم، ثم إعادتها و حفظها بالمنزل العائلي، مع إرفاقها بوصية لذويهم بأن يتم تكفينهم و مواراتهم الثرى بهذه اللفة من القماش التي تعد أغلى شيء يختمون به حياتهم، لأنهم يؤمنون بأن هذا الكفن سيضمن لهم الوقوف أمام الله سبحانه وتعالى، و هم متطهرين بماء مباركة، فيما يحتفظ البعض الآخر بثياب الإحرام ككفن لهم، بعد غسلها بماء زمزم أو شراب الأبرار و الشفاء وهي مسميات لماء نافع.
الظاهرة في تزايد مستمر في عديد من الولايات الداخلية، فبعد أن كان الأمر في الماضي يقتصر على شراء الكفن و قارورة ماء زمزم من عند العطار و رشها على كفن الميت، تعدى الأمر، حسب السيدة سعاد، إلى تطهير الكفن بكميات معتبرة من هذه المياه المباركة و تجفيفه و وضعه في مكان آمن بالبيت. و يجلب بعض الحجاج و المعتمرين كميات معتبرة من القماش و يقومون بتوزيعها على الراغبين من أفراد العائلة، و هي ظاهرة يؤكدها محمد ع، 37 عاما، مرشد ديني بإحدى الوكالات السياحية بالعاصمة، مشيرا إلى أنها كانت مقتصرة على الحجاج و المعتمرين الآسيويين و يأتي تفصيل منافع ماء زمزم في باب آداب شربه عن جابر بن عبد الله، حيث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ماء زمزم لما شرب له" - سنن ابن ماجه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم و شفاء من السقم "، مضيفا بأن لقاء الله يكون "بالأفعال الحسنة " و "القلوب السليمة " و التقرب إليه بالطاعات و العبادات .
و تقبل أم أسماء التي لم تتمكن بعد من أداء فريضة الحج أو العمرة، نظرا لتكاليفها الباهظة، كما قالت، على تهنئة العائدين من بيت الله الحرام، على أمل الحصول منهم على قارورة ماء زمزم، أو كمية صغيرة منه للتداوي من مختلف الأمراض، و التخلص من العين و الحسد، كما أكدت، و تزيد فرحتها لدى حصولها على كميات إضافية لأبنائها للتبرك بها. أضافت محدثتنا بأنها لم تسمع بطرق تحضير الأكفان بماء زمزم.
الأستاذ الجامعي محمد منور أعرب عن اقتناعه بأن العمل الصالح يشفع لصاحبه و يكثر الطلب على ماء زمزم بهدف الشفاء و العلاج من مختلف الأمراض،و ليس باعتباره غني بالمعادن، مشيرا إلى دراسة أنجزها مركز أبحاث الحج بجامعة الملك عبد العزيز تبين بأن ماء زمزم نقي، لا لون له ولا رائحة، لم يجف أو ينقص حجم المياه فيه منذ قرون طويلة، عكس الآبار المجاورة.و قد حيرت الظاهرة علماء الجيولوجيا، كما أنه يحتوي على تركيزات عالية من الصوديوم والكالسيوم و المغنيزيوم و المعادن الأخرى، لكنها تقع ضمن مقاييس منظمة الصحة العالمية .
هشام. ج