الصحافة الوطنية مطالبة بلعب دورها في الحفاظ على الهوية الثقافية للجزائريين
دعا أمس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم الصحافة الوطنية إلى لعب دورها في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية وتوظيف الوسائط الإعلامية المتاحة في إرجاع الإنسان الجزائري إلى ذاته، كما كان الحال مع الصحافة الإصلاحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أدت دورا بارزا في النهوض بالأمة رغم محاولات الاستعمار حينها بث الفساد في عقول الجزائريين، من خلال نشر ثقافته الهابطة وإثارة النعرات.
وقال رئيس جمعية العلماء المسلمين خلال ندوة علمية نظمها النادي الثقافي لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة المسيلة تحت عنوان «دور الصحافة الإصلاحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على الهوية الثقافية» أن جمعية العلماء المسلمين في زمن معركة الانتماء كانت الحضن الدافئ لصناعة الثوابت، التي من خلالها ثبتت الهوية الوطنية والأصالة والانتماء العميق للعقيدة الإسلامية، حيث فسحت المجال للإعلام الذي كان لسان حال العلماء المسلمين الجزائريين.
مضيفا أن العلامة عبد الحميد ابن باديس ومن معه في جمعية العلماء لم يضعوا الحدود والفواصل بين المجالات العلمية، حيث كان الاهتمام بالإعلام بصفته عامل أساسي في تبليغ المواطنين الجزائريين وتوعيتهم بالمفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي، مشيرا أن الشعارات التي كانت تستعملها في الوسائل الإعلامية في كل مرة مقصودة وجميعها مستمدة من القرآن و السنة.
كما التزمت حسبه هذه الصحافة الشمولية بالعناية بالقرآن وتفسيره وبالسنة النبوية الشريفة، حيث كانتا دعامتان للإعلام، وأعطت بعدا خاصا للقصيدة الملتزمة والنصوص القصصية والتاريخ والجغرافية والتي كان لها اهتمام خاص من طرف العلامة عبد الحميد ابن باديس بهدف ترسيخ المفاهيم الوطنية، حتى في مجالات العلوم المختلفة.
و توقف المتدخل عند موقف هام حصل أثناء الفترة الاستعمارية عندما لاحظ عبد الحميد ابن باديس أن نوعا من الأناشيد الهابطة يتم تسويقها من قبل المستعمر ويتغنى بها أطفالنا، حيث دعا محمد العيد آل خليفة إلى تنظيم مجموعة من الأناشيد التربوية، تكون جميلة و هادفة وألح على ضرورة بثها في العقول و القلوب و رددت وقتها كثيرا على ألسنة أطفالنا، مثلما قال قسوم.
منشط الندوة دعا إلى المزيد من الاهتمام بالدور الذي لعبته الصحافة الإصلاحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتي تميزت بتأصيل النصوص على الواقع و استخلاص النتائج من قصص القرآن الكريم والتوظيف الواقعي أيضا للنص الديني و إسقاطه على قضايا الأمة الإسلامية، بحيث أن الصحافة الإصلاحية كانت بمثابة الصيدلية الطبية العقلية والوطنية، التي وضعت منهجية إعلامية إصلاحية للنهوض بالأمة و إعادتها إلى الذات و كان لسان حالها يقول للمستعمر «أنت كاذب فلا وجود لنا من دون أبعادنا العقائدية والوطنية».
فارس قريشي