الجمعة 29 نوفمبر 2024 الموافق لـ 27 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

لا زال الكثيرون يرددونها لأبنائهم

أغاني رمضانية قديمة لا تزال تطبع أجواء قسنطينة
لا زال الكثيرون يتذكرون أغان رددوها في صغرهم، خلال شهر رمضان و يحنون إلى الأوقات الممتعة التي كانوا يقضونها خارج البيت، لحظة ضرب المدفع و رفع آذان المغرب إذانا بالإفطار، أين لم يكن يحق للصغار إزعاج الصائمين لحظة إفطارهم، فما كان أمام هؤلاء سوى مواصلة اللعب و الغناء.
و من أشهر الأغاني التي تذكرها أغلب من تحدثنا إليهم تلك التي تقول كلماتها «أو ضرب  شيخ عرب أ كرشي نوضي تحشي بالجاري و الكسكسى»، و التي تحسّر البعض لعدم استمرار مثل هذه العادات التي تعكس مدى احترام الصغار للصائمين و كذا الأمن و السكينة التي كانت تنعم بها الأحياء السكنية، أين لم يكن الآباء يخشون على أطفالهم و يتركونهم يلهون في الشوارع الخالية من الأشخاص البالغين ما عدا عند ذهابهم و إيابهم من المسجد.
و إن كانت أكثر الأغاني اندثرت و لم يعد يتذكرها أو يرّددها أحد من جيل اليوم، فإن المشايخ مازال في جعبتهم الكثير من الأغاني المثيرة التي أكدوا بأنهم كانت طريقتهم الوحيدة للترويح عن أنفسهم طيلة أيام الشهر الكريم و بشكل خاص قبيل الإفطار، أين يجتمع الأطفال في انتظار المدفع و هم يرددون عدد من أغانيهم القديمة كتلك التي تحدث عنها السبعيني الهادي دهيني و التي يأتي في مطلعها « صندوق لحمر مسكين، ما يعرف يسب الدين، يقرا القرآن الكريم، و السردوك يدور، يدور و الجاجة تعمل لفطور..»، أو تلك التي رددتها الحاجة ميمية بن يزار و القائلة «لحنش، لحنش في دارو ، يطّيب سناريا، بطاطا مقلية بزيت العربية، أخرجي نتيا يا رومية بالسكر و الزلابية».
و روى بعض الشيوخ الذين التقينا بهم ببعض أزقة المدينة القديمة بأن أكثر الأغاني التي كان يتعلمها الأطفال في الماضي، كانت ذات  بعد روحي و ديني و أخلاقي، حيث كان يرّدد الأطفال الذين كانوا يزاولون دراستهم بالمساجد و الزوايا أناشيد مثل»مولانا نسعى لرضاك، على بابك واقفين لا من يرحمنا سواك..».
و إن كانت بعض الأغاني مرتبطة بمناسبات دون أخرى فإن بعضها الآخر ردد في سائر الأيام بما في ذلك رمضان منها تلك التي تتغنى بمكانة معلم القرآن و شيخ الزاوية «سرّحنا يا طالبنا، نسرحوك للجنة، و الخيرات تستنى فيك كولها و اتهنى..» و أخرى لطلبة العلم «بيضة بيضة الله، باش نزوّق لوحتي، لوحتي عند الطالب و الطالب في الجنة و الجنة محلولة حلها مولانا، يا سامع دعانا، لا تقطع ارجانا..».
و لم يعد الأطفال اليوم و في ظل التطوّر الاجتماعي و الاقتصادي، يمارسون الكثير من هذه الطقوس الجميلة، التي استبدلت بأغان و كليبات فنية يتم بثها عبر الفضائيات،  و التي لم تنجح في ترك الأثر الذي تركته الأغاني القديمة التي بقيت خالدة و توارثتها أجيال و أجيال.
مريم/ب

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com