عُدّ من بين أحسن المسلسلات في رمضان

«طوق النار» يستعيد مقاومة الطوارق  ويبرز سحر الصحراء الجزائرية
استعاد مسلسل «طوق النار» الذي يروي حياة المناضل الكبير أمود بن المختار جمهور الدراما التاريخية في التلفزيون الجزائري، إذ ينتظرونه كل يوم  على الساعة العاشرة والنصف ليلا، و اعتمد العمل التاريخي الضخم على ممثلين جزائريين يتكلمون اللغة العربية الفصحى بطلاقة، ويصور المسلسل الدرامي أحداث مقاومة التوارق وعلى رأسهم السلطان أمود زحف الجيش الفرنسي باتجاه الصحراء الجزائرية الكبرى.
المسلسل بين توحد توجهات الجزائريين حيث أن الرفض الجزائري للفرنسيين لم يختلف ما بين الجهات الواسعة للوطن، فأبرز المسلسل قلق سكان الطوارق عما حدث لسكان الشمال و  استعدادهم من أجل إيقاف الزحف الفرنسي،  وأبرز العمل التاريخي ثقافة الشيخ أمود وتمسكه بالقرآن وتعليمه حيث خطب في القبائل الصحرواية بأن تجتمع من أجل الجهاد ضد الفرنسيين مذكرا إياهم بصِلات العرق والدين التي تجمعهم.
المسلسل يستعيد أمجاد المقاومة في الصحراء الجزائرية حيث يعيد الاعتبار للعادات الطارقية من احترام للمرأة وتقديس الأرض، كما يبرز مكانة السلطان أمود، هذا الأخير الذي حث سكان الصحراء على نهج طريق المقاومة لإيقاف زحف فرنسا على الصحراء مستشهدا بجرائمها التي قامت بها في الشمال.
«طوق النار» يظهر وبتقنيات تصوير عالية جمال الصحراء الجزائرية، حيث تم تصوير الفضاء الواسع والشاسع للرمال وأبرزت جبال جانت العالية كحصون يختبئ فيها المجاهدون، مما أعطى للمسلسل بعدا سياحيا جميلا ، كما أن أزياء الرجل الأزرق عبرت عن عمق الثقافة الجزائرية خاصة من ناحية الجلوس والتأمل وشرب الشاي وإعداد الطعام، ومن المنتظر أن ينقل المسلسل في الحلقات القادمة جملة من معارك التي خاضها أمود أهمها معركة بـ «بئر الغرامة» التي قتل فيها الكوماندان الفرنسي «فلاترس» وهو ما سيشكل مرجعا مهما لتلاميذ وطلبة التاريخ الجزائري حيث أن مقاومة الشيخ أمود لم توثق بالشكل المطلوب. العمل من إخراج الأردني بسام المصري وكتب السيناريو الخاص به السوري عبد البارئ أبو الخير وجسد الأدوار الرئيسية فيه 125 ممثلا جزائريا على غرار عبد النور شلوش ،كريم بودشيش، صلاح ميلاط، أيوب عميرش .
جدير بالذكر بأن المسلسل توقف لشهور عدة بسبب توجيه أحفاد الشيخ أمود رسالة إلى كل من الوزير الأول و  وزير الثقافة  للمطالبة بتوقيف تصوير مسلسل «طوق النار» الذي خصصت له ميزانية قدرها 120 مليون دينار جزائري لكن تصوير المسلسل استؤنف فيما بعد، حيث أجرى طاقم الإنتاج حوارا مع أحفاد أمود وأقنعوهم بأن العمل لن يشوه الشخصية التاريخية
     حمزة.د