تشير الدراسات الحديثة إلى أن ما نسبته 2 إلى 3 بالمئة من السكان يعانون من اضطراب الوسواس القهري، ويظهر المرض في ثلثي المرضى قبل بلوغهم 25 عاما، وأحيانا في مرحلة الطفولة المبكرة، وعلى الرغم من أن نسبة الرجال والنساء بين البالغين متساوية تقريبا (52 بالمئة من النساء)، إلا أن الذكور يتأثرون بهذا المرض بشكل أكثـر من الإناث خلال فترة المراهقة.
سامية إخليف
وتعد اضطرابات الوسواس القهري رابع أكثر الاضطرابات العقلية شيوعا من حيث التكرار، بعد الرهاب والإدمان والاكتئاب، ويشعر المصاب بأنه مضطر للقيام بالسلوكيات القهرية والأفكار المتطفلة غير المرغوب فيها بشكل متكرر ومفرط.
تضطر سميرة إلى تنظيف مكتبها عدة مرات في اليوم بماء جافيل ومختلف المعقمات، كما تغسل يديها بالماء والصابون كما تستخدم المعقم الكحولي بشكل مفرط لحماية نفسها من الجراثيم والفيروسات، مما أدى إلى إصابتهما بالجفاف والتشققات والتهيج والتهاب الجلد، وبالرغم من أن سلوكياتها مرتبطة بهوس النظافة والخوف المبالغ فيه من التلوث والمرض إلا أنها لا تعترف بأنها غير عادية وترفض بشدة زيارة مختص.
كما يعاني نور الدين من أفكار قهرية (نتيجة صدمة نفسية) منذ الطفولة أثرت على نفسيته بشكل كبير جدا، وبعد إصرار شقيقته على زيارة الطبيب، بدأ يشعر بنتائج إيجابية بعد العلاج النفسي ، حيث ساعده على فهم أفكاره المتطفلة والتخلي عنها وعلاج الهواجس المرتبطة بهذا المرض النفسي.
* المختص النفساني العيادي الدكتور رشيد بلخير
الأعراض تظهر في مرحلتي الطفولة والمراهقة في 50 بالمئة من الحالات
يوضح المختص النفساني العيادي الدكتور رشيد بلخير أن الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يعاني المصابون به من هواجس، وهي أفكار أو أحاسيس أو صور أو دوافع متكررة ومستمرة غير مرغوب فيها وغير منطقية، كما يقومون بأفعال متكررة وطقوسات مفرطة ومستهلكة للوقت ومزعجة (سلوك قهري)، وبالرغم من أن معظم المصابين يعرفون أو يشتبهون في أن أفكارهم الوسواسية غير واقعية وغير حقيقية، إلا أنهم يجدون صعوبة في التخلص منها أو إيقاف السلوكيات القهرية.
وأشار إلى أن أعراض حوالي 50 بالمئة من المصابين باضطراب الوسواس القهري تبدأ في الظهور في مرحلتي الطفولة والمراهقة، ومن النادر أن يُصاب شخص ما باضطراب الوسواس القهري بعد سن الأربعين، موضحا أن الأعراض هي هواجس وسلوكيات قهرية أو أفكار قد تعيق الحياة اليومية للمريض كالخوف المبالغ فيه من الجراثيم أو الأوساخ والسموم وما إلى ذلك، أو تكرار الأنشطة والأفعال الروتينية مثل القراءة والكتابة والمشي والتقاط شيء ما أو فتح الباب وغيرها، أو التحقق من القيام بشيء ما عدة مرات مثل غلق باب المنزل أو الغاز أو الحنفية، أو الإفراط في غسل اليدين والاستحمام وتنظيف الأسنان، أو تكرار الكلمات أو الأرقام ذهنيا لعدد معين من المرات، أو التركيز على أرقام “جيدة” أو “آمنة”، مشيرا إلى أن الأفعال القهرية قد تكون سلوكية (أفعال) أو عقلية (أفكار) ، ويشعر المريض وكأنه مُجبر على القيام بها نتيجة للقلق والضيق الناجمين عن الوسواس. وأضاف ، أن المصاب باضطراب الوسواس القهري قد يتجنب أيضا أشخاصا أو أماكن أو مواقف معينة تسبب له الضيق وتثير لديه هواجس أو سلوكيات قهرية، ما قد يؤدي إلى إضعاف قدرته على أداء وظائفه المعتادة بشكل أكبر، وقد يكون هذا التجنب ضارا بجوانب أخرى من الصحة العقلية أو البدنية.
ويمكن أن يكون لاضطراب الوسواس القهري تأثير كبير على حياة الشخص، لأن الدوافع والهواجس قد تستغرق ساعات طويلة من يومه، وقد تتداخل مع علاقاته الأسرية والاجتماعية، وغالبا ما يتفاقم هذا المرض النفسي مع الاكتئاب واضطرابات القلق الأخرى، بما في ذلك القلق الاجتماعي واضطراب الهلع وقلق الانفصال.
وأكد الدكتور بلخير، أن أسباب الإصابة باضطراب الوسواس القهري غير مفهومة تماما ولم يتمكن الباحثون من تحديدها، إلا أن هناك عدة نظريات وعوامل يعتقد أنها تساهم في تطوره ومن بينها الجينات، حيث تُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى (الوالد أو الشقيق) يُعاني من اضطراب الوسواس القهري يكونون أكثر عرضة للإصابة، ويزداد الخطر إذا أُصيب هذا القريب باضطراب الوسواس القهري في مرحلة الطفولة أو المراهقة، كما يرتبط اضطراب الوسواس القهري بحالات عصبية أخرى تؤثر على مناطق مماثلة من الدماغ، بما في ذلك مرض باركنسون ومتلازمة توريت والصرع، وتظهر بعض الدراسات أيضا وجود ارتباط بين صدمة الطفولة، مثل الإساءة أو الإهمال، وتطور اضطراب الوسواس القهري.
* المختصة النفسانية العيادية روزة نوالي
العلاج السلوكي المعرفي والأدوية من أهم العلاجات
من جهتها تؤكد المختصة النفسانية العيادية روزة نوالي، أن علاج اضطراب الوسواس القهري عادة ما يشمل العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي إلى جانب العلاج الدوائي وخاصة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، فغالبا ما يشهد الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري الذين يتلقون العلاج المناسب تحسنا في جودة حياتهم وأدائهم الاجتماعي والمدرسي أو العملي، بينما عدم تلقي المرضى للعلاج، يؤدي إلى صعوبة كسر حلقة الوساوس والسلوكيات القهرية وعلاجها، نظرا لحدوث تغيرات هيكلية في دماغهم، كما يؤدي اضطراب الوسواس القهري غير المعالج إلى الاكتئاب في أكثر من نصف الحالات، لذلك من الضروري استشارة المختصين إذا ظهرت عليهم أعراض المرض.
وأوضحت أن المختص النفساني سيساعد المريض على فحص أفكاره ومشاعره وفهمها، والالتزام على تعلم أن يعيش حياة ذات معنى رغم أعراض اضطراب الوسواس القهري، فالعلاج السلوكي المعرفي يهدف إلى تغيير أنماط التفكير والمعتقدات والسلوكيات التي قد تثير القلق وأعراض الوسواس القهري.
ويتضمن جزء من هذا العلاج تعريض الشخص تدريجيا لمواقف تثير هواجسه، وفي الوقت نفسه، مساعدته على تقليل سلوكياته القهرية وسلوكيات التجنب، وهذه العملية تدريجية، وعادة ما تبدأ بمواقف أقل إثارة للخوف كأن يطلب المعالج من المريض لمس أشياء متسخة، ثم يمنعه من غسل يديه، وتكرر مهام التعرض والوقاية من السلوكيات القهرية يوميا وباستمرار حتى يتراجع القلق، فيدرك المريض أن البقاء في موقف مخيف لن يحدث أي شيء سلبي، وسيتعلم أن أفكاره المقلقة مجرد أفكار وليست بالضرورة حقيقة، فعلى مدار عدة جلسات، يُمكن أن يُساعد العلاج السلوكي المعرفي على تغيير الأفكار الضارة والتوقف عن العادات السلبية، وربما استبدالها بطرق صحية.
بينما الأدوية التي تُعرف باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تُعتبر العلاج الأول لاضطراب الوسواس القهري، وقد أظهرت العديد من الدراسات البحثية أن هذه الأدوية عادة ما تكون أكثر فعالية من أنواع أخرى من الأدوية.
في حين قد يكون التقييم والعلاج في المستشفى مفيدا لبعض الأشخاص، خاصة عندما تكون الأعراض شديدة، وقد تستغرق مدة الاستشفاء من عدة أيام إلى بضعة أسابيع.
ويمكن أن تساعد تقنيات اليقظة الذهنية، مثل التأمل والاسترخاء واليوغا والتخيل، وتقنيات التنفس البطيء في تخفيف الأعراض، وتتطلب هذه التقنيات ممارسة منتظمة، وتكون أكثر فعالية عند استخدامها مع برنامج علاجي للعلاج السلوكي المعرفي.
وتنصح المختصة النفسانية، المرضى بالنوم الجيد، وممارسة الرياضة بانتظام، وإتباع نظام غذائي صحي، والإقلاع عن التدخين، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة لتلقي الدعم، في حين لا يمكن الوقاية من اضطراب الوسواس القهري، إلا أن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يساعدا في تقليل أعراضه وتأثيراته على حياة المريض.
طب نيوز
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يؤدي إلى ظهور الخرف
أكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة جنيف والمستشفيات الجامعية، وجود علاقة بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين وزيادة خطر الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من العمر، وبحسب النتائج ، فإن أدمغة البالغين المصابين بهذا الاضطراب تظهر تغيرات مماثلة لتلك التي تظهر لدى الأشخاص المصابين بالخرف المرتبط بالعمر، مثل مرض الزهايمر.
وقال البروفيسور بول أونشولد، رئيس قسم الأمراض النفسية في المستشفى الجامعي لجنيف «تشير الدراسات الوبائية الحديثة إلى أن البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم خطر أعلى للإصابة بالخرف في سن الشيخوخة، ولكن الآلية التي يشكل بها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه خطرا غير معروفة».
و استخدم الباحثون طريقة متقدمة لتصوير الدماغ لفحص محتوى الحديد في أدمغة 32 بالغا تتراوح أعمارهم بين 25 و45 عاما يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، وقام الفريق أيضا بقياس مستوياتNfl في دم المشاركين.
وكشفت النتائج عن اختلافات ملحوظة في توزيع الحديد في عدة مناطق من الدماغ لدى هؤلاء ، كما أشار مؤلفو الدراسة إلى وجود ارتباط كبير بين مستويات الحديد في القشرة المخية المركزية ومستويات NfL في الدم.
وحسب البروفيسور بول أونشولد:» فإنه غالبا ما يتم ملاحظة زيادة الحديد في مناطق معينة من الدماغ، وهو ما يرتبط بزيادة الإجهاد التأكسدي، مما يعزز التنكس العصبي».
سامية إخليف
فيتامين
التوت الأزرق يسمح بالتحكم في نسبة السكر في الدم
يعتبر التوت الأزرق مفيدا في تنظيم نسبة السكر في الدم والتحكم فيه بشكل أفضل، وذلك بفضل الألياف ومضادات الأكسدة الموجودة فيه، فهي تعمل على تحسين حساسية الأنسولين وهو مثالي للأشخاص المصابين بمرض السكري أو ما قبل السكري.
وحسب خبراء التغذية، فإن التوت الأزرق غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية ومنخفض السعرات الحرارية والسكر.
وتساعد هذه الفاكهة على محاربة الشيخوخة، وتحسين الهضم بفضل التانينات، والوقاية من التهابات المسالك البولية، وتعزيز جهاز المناعة بفضل فيتامين سي الموجود فيها.
كما أنها تقلل من تحلل الخلايا بفعل الجذور الحرة، وتخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنه يحتوي على نسبة منخفضة من السكر وخال من الدهون، مما يجعله مثاليا لنظام غذائي لمرضى السكري.
يساعد التوت الأزرق على تقليل تضييق الأوعية الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم، وبالتالي انخفاض خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
سامية إخليف
طبيب كوم
المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش
أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة وأعاني من انتفاخ البطن بعد الأكل، فهل صحيح أن المشي يقلل من هذا المشكل وهل شاي النعناع يفيد أيضا في التخلص من الانتفاخ والمشاكل الهضمية؟
مشكل انتفاخ البطن بعد الأكل قد يرجع لعدة أسباب ومن بينها طبيعة الأكل، أو تناول الطعام بسرعة، أو القلق ، أو نتيجة القولون العصبي، يمكن أن يساعد الشاي الأخضر على التخلص من الانتفاخ ، كما أن المشي مفيد جدا، ولكن من الأحسن زيارة الطبيب من أجل الفحص الجيد و التشخيص المناسب.
ابنتي البالغة من العمر 17 سنة تعاني من الصدفية، فكيف تخفف من أعراضها وهل يفيد زيت الزيتون في الترطيب وتخفيف الحكة؟
الصدفية مشكل صحي يقلق الكثير من المرضى، الأمر يحتاج إلى متابعة طبية عند المختص في الأمراض الجلدية، و للتخفيف من الأعراض أنصحك بتجنب عوامل القلق و التوتر و ممارسة الرياضة.
أنا شاب مقبل على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا هذه السنة، هل هناك أدوية معينة يمكن أن تساعدني على عدم النسيان، وهل يمكن تناول الفيتامينات والمعادن من دون استشارة طبية وبماذا تنصحني؟
يبحث الطلبة المقبلون على الامتحان على أدوية تساعد على التركيز والحفظ، إلا أنه من الأحسن تجنب أخذ الفيتامينات أو المكملات الغذائية دون استشارة طبية، وعليك بالاعتماد على التغذية الصحية كالخضر و الفواكه المجففة و اختيار الأوقات المناسبة للمراجعة (ساعة الفجر) مع تجنب السهر و الإرهاق وممارسة الرياضة.
سامية إخليف
تحت المنظار
الخبير في علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية الدكتور محمد بلحسين
الاستثمار في الجينوم مشروع استراتيجي سيعود بفوائد كبيرة على الجزائر
يرى الخبير في علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية الدكتور محمد بلحسين ، أن الطب الشخصي هو نهج طبي حديث يعتمد على فهم الخصائص الجينية لكل فرد من أجل تقديم علاجات مخصصة وأكثر فعالية، فبدلا من إتباع نهج واحد يناسب الجميع، يهدف الطب الشخصي إلى تحديد العوامل الوراثية التي تؤثر على استجابة الأشخاص للأدوية والأمراض، مما يساعد على تقديم رعاية صحية دقيقة تلائم احتياجات كل مريض ، وحسبه يعتمد هذا المفهوم بشكل أساسي على دراسة الجينوم، أي التركيب الكامل للحمض النووي لدى الأفراد، وهو ما يجعل علم الجينوم حجر الأساس لهذا التوجه الحديث في الطب.
ولتنفيذ مشروع جينومي وطني في المستقبل القريب، يؤكد الدكتور بلحسين، أنه من الضروري توفير بنية تحتية متطورة تشمل تقنيات متقدمة مثل أجهزة تسلسل الجينوم من الجيل الجديد، وهي أدوات قوية قادرة على تحليل الحمض النووي بدقة وسرعة كبيرة، كما أن تحليل هذه البيانات الضخمة يتطلب حوسبة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يسمح بمعالجة وفهم هذه المعلومات بكفاءة عالية، إضافة إلى ذلك، ينبغي إنشاء قواعد بيانات بيولوجية وطنية لتخزين المعلومات الجينية بطريقة آمنة وفعالة، مع ضمان وجود إطار قانوني وأخلاقي يحمي بيانات الأفراد ويحدد الاستخدامات المشروعة لها.
وأوضح أن علم الجينوم أصبح في طليعة الثورة الطبية لا سيما وأن العالم اليوم يشهد تطورا سريعا في العلوم، مشيرا إلى أن العديد من الدول المجاورة تحقق تقدما كبيرا في هذا المجال، مما يسمح لها بتحقيق اكتشافات رائدة في الطب والوقاية من الأمراض، في حين لا تزال الجزائر في بداياتها في هذا المجال، إلا أنها تمتلك الإمكانيات والكوادر العلمية التي يمكن أن تساهم في بناء قاعدة صلبة لهذا المشروع، مؤكدا بأن إطلاق مثل هكذا مشروع سيكون خطوة إستراتيجية تضمن اندماج الجزائر في الثورة البيولوجية الحديثة وتساعد على تطوير قطاع الصحة بطرق غير مسبوقة.
ولتطوير إستراتيجية وطنية منظمة للجينوم، فإن الأمر حسب الخبير بلحسين، يتطلب التنسيق بين المؤسسات الحكومية وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية البحثية، بالإضافة إلى زيادة الوعي العام بأهمية هذا المجال، آملا أن تسهم المشاريع الإستراتيجية التي يتم العمل عليها حاليا في بناء قواعد بيانات محلية وتحليل الخصائص الوراثية لسكان الجزائر لضمان تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية تتناسب مع تركيبتنا البيولوجية الفريدة.
ولبدء مشروع جينومي وطني ، يرى الدكتور بلحسين، أنه ينبغي على الجزائر تبني مقاربة منظمة تعتمد على وضع خطة وطنية واضحة يقودها فريق من العلماء والخبراء بالتنسيق مع الجهات الحكومية، ويجب أن يكون هناك التزام حكومي واضح بإنشاء لجنة وطنية متخصصة تشرف على المشاريع الجينومية وتضمن تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، وعلاوة على ذلك، ينبغي الاستثمار في تطوير مراكز أبحاث متخصصة تكون مجهزة بأحدث التقنيات في تحليل الجينوم، مع تدريب الكفاءات المحلية لضمان استدامة هذا المشروع، كما أن وضع إطار قانوني وأخلاقي ضروري لضمان حماية البيانات الجينومية وعدم استخدامها لأغراض غير مشروعة، إلى جانب إطلاق حملات توعية تستهدف الأطباء والباحثين والجمهور العام حول فوائد علم الجينوم وأهميته لمستقبل الصحة في الجزائر.
وأكد أن الاستثمار في مشروع الجينوم ليس مجرد مشروع علمي، بل هو استثمار استراتيجي سيعود بفوائد كبيرة على الجزائر، فعلى الصعيد الطبي، سيمكننا من فهم العوامل الوراثية التي تؤثر على الأمراض المنتشرة في الجزائر، مما سيساعد الأطباء على تقديم علاجات أكثر دقة وفعالية، كما أن الكشف المبكر عن الاستعداد الوراثي للأمراض سيتيح اتخاذ تدابير وقائية تقلل من التكاليف الطبية وتحسن متوسط العمر المتوقع للسكان، أما على الصعيد الاقتصادي، فإن تطوير قطاع الجينوم سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة في مجالات التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية، مما سيعزز الاقتصاد الوطني ويقلل من الاعتماد على استيراد الأدوية والتكنولوجيا الطبية من الخارج، إضافة إلى ذلك، يمكن للجزائر أن تصبح مركزا إقليميا في أبحاث الجينوم، مما سيمكنها من تعزيز التعاون العلمي مع المؤسسات الإفريقية والدولية والمساهمة في الأبحاث العالمية.
سامية إخليف
خطوات صحية
الطريقة الصحيحة للتخلص من انسداد الأذنين بشكل آمن
يعتبر انسداد الأذنين من المشاكل التي يواجهها العديد من الأشخاص، حيث يشعر هؤلاء بالانزعاج بسبب الضغط وفقدان السمع المؤقت وعدم الراحة.
ويمكن أن يرجع انسداد الأذنين إلى عدة أسباب عديدة، مثل شمع الأذن الزائد، وتسرب الماء إلى الأذن عند السباحة أو الاستحمام، والتهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية، والتهابات الأذن الوسطى، وما إلى ذلك.
ولإزالة انسداد الأذن بطريقة طبيعية، تعتبر مناورة فالسالفا التقنية الأكثر بساطة وفعالية، وتتضمن النفخ بلطف مع إبقاء الفم مغلقا والأنف مضغوطا، ويؤدي هذا الإجراء إلى زيادة الضغط في مجرى الهواء وإعادة فتح قناة استاكيوس، وبالتالي استعادة التوازن السمعي.
ويمكن القيام بهذه التقنية في البيت وذلك بالجلوس أو الوقوف بهدوء، ثم سد فتحتي الأنف عن طريق الضغط عليهما بالأصابع ، مع غلق الفم، واستنشاق الهواء بلطف ثم إخراجه بلطف من خلال الأنف دون السماح للهواء بالخروج، ثم يستنشق المريض الهواء، ويجب أن يشعر بفرقعة صغيرة في الأذنين، وهذه العلامة تدل على إعادة توازن الضغط، إلا أنه يجب عدم الضغط بقوة، لأن ذلك قد يؤدي إلى تلف طبلة الأذن.
وإذا ظلت الأذن مسدودة لعدة أيام على الرغم من كل شيء، أو إذا كان المريض يعاني من الألم أو الحمى أو فقدان السمع أو الطنين، فمن الأفضل استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة من أجل العلاج المناسب.
سامية إخليف
نافذة أمل
حمض البوليك لعلاج السكتة الدماغية في مرحلة الاختبارات السريرية
قام باحثون من برنامج SPAN في الولايات المتحدة باختبار ستة علاجات تجريبية لتحسين علاج السكتة الدماغية، ومن بينها، أظهر حمض البوليك فقط نتائج واعدة.
وقامت الدراسة، بقيادة الدكتور إنريكي ليرا والدكتور أنيل تشوهان من جامعة أيوا ، بتقييم آثار حمض البوليك على القوارض التي تعاني من السكتة الدماغية الإقفارية الحادة، و قام الباحثون بإعطاء العلاج أو دواء وهمي عن طريق الوريد، وراقبوا تعافي الحيوانات لمدة شهر باستخدام التقييمات العصبية ومسح التصوير بالرنين المغناطيسي.
وأظهرت القوارض المعالجة بحمض البوليك تعافيا حسيا حركيا أفضل، ونجا عدد أكبر من الحيوانات المعالجة مقارنة بالمجموعة الضابطة.
ولوحظت فعالية العلاج في القوارض من مختلف الفئات العمرية، وتلك المصابة بالسمنة أو ارتفاع ضغط الدم، مما يشير إلى أن حمض البوليك يمكن أن يعطي نتائج جيدة حتى في الأشخاص الذين يعانون من أمراض مصاحبة.
وتعد الدراسة جزءا من شبكة تقييم ما قبل السريرية للسكتة الدماغية (SPAN)، وهي منهجية تكيفية تسمح بالتقييم المتوازي للعديد من العلاجات والتخلص السريع من تلك التي لا تتمتع بالفعالية الكافية.
وفي هذا البرنامج، تم اختبار ستة علاجات تجريبية، وفقا لبروتوكولات صارمة، منها التوزيع العشوائي، والتحليل الأعمى، واستخدام نماذج حيوانية تمثل مرضى السكتة الدماغية.
ومن بين العلاجات الستة التي تم تقييمها، أظهر حمض البوليك فقط فعالية ثابتة طوال البروتوكول، وقد تم استبعاد التدخلات الأخرى، بما في ذلك أربعة أدوية تمت الموافقة عليها بالفعل لعلاج حالات أخرى وتقنية التكييف الإقفاري عن بعد، بعد إجراء تحليلات مؤقت.
وتشير هذه النتائج إلى أن حمض البوليك قد يكون علاجا مساعدا فعالا لتحسين التعافي بعد السكتة الدماغية الإقفارية الحادة، ومع ذلك، سيكون من الضروري إجراء المزيد من الدراسات على النماذج الحيوانية قبل النظر في إجراء التجارب السريرية على البشر.
سامية إخليف
