الثلاثاء 22 أفريل 2025 الموافق لـ 23 شوال 1446
Accueil Top Pub

الأكاديميتان آمال لواتي وليلي لعوير في مهرجان الشعر النسوي: الشاعرة الجزائرية لم تغترب عن جذورها


أكدت الأكاديميتان ليلى لعوير وآمال لواتي، أمس، خلال فعاليات اليوم الثالث من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسائي، بدار الثقافة مالك حداد، بقسنطينة، أن الشاعرة الجزائرية لم تغترب عن جذورها بل فتحت صفحات تراثية متنوعة استلهمت منها، ووظفتها في دواوينها وقصائدها.

وقدمت الدكتورة ليلى لعوير أبياتا من قصائد متنوعة لشاعرات جزائريات بنت عليها ما قدمته في مداخلتها حول "توظيف التراث في الشعر النسائي المعاصر"، وقالت إن الشعر النسوي الجزائري انفتح على التراث ووظفه من منطلق زيادة ألق النص والصورة، وذلك تعميقا للمعنى أو لتجميل النص، من خلال تمثل الشخوص، الأحداث، والقصص لتوجيه المتلقي إلى كنوز تراثية تبعث على الوعي الحضاري، وعقبت لعوير أن المرأة التي يحضر عندها هذا الجانب تجدها أيضا تمتلك رسالة تنقل من خلالها التراث.
وأردفت المتدخلة، أن الشعر النسوي الجزائري لم يغلب الرؤية الانفصالية فأغلب قصائد الشاعرات سواء المتقدمات أو المتأخرات، وفقا لها تحضر فيها الذاكرة المرجعية التي ترتبط بالموروث العربي الإسلامي، والموروث الوطني، والموروث الشرقي القديم، وكذا الاستلهام من النص القرآني، وذكرت الشاعرة لطيفة حساني التي حاولت التمثل من أشعار المعلقات خصوصا تماهيها مع عنترة بن شداد، والمتنبي في ديوانها "شهقة السنديان"، وكذا الشاعرة فوزية سعيدي التي استلهمت من سورة يوسف، أما الموروث الوطني فقد وُجد في نصوص نصيرة بن ساسي التي جسدت صورة المرأة الجزائرية الثابتة ثبوت جبال الأوراس رغم عنف المقاومة.
وعي حداثي على مستوى المقروء الشعري النسوي
فيما اعتبرت الدكتورة آمال لواتي في مداخلتها "فلسفة الانتماء في الشعر النسائي المعاصر"، أن الموضوع يحتاج إلى قراءات مرجعية للوقوف على علاقة الشاعرة العربية والجزائرية على وجه الخصوص بالتراث، مضيفة أنها لاحظت وجود وعي حداثي على مستوى المقروء الشعري النسوي الجزائري، الذي يغيب فيه الاغتراب عكس الشعر العربي.
وأضافت أنه رغم تأثيرات العصر الراهن التي تريد وضع كل المجتمعات في سلة واحدة باسم العولة والحداثة، إلا أنه يوجد ثقل على مستوى الدواوين الشعرية الجزائرية التي يُلمس فيها الانتماء إلى القضايا الراهنة والتطرق إلى مواضيع العدل، وبالأخص الحرية التي تعد مبدأ إنسانيا، وكذلك الأبعاد السياسية، الاجتماعية، والحضارية، وهذا الاستشعار وفقا للأستاذة، مجلوب من واقع المرأة الجزائرية التي كانت مجاهدة ومناضلة في الجبال لذلك فهي تشعر بهذا الحراك الفاعل على المستوى الوطني والعالمي.
وذكرت الدكتورة أن الشاعرة الجزائرية تفخر بانتمائها للذاكرة الجمعية وللشعر باعتباره سمة حضارية للعرب وقد توجه إليها الرجل بقصائد غزلية خاطبت عاطفتها لذلك فهي تكتب عن اللغة وبلاغتها، وسر الحرف والكلمة، والإيقاع.

أما عن الانتماء للذات الأنثوية في الشعر النسائي الجزائري أوضحت المتحدثة ذاتها، أنه لا يعني النزعات العاطفية أو الغريزية بل كان بشكل واعٍ أيضا كما تحضر في النص النسائي الرؤى والأفكار الجمالية، والقيم المفتوحة والرسالة بينما تختفي المبالغة في اصطناع المشكلات الوجودية لدى الشاعرة الجزائرية مقارنة بالشعر العربي وحتى المشاكل الأيديولوجية، وأرجعت ذلك إلى الانجذاب للمرجعية التاريخية ذات خطاب إصلاحي يرسخ لمقومات الانتماء والتأكيد على الهوية والدفاع المستميت على ما تركته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من قيم فاعلة،
وأشارت المتدخلة، في هذا الطرح إلى أن نصوصا كثيرة فيها انتماء إلى العقيدة، فالشاعرات الجزائريات تتعايشن مع الشعور الإيماني الروحي، وتستعلين بعقيدتهن في ظل الواقع الراهن المعاش، وهي خصوصية اعتبرتها مهمة على مستوى الشعر الجزائري النسائي، معرجة للحديث عن فلسفة الانتماء للجمالية في النص الشعري النسائي المثقل ببلاغة اللغة وجمالها، وأصالة روحها خصوصا اللغة التراثية الموظفة في رموز وآليات وتقنيات مختلفة.
لذلك دعت الأستاذة إلى ضرورة احتواء كل الدواوين سواء عمودية أو نثرية بقراءة جميلة خصوصا في ظل وجود نصوص كثيرة تستحق القراءة، التي عبرت أنها تحيل إلى وجود نهضة في الشعر النسائي الجزائري.
وفي كلمة ألقتها أبرزت الشاعرة زينب لعوج، تأثر النص الشعري الجزائري بقضايا الأمة وتوظيفها للرمز التراثي وذلك من خلال حديثها عن ديوانها "مرثية لقارئ بغداد"، حيث كشفت أنها اشتغلت عليه لمدة أربع سنوات بين قراءة واسعة لمعظم الكتب الدينية، الفلسفية، الصوفية، وكذا الكتب المقدسة، ثم كتابة لتخرج بفكرة قصيدة ملحمية فيها جانب سردي، فني، وجمالي مرتبط بعمق الشعر، مضيفة أنها استخلصت الجرح العربي منذ القدم، وهي عبارة عن قصيدة تراكمية على مستوى المشاعر والواقع المعيش، وتراكمية على مستوى المأساة العربية الانسانية.
إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com