الأربعاء 16 أفريل 2025 الموافق لـ 17 شوال 1446
Accueil Top Pub

في ملتقى دولي بجامعة الأمير عبد القادر: فتح ملف تجديد التفكير الديني عند محمد إقبال


شهدت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة صباح أمس افتتاح ملتقى دولي حول المفكر الإسلامي ذي الأصول الهندية والباكستانية محمد إقبال عشية ذكرى وفاته وتزامنا مع يوم العلم تاريخ وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس، وهو الملتقى الذي فتح نقاشا تحليليا ونقديا عميقين حول فكر إقبال في مختلف زواياه الدينية والفلسفية والثقافية والسياسية، بمشاركة عشرات الأساتذة والباحثين والمفكرين من جامعات جزائرية وأجنبية.

وحسب رئيس اللجنة العلمية و التنظيم الأستاذ الدكتور عيسى بوعافية فإن هذا الملتقى الذي بادرت إلى تنظيمه كلية أصول الدين بجامعة الأمير تحت عنوان تجديد التفكير الديني في الإسلام محمد إقبال نموذجًا، دفعت إليه دوافع كثيرة لعل أبرزها أن محمد إقبال واحد من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، الذين عاشوا تفاصيل معضلة تخلف المسلمين وتقدم غيرهم؛حين وجهت أصابع الاتهام لتحميل مسؤولية ذلك كله إلى الفكر الديني، إذ يرى البعض بأن مخرجاته غيرُ قادرة على مواكبة تلك التحولات الكبرى، وبأنها عاجزةٌ عن تقديم حلول مبتكرة للقضايا المعاصرة! بينما يرى البعض الآخر بأن الخلل في نمط التفكير الديني، إذ إنه جامد ومغلق ومغرق في التقليد! مع اتفاق كلا الطرفين أن المشكلة في المسلمين لا في الإسلام. فأثرت فيه عميقا وأرقته، وكان من أفذاذ الشرق الإسلامي في ثقافته الغربية، حيث أخذ من علوم الغرب وثقافته وحضارته، من فلسفة واجتماع، وأخلاق واقتصاد، وسياسة ومدنية، عن أساتذتها البارعين في الهند وإنجلترا وألمانيا، ما جعله يبز المتخصصين الغربيين بل نظراءه الشرقيين! وقد جمع إلى ذلك ثقافة إسلامية واسعة متينة، نشأ وتربى عليها، وكانت سائسه وقائده ومرجعيته التي يحتكم إليها ويعتز بها، إلى أن لقي الله. وانطلاقا من تلك المعرفة والخبرة والهم؛ قدم إقبال-من خلال تراثه الفكري -أنموذجا إصلاحيا دعا من خلاله إلى تجديد التفكير الديني؛ كي تتمكن الأمة الإسلامية من التوفيق بين موروثها الحضاري الإسلامي الأصيل وإبداعات الحضارة المعاصرة، دون أن تفقد أصالتها وفاعليتها وتميزها الحضاري.
ورغم أن صيحة إقبال بتجديد التفكير الديني؛ قد مر عليها أكثر من ثلاثة أرباع قرن، إلا أن دواعيها لا تزال قائمة، وهي هم مزمن، وضرورة واقعية ملحة، لا تزال تواجه المجتمعات الإسلامية، في عالم سريع التغير.وعلى هذا الأساس كانت الغاية من هذا الملتقى، تجديد النظر في تلك الصيحة، من أجل تلمس أنموذج إصلاحي لحال المجتمعات المسلمة المعاصرة، من خلال الإجابة على التساؤلات الآتية: هل يمكن لأفكار محمد إقبال؛ أن توفر إطارا منهجيا نموذجيا يمكن الاعتماد عليه في تجديد تفكيرنا الديني في ضوء المعطيات المعاصرة؟ وما حدود وإمكانات هذا النموذج؟ وما النواقص التي تعتريه؟ زما التحديات التي قد تواجهه في سياق المتغيرات المعاصرة؟ وكيف يمكن تطويره بما يتلاءم مع المستجدات المعاصرة؟وفي هذا الإطار؛ يفتح هذا الملتقى المجال لتحليل عميق، وتقويم موضوعي لهذا النموذج الفكري، والبحث في كيفية تفعيله أو تطويره لينسجم مع التحديات الراهنة، وذلك من خلال أربعة محاور تتوزع على كل جوانب شخصية وفكره وإسهامه الحضاري التجديدي وآفاق استثمارها.
وخلال الجلسة العلمية الأولى أكد الأستاذ الدكتور عبد الرزاق قسوم الرئيس السابق لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن المنهج التجديدي في خطاب محمد اقبال تحكمه مجموعة مؤطرات ومرتكزات ميزت شخصية إقبال منها: التنوع المعرفي والثقافي التأصيل القرآني للتجديد، منهجه ونزعته الكونية انطلاقا من العالمية الإسلامية ومزجه بين الثقافة الإسلامية والغربية الحديثة، كما تحكمه مجموعة مقومات فلسفية مصطلحاته تمثل دعامة تفكيره الذاتية منها الخلود، مفهوم الأمة والوطن مفهوم الخاتمية، وقد عمد إقبال إلىتقسيم للفكر الإسلامي عصر الطفولة عصر البلوغ ميلاد العقل، وانتشاؤه وإلغاء الكهانة عصر الخاتمية بختم النبوة، مبرزا موقفه من التصوف بين القبول والنقد، على منهج سنوي بعيدا عن التصوف البدعي، أما الأستاذ الدكتور عبد القادر بخوش من جامعة قطر فقد قارب نظرية التجديد عند إقبال من خلال مدرسة التجديد الحضاري ورأى أن إقبال مستوعب لكل الفكر الإسلامي خاصة للغزالي وابن تيمية نظر بطريقة نقدية؛ حيث انتقد الغزالي عن موقفه من العقل وابن تيمية في تقصيره في جانب الروح، ومستوعب للفكر الغربي الذي انتقده هو الاخر مستعجلا الجانب الفلسفي والروحي، كما أشار إلى ما تميز به من إقباله على دراسة الفكر الشرقي الهندي القديم، مقترحا تأسيس مراكز بحث ودراسات بحث حوله، وأبرز الأستاذ الدكتور الطيب ولد لعروس من مهد العالم العربي بباريس شخصية محمد اقبال من خلال دائرة المعارف الإسلاميةكما توزعت باقي المداخلات على إبراز البعد الصوفي في فكر إقبال لاسيما في دواوينه الشعرية، وكذا البعد الفقهي والتجديدي بنظرة تحليلية نقدية،على أن تتواصل الأشغال اليوم لمعالجة باقي المحاور ذات الصلة بفكره المتنوع. ع/خلفة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com