يحتفى متحف الفنون والتعابير الثقافية التقليدية، قصر الحاج أحمد باي، بقسنطينة، بيوم العلم بتنظيم معرض للفنون التشكيلية تشارك فيه فنانات من الشرق الجزائري، حيث زين بهو المتحف بإبداعاتهن التي جاءت متنوعة تجسد التراث الجزائري عامة والقسنطيني بصفة خاصة.
وقد تمزيت لوحات الفنانات وفقا لما وقفنا عليه بتوظيف تقنيات فنية بين الرسم على الزجاج و»أكريليك»، وكذا استخدام الألوان الزيتية على مجسمات مثل الصناديق التقليدية، حاملات المفاتيح على شكل باب مقتبس من المنازل الجزائرية العتيقة، وكذا أدوات للزينة ومرايا صُنعت بشكل فني يحيل إلى شكل المرآة المستخدمة قديما.
وفي حديثها للنصر قالت أستاذة الفنون التشكيلية، والمشرفة على الفعالية وهيبة بوضياف، أن المعرض يجمع 15 عارضة من ولاية قسنطينة وثلاث عارضات من سطيف، معبرة أن الفن هو إبداع وثقافة بالنسبة للفنانين وللمرأة بشكل خاص لأن اللمسة الأنثوية وفقا لها تميل دائما للجمال، مضيفة أن ربط الفن بالعلم وشهر التراث جاء مبينا في مواضيع اللوحات التي تنوعت بين التاريخ والحضارة وموروث مدينة قسنطينة العتيقة من أزقة قديمة، منازل ومساجد، قصور، وكذا الزخارف الإسلامية، فضلا عن اللباس التقليدي من «شاشية»، «قندورة»، «ملاية» وحلي.
من جانبه قال أستاذ الفن التشكيلي مراد عبد اللاوي، إن قسنطينة تعد منطقة تاريخية فطبيعي أن تحتضن الفن، الذي يعد أسلوبا لتجسيد الذات الإنسانية ويتميز باختلافه من منطقة إلى أخرى، وأعقب بأن الجزائر منذ القدم عُرفت بالرسومات التي خلفها الانسان القديم على صخور الكهوف، لذلك فهي تؤكد على حضارتها، كما أن شساعتها خلقت لها ثراء جعل الفنان يبدع في الاقتباس من متاحفها المفتوحة أمام ناظريه.
والفنان، وفقا للأستاذ، هو مؤرخ أيضا يكتب التاريخ بريشته مثل أن تجسد اللوحات التراث والملاية، خصوصا وأننا نعيش عصر الحداثة التي تبرز أيضا في أعمال الفنانين فيتعامل معها الإنسان روحيا ويتفاعل معها حسيا وشعوريا.
وقد عبرت المشاركات عن سعادتهن بالتجربة، حيث أفادت سامية بوصوف وهي سيدة سبعينيه تدرس في مدرسة للفنون، أنها أرادت العودة من خلال القطع التي قدمتها مثل حامل للمفاتيح مصنوع من مادة الخشب على هيئة باب قديم، ومرآة مقتبسة من أقواس المساجد إلى ذلك العصر الجميل الذي لا يعرفه الجيل الجديد واقتبست من عناصره، وأردفت أنه يجب إبراز كل ما هو تقليدي لأنه يعبر عن الهوية الجزائرية، كما أخبرتنا أن قطعها نالت إعجاب زوار المتحف من شباب وسياح.
من جانبها أفادت سميرة سدراتي فنانة تشكيلية من ولاية سطيف، أنها تشارك لأول مرة في معرض للفن التشكيلي وأكثر ما أعجبها احتضان قصر الحاج أحمد باي للفعالية خصوصا الأجواء الموجودة داخله والتي صادفت الاحتفال بموسم التقطير، وفي حديثها عن إحدى اللوحات التي شاركت فيها عبرت بأنها أرادت أن تجمع فيها تراث الجنوب ممثلا في ولاية غرداية، بالشمال في شكل قصبة الجزائر، لتبرز التنوع الذي يعرفه البلد.
إيناس كبير
