كشف نجم المصري البورسعيدي عبد الرحيم دغموم في حوار خاص مع النصر، عن طموحه الكبير بالمشاركة في كأس إفريقيا 2025، مؤكدا أن الهدف لا يقتصر على التواجد في كأس العرب فقط، كما توقف دغموم عند التألق اللافت لزميله عمورة مع ناديه والمنتخب الوطني، واعتبره مصدر إلهام، كما تحدث بتأثر كبير عن إصابة زميله الآخر لاعب سيراميكا أحمد قندوسي التي أعادت له ذكريات مؤلمة.
حاوره: سمير. ك
وعن مستقبله، أوضح النجم الجزائري المعجب بالدولي المصري إمام عاشور، أنه لم يحسم وجهته بعد، بخلاف ما قيل في الصحافة المصرية، وفي لحظة إدراك ووفاء، أكد محدثنا أنه إن بقي في مصر، فلن يلعب لغير المصري البورسعيدي، لكنه في المقابل لم يغلق باب الاحتراف، مشيرا إلى أنه سيختار العرض الذي يُقرّبه من حلمه الأوروبي.
عُدتم خائبين من تنزانيا بعد تضييع تأشيرة العبور للدور نصف النهائي لكأس الكونفدرالية، ما تعليقك ؟
صحيح، عدنا بخيبة أمل كبيرة من تنزانيا، بعد أن أضعنا بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس الكونفدرالية، على الرغم من فوزنا المريح ذهابا على أرضنا بهدفين دون رد، حيث كنت سعيدا بتسجيل هدف رائع من تسديدة قوية خارج منطقة العمليات، ولكن، عندما تنقلنا إلى دار السلام، واجهتنا ظروف صعبة للغاية، فعلى سبيل المثال أرضية الميدان كانت مشبعة بالمياه لدرجة أنها امتلأت بالبرك، وهو ما أثر بشكل واضح على أسلوب لعبنا، ولم نتمكن من فرض طريقتنا، وتلقينا هدفين جعلانا نلجأ لركلات الترجيح، التي لم تكن في صالحنا للأسف. الإقصاء كان مريرا، لأننا كنا نؤمن بحظوظنا في بلوغ الدور نصف النهائي، وربما حتى النهائي، خاصة بعد المشوار المميز الذي قدمناه في البطولة.
إمام عاشور الأفضل وأنا وقندوسي من بين خمسة أبرز نجوم
كيف تُقيّم مستواك هذا الموسم مع المصري البورسعيدي، خاصة أنك عائد من إصابة خطيرة أبعدتك لعام كامل؟
صراحة، لم أكن أتوقع عودتي بهذه القوة، بعد غيابي لسنة كاملة، بسبب الإصابة في الأربطة المعاكسة..لقد أجريت عملية دقيقة وخضعت لفترة تأهيل طويلة، ومع ذلك بفضل العزيمة والإيمان، تمكنت من العودة تدريجيا واسترجاع مستواي سريعا، لقد قدمت هذا الموسم 9 تمريرات حاسمة، 6 منها في الدوري و3 في كأس «الكاف»، بالإضافة إلى هدف جميل من تسديدة قوية، أنا الآن ثاني أفضل ممرر في الدوري المصري، وهذا شرف كبير لي، والأهم من ذلك أنني تمكنت من فرض اسمي مجددا كواحد من أفضل اللاعبين الأجانب في البطولة. لقد مررت بفترة صعبة جدا، لكنني لم أستسلم، وها أنا اليوم أحصد ثمار جهدي.
لقب «الحريف» الذي أطلقته عليك الصحافة المصرية، ماذا يعني لك؟
«الحريف» لقب أعتز به كثيرا في بلد كروي بحجم مصر، حيث يتواجد الأهلي والزمالك وبيراميدز، أن تُلقب بـ«الحريف» يعني أنك قدمت ما يستحق الإشادة فعلا، وهذا اللقب يعكس تقدير الجماهير والإعلام لمستواي وأدائي مع المصري البورسعيدي..أنا راض تماما عما قدمته، وأسعى لمواصلة التألق، ولدينا تحديات كبيرة قادمة، أبرزها مواجهة الزمالك صاحب المركز الثاني، في مباراة حاسمة ستحدد الكثير بشأن مستقبلنا في الدوري، وطموح التأهل لمسابقة قارية جديدة.
«الحريف» لقب أعتز به كثيرا في بلد كروي بحجم مصر
هناك حديث عن تجديد عقدك مع المصري، هل من جديد؟
صحيح، هناك الكثير من الأخبار، ولكنني لم أفصل في مستقبلي بعد، وعقدي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، وهناك مقترح أولي للتجديد، لكن لم نصل إلى اتفاق رسمي بعد..أملك عروضا من أندية مصرية أخرى، بعضها من كبار الدوري، ولكن أؤكد أنني إذا بقيت في مصر، فلن ألعب لغير المصري البورسعيدي والسبب بكل بساطة الوفاء، فإدارة الفريق وعلى رأسها الرئيس، وقفت بجانبي في أحلك الظروف، وتكفلت بعلاجي الكامل في مصحة «أسبيتار»، بالإضافة إلى الحفاظ على كافة مستحقاتي رغم إصابتي، وهذا الموقف الإنساني يعني لي الكثير، وسأضعه في عين الاعتبار، عندما أقرر مستقبلي بالتشاور مع وكيلي.
نحن أبطال العرب وسندافع عن التاج بكل قوة
هل ما زال حلم الاحتراف الأوروبي قائما لديك ؟
أكيد، حلمي الأكبر هو خوض تجربة احترافية في أوروبا، وأريد السير على خطى زملائي السابقين في وفاق سطيف، مثل محمد أمين عمورة وحسام غشة، اللذين نجحا في فرض نفسيهما في بطولات قوية بالقارة العجوز، وعمورة على سبيل المثال، يقدم مستويات رائعة في الدوري الألماني، وأصبح من أبرز المهاجمين هناك، وأطمح للسير على هذا الدرب، وأعلم أن التألق في أوروبا هو بوابتي لتحقيق الحلم الأكبر، وهو تمثيل المنتخب الأول..سأدرس العروض التي وصلت إلى وكيل أعمالي، وسأعطي الأولوية للمشروع الذي يخدم طموحي.
في ظل رغبتك في الاحتراف بأوروبا، هل نستبعد رؤيتك مجددا في البطولة الجزائرية، رغم العروض التي وصلتك؟
بكل احترام وتقدير، تلقيت عدة عروض من أندية جزائرية بارزة، مثل مولودية الجزائر وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة، ولكنني لا أرى العودة حاليا خيارا مناسبا لمساري على الأقل في الوقت الراهن، وأطمح للتقدم لا التراجع، وأرى أن الوقت الآن هو للانطلاق نحو الاحتراف الأوروبي، وليس للعودة خطوة إلى الوراء..صدقوني طموحي لا حدود له، وأعلم أن الفرصة لا تأتي بسهولة، ولهذا أسعى لاستغلال الوقت الأمثل، لتحقيق قفزة نوعية في مسيرتي تُقربني من أهدافي الكبرى.
عمورة لم تُغيره الشهرة وما يقدمه مع الخضر يلهمني
ما الفرق بين البطولتين المصرية والجزائرية ؟
البطولتان قويتان جدا، وتعتبران من بين الأفضل في القارة الإفريقية، والبطولة الجزائرية كانت بوابتي نحو التألق والبروز، ومهدت لي طريق الاحتراف، أما في مصر فقد نجحت أيضا، خاصة أنني وجدت كل الظروف المناسبة للنجاح من ملاعب جيدة واستقبال رائع، وناد محترم أقدم فيه مستويات جيدة.. الفرق الأبرز يكمن في استخدام تقنية «الفار» في كل مباريات الدوري المصري، مما منح نوعا من العدالة، رغم أن الجزائر كذلك تمتلك منشآت من الطراز العالي وملاعب معشوشبة طبيعيا، وبدأت في اعتماد تقنية «الفار» تدريجيا.
من هو أفضل لاعب في الدوري المصري حاليا ؟
برأيي، الدوري المصري مليء بالنجوم، ولكن لاعب الأهلي إمام عاشور هو الأفضل دون منازع، أما بالنسبة لي فأرى نفسي إلى جانب مواطني أحمد قندوسي، من بين أفضل خمسة لاعبين أجانب في الدوري، وهو أمر يشرفنا ويعكس قيمة اللاعب الجزائري.
وماذا عن إصابة قندوسي؟ كيف استقبلت الخبر؟ وكيف هي حالته المعنوية؟
كنت في الحصة التدريبية، وبعدها أخبروني بإصابته، وعندما شاهدت «الفيديو» لأول مرة ظننت أنه تمزق في الأربطة المعاكسة، وتذكرت إصابتي السابقة، لقد اتصلت به فورا ووجدته في حالة معنوية سيئة جدا، فوعدته بالزيارة بعد مباراة بيتروجيت، وهو ما فعلته، لقد سعدت حين رأيت قوة إيمانه وتجاوزه للصدمة بسرعة، حيث بدأ مباشرة في التفكير في العودة، والمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025، وقال لي بعد مغادرته المستشفى: «قدر الله ما شاء فعل»، وهذا أراحني كثيرا.
إذا بقيت في مصر فلن ألعب لغير البورسعيدي وفاء للرئيس !
هل هو متخوف من تضييع «كان 2025»؟
نعم، هو لا يتحدث إلا عن ذلك، والإصابة جاءت في وقت سيء، خاصة بعد تألقه مع المنتخب، مما عزز مكانته، لكن الحادثة ستُبعده لفترة، والعودة لن تكون سهلة، وأنصحه بطيّ الصفحة، والتركيز على العودة التدريجية، لأنني مررت بتجربة مشابهة.
صديقك الآخر أمين عمورة يمر بفترة زاهية، ماذا تقول بشأنه؟
فرحت كثيرا لرؤية أمين عمورة يقود الخضر لانتصارين مهمين أمام بوتسوانا وموزمبيق في التصفيات المؤهلة للمونديال، وتألقه لم يكن مفاجئا لي، لأنه صبر طويلا، ولم ييأس، وحين جاءت فرصته رد في الميدان، وسجل خماسية كاملة..هو يمر بفترة رائعة مع فولفسبورغ، وهو نموذج للاعب المثابر.
هل تحدثتما مؤخرا عن هذا التألق ؟
نعم، نحن على تواصل دائم، وعادة ما نلتقي في كل فترة توقف دولي، خاصة عندما يزورني في بلدية بني عزيز مقر سكني العائلي، وهو في طريقه إلى جيجل، ولكن هذه المرة لم نلتق بسبب التزاماتي، ولكن الصدفة كان لها رأي آخر، وجمعتنا في مطار «هواري بومدين» عند عودتي إلى مصر، وكان سعيدا جدا، وقال لي شيئا جميلا: أهدافي مع فريقي فولفسبورغ تسعدني كثيرا، لكن التسجيل مع المنتخب الوطني له نكهة خاصة، وأنا أوافقه تماما..صدقوني تألقه يمنحني طموحا أكبر للعب في أوروبا مستقبلا.
هل ترى أن عمورة أصبح الرقم واحد في هجوم المنتخب؟
نعم، عمورة أصبح الرقم واحد، وهذا يسعدني كثيرا، لقد انتظر فرصته طويلا، والآن يسجل ثلاثية في مباراة واحدة، والأجمل أنه لم تُغيّره الشهرة، وما زال من أعز أصدقائي.
استحضرت ذكريات مؤلمة بإصابة قندوسي ومتيقن أنه سيتجاوزها
ما تعليقك على متابعتك من طرف المدرب مجيد بوقرة ؟
صراحة، هدفي أكبر من مجرد التواجد في بطولة كأس العرب، بل أرغب في التواجد ضمن قائمة المنتخب الأول المعنية بالمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2025، وهذا من حقي، فأنا أقدم مستوى ممتازا في الدوري المصري، والدليل أن أغلب لاعبي منتخب مصر من هذه البطولة، وأتمنى أن أكون محل متابعة من طرف المدرب بيتكوفيتش.
ماذا عن مشاركتك في كأس العرب؟ وهل تحسرت على غيابك عن النسخة الماضية؟
أكيد، مازلت حزينا لغيابي عن النسخة الماضية، حيث تم استدعاء لاعبي المنتخب الأول آنذاك، وغبت بعدها عن «الشان»، بعد احترافي في مصر. المدرب بوقرة يتابع حاليا اللاعبين في الدوريات العربية والخليجية، وأنا أعلم أن الكرة الآن في مرماي، وسأقاتل من أجل مكانتي، ونحن أبطال النسخة السابقة، والجميع سيسعى لهزمنا، ولكن نمتلك منتخبا متماسكا، وسنسعى جاهدين للدفاع عن التاج العربي. س. ك